ريف دمشق يشتعل.. ومعارك «ضارية» في حلب

حركة نزوح كبيرة في دوما.. وقتلى في قصف على مخيم للنازحين في درعا

عنصر من الجيش السوري الحر يوجه سلاحه نحو القوات النظامية خلال مواجهات بمنطقة العامرية بحلب أمس الأول (رويترز)
TT

ركزت قوات الأمن السورية حملتها العسكرية يوم أمس على مناطق ريف دمشق فيما استمرت المعارك العنيفة في حلب ما أدى وبحسب لجان التنسيق المحلية لمقتل ما يزيد عن 100 قتيل في مختلف أنحاء سوريا.

وكثفت قوات النظام السوري، وبحسب الناشطين في الداخل، قصفها الجوي والمدفعي لأحياء بمدينة دمشق ومدن وبلدات بريفها. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام قصفت مدن وبلدات يبرود وببيلا ودوما والمليحة والزبداني وقدسيا في ريف دمشق. وفي الوقت الذي تحدث فيه الناطق باسم تنسيقية دوما، عبد الله الشامي عن مقتل ما يزيد عن 30 قتيلا في المدينة، أفاد محمد الدوماني من مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق عن «نزوح عشرات العوائل من المدينة جراء استمرار العملية العسكرية عليها وسط تهديدات باقتحامها إضافة لإخلاء أحياء بكاملها كحي بتوانة بسبب استهدافه بالدبابات مباشرة وهو ذو مساكن عشوائية لا أقبية فيه». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا ويستمر القصف والموت في مدينة الزبداني التي استيقظت لليوم الـ93 على التوالي على أصوات نحو المائة القذيفة تدك المدينة» متحدثا عن تدمير ممنهج يعتمده النظام مؤخرا. وأشار الدوماني إلى أن مدينة الزبداني تدك من دبابات متواجدة عند مطعم جنة بلودان في الجبل الشرقي ومن حاجز العقبة في الجبل الغربي.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن مدن الغوطة الشرقية في ريف دمشق تعرضت لحملة عنيفة شنتها قوات النظام السوري ذهب ضحيتها في اليومين الأخيرين أكثر من ثمانين قتيلا، وسط سقوط الكثير من الجرحى معظمهم في سقبا ودوما وحرستا، مشيرة إلى أن هذه المدن تعرضت لحصار خانق فرضته قوات النظام مع قطع أشكال الاتصالات كافة.

وأضافت اللجان أن قوات النظام استهدفت النازحين من هذه المدن مما ينذر بمأساة إنسانية سببها الارتفاع الكبير لأعداد الجرحى والنقص الحاد في المواد الإسعافية إلى جانب ملاحقته للكوادر الطبية والمشافي الميدانية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن سقوط شهيدين في مدينة دوما إثر القصف الذي تعرضت له فجر يوم أمس، لافتا إلى مقتل ما لا يقل عن 6 من القوات النظامية المتمركزين في مبنى البرج الطبي في دوما إثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة. وأضاف المرصد أن مدينة الزبداني في المحافظة نفسها «تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ أشهر»، مشيرا إلى أن القصف شمل أيضا بلدات أخرى في ريف العاصمة، وأسفر عن سقوط الكثير من الجرحى، من دون أن يحدد عددهم. وأوضح أن القصف استهدف خصوصا إضافة إلى مدينة دوما، بلدتي سقبا وحوش عرب، كما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة في ريف دمشق، ووردت أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين، لافتا إلى تعرض بلدة ببيلا لقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وتابع المرصد أن القوات النظامية المتمركزة في مدينة معضمية الشام قامت بإطلاق النار عشوائيا ما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين، فيما «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في أحياء القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف أدى لسقوط جرحى وتهدم بعض المنازل».

وفي العاصمة دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في مخيم اليرموك وجرت حملة هدم وتفجير للأبنية السكنية بحي التضامن وفق ما أفادت شبكة «شام»، كما أشارت الهيئة العامة للثورة إلى أن قوات النظام قصفت بالدبابات منطقة حرملة الواقعة على أطراف حي جوبر، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت أيضا في حيي القدم والعسالي ترافقت مع قصف عنيف أسفر عن سقوط جرحى وهدم منازل. وأفاد الناطق الإعلامي باسم شبكة «شام» الإخبارية في دمشق سلام محمد، عن أن «قوات النظام تقوم منذ أسبوعين تقريبا بهدم المباني السكنية في حي التضامن، في دمشق، مستخدمة الديناميت، بغية تحويل الحي إلى ثكنة عسكرية للفرقة الرابعة».

وكانت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم أشارت إلى قرب انتهاء العمليات الأمنية في «كامل» ريف دمشق متحدثة عن مواصلة القوات السورية «لمهمتها الميدانية في ملاحقة المرتزقة في مختلف المناطق موقعة خسائر فادحة في صفوفهم (...) وخاصة في بساتين حرستا ما يشير إلى قرب انتهاء العمليات الأمنية في كامل ريف دمشق». ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة عن مصادر من السكان أن «دوما شهدت أعنف حملة منذ بدء الأزمة في البلاد»، معتبرة ذلك «مؤشرا على تصميم الجيش على القضاء على المسلحين فيها».

وفي حلب، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أطراف حيي العرقوب وسليمان الحلبي، كما تعرضت أحياء الشيخ خضر والصاخور والشيخ فارس للقضف من قبل القوات النظامية السورية، في حين سقط عدد من الجرحى في قصف عنيف من قبل القوات النظامية على حي مساكن هنانو، حسب ما أفاد ناشطون هناك.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن سقوط خمسة قتلى بينهم سيدة والكثير من الجرحى نتيجة القصف المدفعي لباب جنين بحلب. وشملت الاشتباكات والقصف، وفق ناشطين، أحياء الصاخور ومساكن هنانو والشيخ خضر والشيخ فارس والعرقوب وسليمان الحلبي. وأشارت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام إلى وصول «تعزيزات جديدة لمؤازرة الجيش في حلب».

بدورها، قالت صحيفة «الديار» اللبنانية المؤيدة للنظام السوري إن الرئيس السوري بشار الأسد أعطى الأوامر لقوات يقدر قوامها بثلاثين ألف جندي و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال إلى مدينة حلب على الحدود مع تركيا لقتال مسلحي المعارضة. وأفادت الصحيفة عن أن الأسد توجه إلى أكبر مدينة في سوريا فجرا للإشراف على المعركة المحتدمة بين قواته ومقاتلي المعارضة الذين تدفقوا على المدينة في يوليو (تموز) الماضي. وقالت: إنه عقب إبلاغ الأسد بتردي الأوضاع في حلب قرر ترك قصر الشعب، والسفر إلى حلب لتفقد المعركة ميدانيا عند الرابعة فجرا «واكتشف أن المعركة صعبة».

وفي محافظة حمص «تعرضت مدن وبلدات تلبيسة وحوش حجو وابل لقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط عدد من الجرحى»، كما «تعرضت قرية السعن في ريف حمص لقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط عدد من الجرحى»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل سبعة أشخاص قتلوا برصاص قوات النظام في تل شهاب على الحدود مع الأردن، كما قامت قوات النظام بحملة إحراق لمنازل المواطنين في بلدة زيزون بدرعا. بدوره أفاد المرصد عن تعرض بلدات محجة حوران وتسيل والغارية الغربية وأم الميادن وجلبين ومنطقة وادي اليرموك «لقصف عنيف من قبل القوات النظامية»، مشيرا إلى أن القصف أسفر عن قتيل واحد على الأقل وعدد من الجرحى.

إلى ذلك قتل مسلح كردي سوري وأصيب آخران برصاص أطلقه الجنود الأتراك عبر الحدود بين البلدين في أول حادث من نوعه منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل 18 شهرا، كما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية.

إلى ذلك أكد اليمن أن خمسة من ضباطه معتقلين لدى مجموعة إسلامية في سوريا، وتتهمهم المجموعة بدعم قوات النظام، هم طلاب في الكلية العسكرية في حلب ولم يشاركوا في المعارك الجارية بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في هذا البلد.

ونفت وزارة الدفاع اليمنية «نفيا قطعيا أي ارتباطات أو مشاركة للضباط اليمنيين في الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا»، وذلك في بيان نشرته مساء الاثنين على موقعها الإلكتروني.