رومني يهاجم السياسة الخارجية لأوباما عشية المناظرة الأولى

انتقد سياسة الإدارة «الفاقدة للحزم» و«المشجعة على الفوضى» في منطقة الشرق الأوسط

TT

هاجم ميت رومني وحلفاؤه الجمهوريون، الليلة قبل الماضية، السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما قبيل أولى المناظرات الثلاث بينهما. ووصل رومني إلى ولاية كولورادو، التي تعتبر ساحة معركة انتخابية محورية، قبل المناظرة المهمة المقررة اليوم الأربعاء، مؤكدا لأنصاره أنه «يتطلع» إلى المناظرات الرئاسية لعرض رؤيته الشاملة من أجل البلاد.

وفي أثناء تجمع انتخابي كبير الليلة قبل الماضية، كرر رومني خطابه المتحدي المعتاد حول كيف ستؤدي سياساته إلى انتشال اقتصاد الولايات المتحدة من الحضيض وخلق 12 مليون وظيفة. لكن رومني عمد في وقت سابق أول من أمس إلى التطرق للشؤون الدولية، قائلا إنه «بعد أسابيع من التوتر الناجم عن فيلم مسيء للإسلام، نشر على الإنترنت، ينبغي تسليط مزيد من الاهتمام على السياسات الخارجية في المرحلة الأخيرة قبل الاستحقاق الرئاسي».

واتهم المرشح الجمهوري أوباما بالتقليل من أهمية العنف الدامي في منطقة الشرق الأوسط، محذرا من أن سياسات الرئيس «فاقمت إمكانات النزاع وانعدام الاستقرار». وكتب رومني في مقالة رأي في صحيفة «وول ستريت جورنال» أن أوباما «لا يدرك أن سياسة أميركية من دون حزم قد تثير العدائية وتشجع الفوضى. إننا لا ندفع (الأحداث في الشرق الأوسط) في اتجاه يحمي مواطنينا وحلفاءنا. هذا الأمر خطير».

ويمضي رومني يومين في كولورادو، في إطار استعداداته الأخيرة للمناظرة، بينما يسعى أوباما في نيفادا إلى بناء استراتيجيته وتمرين مهاراته في النقاش. وبينما يستعد المرشحان للمواجهة الأولى، أوكل رومني مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول رايان مهاجمة سياسة أوباما في أفغانستان. وقال رايان إن البيت الأبيض اتخذ «قرارا سياسيا» بسحب 22 ألف جندي في سبتمبر (أيلول)، مما اعتبره خطوة قد تعرض الجنود الأميركيين الباقين هناك إلى خطر أكبر. وقال رايان للصحافية لورا أنغرام في حديث إذاعي: «ما زالوا يقاتلون. لن نضع السياسة على الإطلاق قبل أن يقول قادتنا إنه ضروري لتنفيذ الأهداف، وضمان سلامة جنودنا قدر الإمكان في أثناء خوضهم هذه الحرب».

كما انتقد جمهوريون آخرون، بحدة، الإدارة بمن فيهم خصم أوباما في انتخابات 2008 جون ماكين. وقال ماكين لقناة «إم إس إن بي سي»: «كل شيء يتدهور. إن سياسة الأمن القومي الفاشلة هذه تنعكس علينا في العراق وأفغانستان وليبيا، وبالطبع في سوريا التي تواصل توجيه نداءات النجدة، بينما الناس يذبحون».

إلى جانب لفت النظر إلى أن أوباما لم يفعل ما بوسعه للضغط على إيران من أجل لجم برنامجها النووي، علق رومني على الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي وثلاثة أميركيين غيره، وقال في دنفر «شاهدنا حرائق تندلع في سفارات أميركية حول العالم»، في إشارة إلى موجة الاحتجاجات التي أثارها فيلم هاو مسيء للإسلام، أنتجه رجل من كاليفورنيا.

وأتت تصريحات رومني بينما يستعد المرشحان للحظة يتم ترقبها باهتمام في السباق الرئاسي 2012. وسعى كلاهما إلى التقليل من التطلعات، وهي استراتيجية معتادة قبل المناظرات. وقال أوباما أمام تجمع انتخابي في لاس فيغاس الأحد: «بدأ الإعلام يتكهن حول من سيتفوه بالأقوال الأذكى... ومن سيضع أكبر عدد من النقاط على الطاولة. الحاكم رومني محاور جيد... أنا لا بأس بي».

من جهته، قال رومني أمام أنصاره في دنفر إن «الناس يريدون أن يعرفوا من سيفوز ومن سيسدد الضربات. في رأيي، لا يتعلق الأمر بالفوز أو الخسارة بقدر ما يشكل فرصة لكل منا لتحديد ما نعتبره الطريق الأفضل لأميركا». ويتصدر أوباما حاليا السباق بخمس نقاط، بحسب استطلاع الرصد اليومي لمعهد غالوب وفي أغلبية الولايات المحورية. وأشار استطلاع لصحيفة «واشنطن بوست» وقناة «إيه بي سي»، أول من أمس، إلى تصدر أوباما بنسبة طفيفة (49% مقابل 47% لرومني)، لكن توقع تأييد الناخبين في الولايات المترددة للرئيس بنسبة 52% مقابل 41%.