الحكومة العراقية تطلب من البرلمان إنهاء الوجود العسكري التركي

تريد إلغاء اتفاقيات وقعها صدام تسمح لتركيا بإقامة قواعد في كردستان

TT

في إطار التصعيد المستمر بين بغداد وأنقرة، دعت الحكومة العراقية البرلمان أمس إلى «إلغاء أو عدم تمديد» أي اتفاقية تسمح بوجود قواعد أجنبية على الأراضي العراقية، في خطوة أكد مسؤول حكومي أنها تستهدف القواعد التركية في إقليم كردستان.

وذكر بيان حكومي أن مجلس الوزراء «قرر رفع توصية إلى مجلس النواب بإلغاء أو عدم تمديد أي اتفاقية مبرمة سابقة مع أي دولة أجنبية تسمح بوجود القوات والقواعد العسكرية الأجنبية على الأراضي العراقية». وأوضح مسؤول حكومي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الاتفاقية المقصودة تستهدف اتفاقية أبرمها صدام حسين عام 1995 تسمح للقوات التركية بأن توجد في مناطق شمال العراق لمطاردة حزب العمال الكردستاني» الانفصالي.

وتملك تركيا قاعدة عسكرية في بامرني (45 كلم شمال دهوك) في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق منذ 1997 وتحديدا في موقع مدرج قديم كان يستخدمه الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لزيارة قصوره في مناطق سياحية قريبة. وتملك تركيا أيضا ثلاث قواعد أخرى صغيرة في ديريلوك (40 كلم شمال العمادية) وكانيماسي (115 كلم شمال دهوك) وسيرسي (30 كلم شمال زاخو) على الحدود العراقية التركية. وهذه القواعد ثابتة وينتشر فيها جنود أتراك على مدار السنة.

وكانت الحكومة التركية طلبت من مجلس النواب التركي أول من أمس اتخاذ قرار بتمديد السماح للقوات التركية بتجاوز الحدود العراقية لملاحقة حزب العمال الكردستاني وهو ما وصفه علي الدباغ، الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، في بيان بأنه يعد «تجاوزا وانتهاكا لسيادة العراق وأمنه». وأضاف أن «مجلس الوزراء ناقش في جلسته الاعتيادية اليوم (أمس) مشروع قرار مجلس النواب التركي بتمديد السماح للقوات التركية بتجاوز الحدود العراقية لملاحقة حزب العمال الكردستاني مما يشكل تجاوزا وانتهاكا لسيادة العراق وأمنه». وأضاف في تصريح أوردته وكالة الأنباء الألمانية أنه «إذ يستنكر مجلس الوزراء هذا القرار الذي يتناقض مع مبدأ حسن الجوار والرغبة بعلاقات طيبة بين البلدين، فإنه يرفض وجود أي قواعد أو قوات عسكرية أجنبية على الأراضي العراقية ويرفض دخول أي قوات أجنبية عسكرية إلى الأراضي العراقية بحجة مطاردة المتمردين، مع التوصية لمجلس النواب بإلغاء أو عدم تمديد أي اتفاقية مبرمة سابقة مع أي دولة أجنبية بهذا الخصوص».

وكان نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، أعلن في فبراير (شباط) 2008 أن «وجود قواعد تركية جاء بالتنسيق مع السلطات الكردية عام 1997».

وتؤكد السلطات الكردية أنها سمحت بإقامة هذه القواعد بحسب اتفاقية بينها وبين الحكومة التركية، نصت على أن تكون تحركات الجنود الأتراك بعلمها، وفقا لرئيس حكومة إقليم كردستان. وجاءت تصريحات بارزاني حينها بعدما خرج جنود القواعد التركية الموجودة في إقليم كردستان من قواعدهم بدباباتهم من دون أخذ موافقة السلطات الكردية للتوجه إلى مناطق أخرى، مما دفع مقاتلي البيشمركة الأكراد إلى التصدي لهم وإجبارهم على العودة. وتشن الطائرات الحربية التركية غارات متكررة لاستهداف معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بينما نفذت القوات التركية عدة عمليات توغل في الأراضي العراقية لملاحقة الانفصاليين الأكراد.