أحمدي نجاد يعترف بتأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الإيراني.. وانحدار جديد للريال

مذيعة أميركية تشتكي من الرئيس الإيراني لرفضه مصافحتها وطلبه تغطية ساقيها خلال مقابلة مع «سي بي إس»

الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

اعترف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، بتأثير العقوبات الدولية على الاقتصاد الإيراني، في وقت واصل فيه الريال الإيراني انحداره ليصل لمستوى قياسي جديد، مقداره 9% لتصل نسبة الانخفاض خلال 24 ساعة 26% بعد أن انخفض أمس 17%، مما أثار مخاوف من انهيار العملة.

وقال الرئيس الإيراني في مؤتمر صحافي في طهران، أمس، «إن التراجع الكبير للعملة الإيرانية حاليا سببه العقوبات الاقتصادية الدولية» المفروضة على طهران، مضيفا «هناك حرب نفسية تواكب الضغوط الدولية الخارجية». وقال في مؤتمر صحافي في طهران أمس، «لا يوجد أي سبب اقتصادي لهذه التقلبات (في سعر الريال). لقد ألقى العدو حجرا في طريقنا ويجب المساعدة على أن نعيد إليه الحجر»، مضيفا «لدينا احتياطي (عملة) بكمية كافية للبلاد». وأوضح «هناك حرب نفسيه.. وعلى الكل مساعدة الحكومة. العقوبات تستهدف الشعب. وهم (الغربيون) يكذبون عندما يقولون إن العقوبات ضغوط على الحكومة». وتابع القول «العدو فرض عقوبات.. على مبيعات النفط. وهناك جزء كبير من العملات الصعبة، يأتي من النفط. والأدهى عقوبات على المبادلات المصرفية كي لا نتمكن حتى إذا بعنا نفطنا من استعادة المال. إنها حرب خفية وثقيلة على المستوى العالمي». وأضاف أن «أصدقاءنا في البنك المركزي يحاولون ويجدون الوسائل (لاحتواء العقوبات). إنها معركة. وقد نجحوا (الغرب) في الحد قليلا من مبيعاتنا النفطية لكننا سنعوضها. إنها معركة». وتابع «إن العدو يعتقد أنه قادر على كسر مقاومة الشعب الإيراني لكنه على خطأ» في ذلك. وأضاف أحمدي نجاد «إنها معركة. لقد تمكنوا من الحد قليلا من مبيعاتنا النفطية لكننا سنعوض ذلك».

وهبط الريال الإيراني أمس إلى مستوى 35 ألفا و500 ريال للدولار الواحد بحسب موقع متخصص بأسعار الصرف، في حين أفاد صرافون لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن التداولات في السوق تتراوح بين 35 ألفا و500 ريال و37 ألف ريال للدولار الواحد وذلك باختلاف الصرافين. وفي غضون عام واحد، منذ فرضت العقوبات النفطية والمصرفية على طهران، خسرت العملة الإيرانية أكثر من 80% من قيمتها. وأرجع الرئيس الإيراني هبوط قيمة الريال إلى هذه العقوبات. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اعتبرت أول من أمس، أن الهبوط التاريخي للعملة الإيرانية التي فقدت ثلث قيمتها أمام الدولار في أسبوع و80% في عام يظهر «نجاح» العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي. وقالت «هذه أقسى عقوبات استطعنا أن نفرضها كمجتمع دولي وهي مهمة للغاية في السعي لجعل إيران تلتفت إلى أهمية التوقف عن النشاطات النووية».

لكن الرئيس الإيراني أكد أمس أن بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي على الرغم من الضغوط الاقتصادية والعقوبات الغربية. وقال في المؤتمر الصحافي الذي نقله تلفزيون الدولة على الهواء مباشرة «لسنا شعبا يتراجع في المسألة النووية». وأضاف «إذا اعتقد البعض أنهم قادرون على الضغط على إيران فإنهم يخطئون وعليهم تصحيح موقفهم». وتراجع أحمدي نجاد عن التصريحات التي أدلى بها خلال زيارة إلى نيويورك الأسبوع الماضي لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن إيران يمكن أن تدرس إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة حول المسألة النووية. وقال أمس، إن «المفاوضات المباشرة ممكنة ولكن تحتاج إلى ظروف، ولا أعتقد أن الظروف مواتية لإجراء محادثات. والحوار يجب أن يقوم على إنصاف واحترام مباشر».

لكنه أضاف «أعتقد أن هذا الوضع الخاص بالعلاقات بين إيران والولايات المتحدة لا يمكن أن يستمر». وانتقد المتشددون في إيران أحمدي نجاد لفتحه الباب أمام إمكانية إجراء مفاوضات مع أميركا. وأدى ذلك إلى انتقاد حكومته على سوء إدارتها للاقتصاد.

وجدد أحمدي نجاد التأكيد على أنه «غير قلق مطلقا» بشأن التهديدات التي تطلقها إسرائيل بشن عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية. وقال «إيران ليست بلدا تهزه بعض المفرقعات». وقد اعتبر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه يعالون أنه ما زالت هناك حاجة إلى «الاحتفاظ بالخيار العسكري» ضد إيران. وقال يعالون الذي يشغل أيضا منصب وزير الشؤون الاستراتيجية للإذاعة العامة الإسرائيلية إن «العقوبات والضغوط المفروضة منذ عامين تقريبا على إيران فعالة ولكن أجهزتها للطرد المركزي ما زالت تدور». وأضاف «يوجد وقت للعقوبات والبرنامج النووي الإيراني يقترب أكثر فأكثر من الخط الأحمر». وسخر نجاد أمس من صورة «القنبلة الموقوتة» التي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر الأمم المتحدة لتسليط الضوء على التهديد النووي الإيراني، قائلا إنه يتعين على نتنياهو تحسين مهاراته في الرسم. وقال «الرسم الذي قدمه نتنياهو بالخط الأحمر يعتبر في المقام الأول إهانة للجمعية العامة للأمم المتحدة». وأضاف «أوصيه بتحسين مهاراته في الرسم». يذكر أنه خلال خطابه الأخير أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، رسم نتنياهو خطا أحمر على رسم كرتوني لقنبلة لتوضيح المرحلة التي ستمتلك إيران عندها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية.

إلى ذلك اشتكت صحافية أميركية أمس، من معاملة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لها خلال مقابلة صحافية الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن كررت أسئلة له عن مساعدات إيران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتمحورت المقابلة، التي اشترك فيها المذيع الأميركي المخضرم شارلي روز في تلفزيون «سي بي إس»، على موضوع مساعدات إيران لنظام الأسد. وكررت نورا أودونيل، وهي مذيعة شابة انضمت مؤخرا إلى البرنامج، الأسئلة نفسها عن المساعدات. وكان واضحا أن الرئيس الإيراني لم يرتَح للأسئلة المكررة وللمذيعة، فخاطبها مرة قائلا: «يو ليدي» (أيتها السيدة). وقالت المذيعة أمس «عضضت على لساني حتى لا أقول له إن اسمي نورا أودونيل، وأرجو أن تخاطبني باسمي». وقالت إن الرئيس الإيراني رفض مصافحتها عندما دخل إلى استوديو المقابلة في رئاسة تلفزيون «سي بي إس» في نيويورك. وأيضا، طلب منها ألا تضع ساقا فوق ساق خلال المقابلة. وكانت تجلس على مقعد بجوار شارلي روز، بينما كان يجلس الرئيس الإيراني على الجانب الآخر. وأثناء المقابلة، لم تظهر وقد وضعت ساقا فوق ساق، لكنها وضعت أوراقا على ساقيها لإخفاء جزء منهما لأنها كانت تلبس فستانا قصيرا.

وقالت إنها فضلت ألا ترد على ملاحظات الرئيس أثناء المقابلة التلفزيونية لأنها انضمت حديثا إلى برنامج «سي بي إس ذيس مورننغ» (سي بي إس هذا الصباح)، مع شارلي روز والمذيعة غيل كنغ. (عمرها 38 سنة، ومتزوجة بصحافي يعمل في واشنطن، ولهما توأمان عمرهما خمس سنوات، وبنت أصغر منهما. وتتنقل من يوم لآخر بين واشنطن ونيويورك). وأثناء المقابلة مع الرئيس الإيراني، كررت أسئلتها عن مساعدات إيران لنظام الأسد في مواجهة المعارضة المسلحة. وعلى الرغم من أن الرئيس الإيراني نفى أي مساعدة، فقد بدا في المقابلة وكأنه لا يقدر جدية السؤال وأهمية تكراره مرات ومرات بسبب رفضه تقديم إجابة مقنعة لكل من أودونيل وروز. وقالت أمس: «أنا متعودة على الحقائق، وماذا قال السياسيون أو يقولون».

وكان روز نفسه كرر السؤال. وجرى جزء من المقابلة كالآتي:

* هل ترسل إيران أسلحة لنظام الأسد؟

- سوريا عندها من الأسلحة ما يكفيها.

* سؤالي هو: هل ترسلون أسلحة؟

- سوريا عندها حليف كبير (روسيا) يساعدها.

* هل ترسلون أنتم؟

- لا.

* هل أنتم مع المعارضة أو الحكومة؟

- نحن نحب الطرفين. كل السوريين إخواننا.