استمرار الغليان في القرداحة بعد وصول جثامين ضباط علويين

النظام يسعى لاحتواء الصدع ويفصل بين منطقتين إحداهما موالية والأخرى متذمرة

TT

ما زال الوضع متوترا في مدينة القرداحة بعد تدخل قوات من الحرس الجمهوري وقوات الأمن لوقف الاشتباكات بين العائلات العلوية بالقوة، وقال ناشط في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» عبر «سكايب» إن شيخ الجبل وزعيم الشبيحة الأول محمد الأسد «لم يفارق الحياة وما زال يرقد في المشفى ووضعه الصحي خطير». وأكد أن الرئيس بشار الأسد يتابع شخصيا تطورات الوضع في القرداحة (مسقط رأس عائلة الأسد) وحصنها المنيع، ونقل الناشط عن عدة مصادر أنه تم الطلب من آل الخير وعثمان مغادرة القرداحة مقابل تعهد الرئيس بشار الأسد بمحاسبة المتورطين بالهجوم على آل الخير من آل الأسد. ولفت الناشط إلى أن قوات النظام قامت بحملة اعتقالات واسعة شملت كل الأطراف التي شاركت في الاشتباكات التي تجددت يوم الأحد الماضي وامتدت إلى محيط القرداحة.

وأضاف الناشط أنه يوم أول من أمس الاثنين خرجت «مظاهرة لموالي عم الرئيس المنفي رفعت الأسد إلى جانب أبناء عدد من العائلات العلوية التي راحت تعلن تذمرها من سياسة الرئيس بشار الأسد الوحشية في قمع المعارضة، والتي باتت تشكل خطرا على وجود العلويين في سوريا، وليس فقط خطرا على النظام، وفي مقدمة تلك العائلات آل الخير وآل قوزي - عثمان وكنعان وديب. ومع أن المتظاهرين لم يهتفوا ضد النظام، إلا أنهم هتفوا: (القرداحة نزلت عالساحة)، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن قتل العلويين، وزاد في التوتر والاحتقان يوم الاثنين وصول جثامين لضباط علويين قضوا في اشتباكات دير الزور».

وفي تفاصيل جديدة حول أسباب اندلاع الأزمة في القرداحة، قال الناشط: «إن ما حصل جاء نتيجة تنامي المخاوف بين العلويين التي بدأت تظهر للعلن منذ نحو شهرين، حول من يحمي القرداحة في حال سقط النظام، والخشية من مجازر يكونون هم ضحيتها، بسبب الممارسات الوحشية لشبيحة آل الأسد بحق المعارضين. في المقابل، بدأت الشكوك تثار حول عدد من العائلات بدأت ترفض التحاق أبنائها بالشبيحة وتعمل على النجاة برأسها من أعمال انتقامية لا شك ستطال شبيحة الأسد بعد سقوط النظام». على خلفية هذا الجدل يقول الناشط: «تفجر الوضع حين كان (شيخ الجبل) محمد توفيق الأسد يسهر في مقهى لعارف الخير مساء السبت الماضي، وحصل تلاسن بينهما حول مصير النظام، حيث قال ابن الخير بضرورة اقتناع الأسد بتسليم السلطة والاكتفاء بمن قتل من أبناء الطائفة العلوية، بدل أن تباد الطائفة بأكملها. وكان رد محمد الأسد بمطالبة خصمه (بعدم التطاول على أسياده) وتهديد كل من يعارض الرئيس. وبدأ العراك بالأيدي ثم تطور إلى إشهار السلاح فأصيب شيخ الجبل إصابة بليغة أدخلته العناية الفائقة وأصيب أيضا فراس الخير وصخر عثمان. إثر العراك الحاصل في المقهى، تجمع شبيحة آل الأسد وهجموا على منازل آل الخير وقوزي عثمان، وأسفر الهجوم عن إصابة عدد من أبناء الخير وقتل خمسة من آل عثمان، بعد ذلك تدخلت قوات من الحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية وأنهت الاشتباك وقامت باعتقال المشاركين بالاشتباك، إلا إن الاشتباكات عادت لتتجدد يوم الأحد الماضي بالقنابل والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ويوم الاثنين خرجت مظاهرات غاضبة مع وصول جثماني ضابطين أحدهما من آل عدرا والآخر من آل فاضل قضيا في اشتباكات في دير الزور، وكانا ضمن 26 عسكريا من الطائفة العلوية قتلوا في مناطق عدة من البلاد خلال يومين وصلت جثامينهم الاثنين إلى القرى العلوية في منطقة الساحل».