مصر: امرأة تنافس العريان والكتاتني على رئاسة «الحرية والعدالة»

«النور» السلفي يسعى للم شتاته الداخلي بلجنة لـ«المصالحة»

عصام العريان يملأ استمارة ترشحه لرئاسة حزب الحرية والعدالة («الشرق الأوسط»)
TT

بينما تكثف قيادات حزب النور السلفي بمصر جهودها لرأب الصدع الداخلي الذي سيطر على الحزب في الفترة الأخيرة، وتسبب في انقسامات حادة داخل أكبر الأحزاب السلفية بمصر، ظهرت ملامح تكتلات ومواجهات داخل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين على خلفية انتخابات رئاسة الحزب، والتي بدأ فتح الترشيح لها أول من أمس. وبدت بوادر المواجهات الداخلية في حزب الحرية والعدالة في تقدم أكثر من قيادة بالحزب للمنافسة على مقعد رئاسة الحزب الذي خلا بفوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، وهو المشهد غير المعتاد داخل جماعة الإخوان وحزبها، حيث اعتادت قيادات الجماعة وكوادرها الالتزام بقرارات الجماعة والحزب، وعدم الدخول في منافسات داخلية، والاكتفاء بما تقرره الهيئات التنظيمية للحزب والجماعة والالتزام به.

واشتعلت أجواء انتخابات رئاسة الحرية والعدالة أمس بعد تراجع الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس الحزب ومستشار رئيس الجمهورية عما أعلنه بداية الأسبوع الجاري بعدم خوض انتخابات رئاسة الحزب، ليسحب ملف الترشيح للانتخابات في ثاني أيام الترشيحات ليكون في مواجهة مع الدكتور سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب السابق، الذي سحب أوراق ترشحه لرئاسة الحزب في اليوم الأول من الترشيحات.

وعقب سحب ملف الترشيح، قال العريان إنه تقدم للترشيح لقناعته بأن كل عضو مؤسس قادر على قيادة «الحرية والعدالة»، مشيرا إلى أن هذا سيكون تأسيسا لحياة حزبية سليمة.

وقال العريان إنه سيقوم باستيفاء شروط الترشيح بجمع توقيعات مائة عضو من المؤسسين من مختلف المحافظات، مشيرا إلى أنه قام بتجميع 200 نموذج تزكية حتى يجمع أكثر من النصاب القانوني (100 عضو) الذي تنص عليه اللائحة الداخلية.

يأتي ذلك في الوقت الذي سحب فيه اثنان من قيادات الحزب أوراق ترشيحهما للانتخابات بينهم الدكتورة صباح السقاري، أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة بوسط القاهرة لتكون أول امرأة تترشح لهذا المنصب.

كما تقدم خالد عودة، المحامي بالنقض، المسؤول البرلماني لقطاع جنوب القاهرة، بسحب أوراق ترشحه، وجمع 110 نماذج تزكية، وأكد عودة أنه (أصغر) سنا من الدكتور العريان والكتاتني، وفرصته في الفوز كبيرة.

وكانت الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة قررت في اجتماعها السبت الماضي إجراء انتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة في 19 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، على أن يستمر فتح باب الترشيح حتى 10 أكتوبر.

في غضون ذلك، يواجه مكتب إرشاد جماعة الإخوان أزمة داخلية لعدم قدرته على حسم الشخصية التي ستخلف الدكتور مرسي في رئاسة الحرية والعدالة. وقالت مصادر داخل الجماعة إن هذه الأخيرة لم تستقر حتى الآن على اسم رئيس الحزب الذي ستتم تزكيته خاصة أن لديها تحفظات على عدد من الشخصيات التي تردد أسماؤها في الفترة الأخيرة.

ومن أبرز الأسماء التي طرحت للمنافسة على رئاسة الحزب الدكتور محمد البلتاجي، أمين الحزب بالقاهرة، الذي أبدى رغبته في خوض المنافسة، والدكتور عمرو دراج، أمين عام الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، إلى جانب الكتاتني والعريان.

لكن مصادر داخلية بالجماعة أشارت إلى أن الدكتور دراج تراجع عن فكرة رئاسة الحزب، واكتفى بتصعيده في اجتماع الهيئة العليا للحزب السبت الماضي لعضوية المكتب التنفيذي للحزب خلفا للدكتور محمد مرسي الذي خلا مقعده في المكتب التنفيذي بعد فوزه بالرئاسة.

وأشارت المصادر إلى أن الجماعة تدرس الدفع بالدكتور أحمد دياب عضو المكتب التنفيذي للحزب باعتباره أحد القيادات التنظيمية في الجماعة وأحد المقربين إلى المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد الجماعة.

من ناحية أخرى، عقدت الهيئة العليا لحزب النور السلفي «جبهة المهندس أشرف ثابت» اجتماعا مطولا أمس مع قيادات الحزب وبحضور قيادات الدعوة السلفية، لدراسة كيفية تجاوز حالة الانقسام الداخلي على خلفية قرار سحب الثقة من الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس الحزب. وقررت الهيئة العليا تشكيل لجنة للمصالحة الداخلية تضم مجموعة من قيادات الدعوة السلفية مثل شريف الهواري، وذلك بهدف فتح حوار مع جبهة الإصلاح وبحث التوافق معا في الفترة المقبلة.

وشهد الاجتماع توزيع إقرار على أعضاء الحزب المشاركين يؤكد اعترافهم باختيار الدكتور سيد مصطفى خليفة رئيسا للحزب خلفا للدكتور عماد عبد الغفور.