متطرفون يهود يحتفلون بعيد «العرش» باقتحام الأقصى ومهاجمة دير.. والرئاسة تحذر

أقاموا صلوات تلمودية في المسجد وشتموا المسيح في الدير

TT

صعد المستوطنون أمس اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، فاقتحموا المسجد الأقصى عدة مرات، واشتبكوا مع المصلين بداخله، قبل أن يهاجم آخرون كنيسة في المدينة، خطوا على بواباتها شعارات تطال السيد المسيح، ووقعوا باسم منظمة «دفع الثمن» وغادروا.

وهذا ليس أول هجوم من نوعه على المسجد الأقصى، لكنه كان أكثر تنظيما هذه المرة، وبدعوة رسمية من منظمة يهودية طلبت من اليهود المتطرفين الاحتفال بعيد المظلة اليهودي (العرش) في ساحات الأقصى، وتقدمهم ناشط اليمين المتطرف موشيه فيغلين، من قيادات حزب الليكود الحاكم، ومعه نحو 60 متطرفا، وتبعهم آخرون.

وقال مصلون داخل الأقصى إن المجموعات اليهودية اقتحمت الحرم على مراحل، وأقامت شعائر تلمودية تحت حراسة الشرطة، قبل أن يشتبك معهم مصلون ومعتكفون في المسجد. وبدأت الاشتباكات لغوية ثم تطورت إلى يدوية، وانتقلت إلى شوارع قريبة في البلدة القديمة بعد أن منعت الشرطة شبانا من الوصول إلى الأقصى. وأضاف شهود عيان أن الشرطة استخدمت الهراوات، قبل أن تعتقل 4 صحافيين وفتاتين ورئيس لجنة الدفاع عن سلوان، و6 مصلين. وتابعت مؤسسة الأقصى: «إن فيغلين وعددا من المستوطنين أدوا بعض الشعائر التلمودية وسط حراسة مشددة».

أما الشرطة فقالت إنها اعتقلت فيغلين «خلافا لقواعد النظام والسلوك في المكان» وأخرج من باحات الحرم وأحيل للتحقيق.

وحمل المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، سلطات الاحتلال «التي ترعى هذه الجماعات المتطرفة»، عواقب التهديدات المستمرة باقتحام الأقصى، قائلا إن الهدف هو «فرض واقع جديد في المسجد». ودعا حراس المسجد وسدنته والمصلين «للالتزام بواجبهم في حماية مسرى نبيهم»، وحث كل من يستطيع الوصول إلى المسجد من القدس وما حولها وفلسطينيي 48 «لشد الرحال إليه والمرابطة فيه وإعماره بالصلاة لتفويت الفرصة على من يريدون اقتحامه وتدنيسه».

وبعد ساعات قليلة، هاجم متطرفون، كنيسة رقاد السيدة العذراء (دير الفرنسيسكان) في جبل الزيتون، وكتبوا على جدرانها شتائم نابية للسيد المسيح، ووقعوا باسم جماعة «دفع الثمن». وهذا ثاني هجوم على دير في المدينة خلال شهرين، بعد محاولة إحراق دير «اللطرون» الشهر الماضي. واستنكر مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأراضي المقدسة الهجوم على الدير.

وقال بيان للأساقفة: «إن هذا العمل يندرج في إطار المساس بحرية العبادة والتعبير العنيف ضد المسيحيين في الأراضي المقدسة وفي جميع أنحاء العالم». وأضاف: «هذه الحادثة تذكرنا بالكتابة على الجدران وحرق الأبواب في دير اللطرون من شهر واحد تقريبا، ومرة أخرى يدنس موقع عبادة مقدس ويتم الاعتداء على رمز الديانة المسيحية من قبل المتطرفين الإسرائيليين».

وعبر المجلس عن قلقه البالغ «إزاء العنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي»، مرجعا ذلك إلى نهج الاحتلال «بتعليم الإسرائيليين العنصرية في المدارس، حيث يتم تدريس التعصب والازدراء». وطالب المجلس السلطات باعتقال الجناة وتقديمهم للمحاكمة أمام محاكم القانون الدولي، مؤكدا أن معالجة هذه الظاهرة في المجتمع الإسرائيلي «بحاجة لتغييرات جذرية في النظام التربوي، وأن تبدأ من الأطفال، وإلا فإن الأسباب ذاتها سوف تنتج نفس الآثار مرارا وتكرارا لتنعكس على حياة الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين».

وأدان الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، رسم العبارات النابية على بوابة الدير، وقال: «إنه لا يجوز القبول بمثل هذه الظاهرة التي تتنافى وروح اليهودية وتضر بدولة إسرائيل». كما شجب الحاخام الأكبر لإسرائيل يونا ميتسغير، ذلك، مؤكدا وجوب احترام «أي معبد».

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «ينظر ببالغ الخطورة إلى أي مساس بالأماكن المقدسة والمعابد التابعة لجميع الأديان»، مؤكدة أن نتنياهو «أصدر تعليماته إلى جهاز الأمن العام بإجراء تحقيق سريع في هذه الحوادث بغية اعتقال الفاعلين ومنع تكرارها».

وقال قائد شرطة القدس إنه أمر فورا «بتشكيل طاقم تحقيق خاص لتقصي ظروف الحادث».

وأدانت الرئاسة الفلسطينية، أمس، العدوان المزدوج، وحذرت في بيان «من هذه السياسة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين»، وقالت إنها «قد تدخل المنطقة في دوامة من العنف لا تحمد عقباها». واستنكرت الحكومة الفلسطينية بشدة «تصعيد الاعتداءات»، مجددة الدعوة للمجتمع الدولي «لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية لإنهاء الاحتلال، ووقف معاناة شعبنا، وتمكينه من نيل حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967».