مذكرة أميركية تحذر أوروبا من دعم طلب العضوية الفلسطيني في الجمعية العامة

السلطة تحذر من عواقب وخيمة ووقف للمساعدات

عريقات («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت الولايات المتحدة الدول الأوروبية من دعم السلطة الفلسطينية في جهودها من أجل رفع تمثيلها في الجمعية العامة للأمم المتحدة من مراقب إلى دولة غير عضو تحظى بجميع الحقوق، سوى الترشح لمناصب داخل الجمعية العامة أو التصويت. كما حذرت السلطة الفلسطينية من العواقب الوخيمة والسلبية المترتبة على إقدامها على هذه الخطوة التي اعتبرت أنها لا تخدم عملية السلام، بما في ذلك قطع المساعدات المالية.

جاءت هذه التحذيرات والتهديدات في مذكرة أميركية وصفت بأنها «مراسلة خاصة»، واطلعت عليها صحيفة «غارديان» البريطانية. وأفادت المذكرة بأن دعم السلطة في جهودها هذه «سيأتي بنتائج عكسية على السلطة الفلسطينية». وقالت إن الدولة الفلسطينية «لن تتحقق إلا عبر المفاوضات المباشرة مع إسرائيل»، ودعت المذكرة دول الاتحاد الأوروبي إلى دعم الجهود الأميركية للوقوف في وجه هذا الطلب.

وحسب «غارديان» التي نشرت الخبر في تقرير لها، أمس، فإن الرسالة نقلها مسؤولون أميركيون إلى ممثلي الحكومات الأوروبية أثناء انعقاد الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع الماضي.

وتؤكد المذكرة أن الولايات المتحدة تواصل العمل من أجل حل الدولتين، ودعت الطرفين لتجنب الإجراءات الأحادية الجانب المستفزة، التي من شأنها أن تزعزع الثقة وتعمل على الانحراف عن طريق السلام.

ورفضت وزارة الخارجة الأميركية، كما قالت «غارديان»، التعليق على هذه المعلومات، غير أن السلطة الفلسطينية تفاجأت من هذا الموقف الأميركي. وقال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: «نحن تفاجأنا بهذه الدعوة الأميركية». وأضاف: «المطلوب موقف وتحرك أميركيان، ليس ضد مسعى فلسطين المستند للشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة ومبادرات السلام وخريطة الطريق، بل ضد الاستيطان وإرهاب المستوطنين الذي تمثل اليوم بالاعتداءات على الأماكن الدينية للمسيحيين والإسلامية في القدس، وحرق الأشجار والمساجد وقتل الناس.. المطلوب هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية.. وهذا ما على الولايات المتحدة أن تتحرك لوقفه».

وأكد عريقات مجددا أن السلطة الفلسطينية مصممة على الذهاب إلى الجمعية العامة على الرغم من كل التهديدات، فقال: «لا رجعة عن التصويت.. نحن بالتصويت، إنما نعمل على حماية عملية السلام وحماية المشروع الوطني الفلسطيني وحماية حل الدولتين أمام العبثية الممثلة بالاستيطان والإملاءات وما إلى ذلك». وتابع عريقات القول: «لذلك، فإن قرارنا الذهاب إلى الأمم المتحدة والجمعية العامة لرفع مكانة فلسطين كدولة غير عضو لا يتناقض مع عملية السلام أو القانون الدولي أو الشرعية الدولية أو يشكل إجراء أحادي الجانب». وكرر القول: «إن المطلوب وقفه هو الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي.. هذه هي الحقيقة».

واستطرد عريقات قائلا إن السلطة بدأت فعليا المشاورات. وقال إن البعثة الفلسطينية مع المجموعة العربية بدأت بالمشاورات حول صيغة مشروع القرار. وسيقدم للتصويت في أسرع وقت ممكن، ولا رجعة عن ذلك.

وكانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي قد تحدثت في رام الله، الأسبوع الماضي، عن إمكانية طرح مشروع القرار على التصويت في الجمعية العام، في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أي بعد الانتخابات الأميركية المقررة في 6 من نفس الشهر.

وردا على سؤال حول حملة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ضد الرئيس عرفات، قال عريقات: «ليبرمان يحرض جديا ضد حياة الرئيس أبو مازن، تماما كما فعلوا مع الرئيس ياسر عرفات. ونحن نأخذ ذلك على محمل الجد. فحياة الرئيس أبو مازن مستهدفة».