وزارة العدل العراقية: الإفراج قريبا عن قيادي بعثي من أركان النظام السابق

وكيلها ينفي لـ «الشرق الأوسط» تدهور صحة طارق عزيز ويتهم نجله بـ«نشر أخبار ملفقة»

TT

كشف بوشو إبراهيم، وكيل وزارة العدل ومسؤول ملف سجناء النظام العراقي السابق، عن قرب إطلاق سراح قيادي بعثي كبير من السجن بعد استكماله محكوميته. وقال إبراهيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «عضو القيادة القطرية في النظام السابق سيف المشهداني ينتظر إكمال أوراقه لكي يتم الإفراج عنه بعد أن أكمل محكوميته». وأضاف أن «كل واحد من أركان النظام السابق تنتهي محكوميته نبادر فورا كوزارة عدل إلى إطلاق سراحه بعد أن تكتمل الأوراق الخاصة بذلك»، معتبرا أن «إطلاق سراح المشهداني يأتي استكمالا لإطلاق سراح 16 قياديا بعثيا سابقا بارزا تم الإفراج عنهم في الصيف الماضي».

في سياق ذلك، نفت وزارة العدل الأنباء التي تحدثت عن تدهور الحالة الصحية لنائب رئيس الوزراء العراقي السابق وأرفع مسؤول فيه يخضع لأحكام إعدام وسجن مختلفة طارق عزيز. وقالت الوزارة في بيان لها أمس (الثلاثاء)، إن «بعض وسائل الإعلام تناقلت معلومات عن تراجع صحة، النزيل طارق عزيز، وعدم قدرته على الحركة والكلام»، مشيرا إلى أن «هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة». وأضاف البيان أن «رد الوزارة عن هذه التصريحات الملفقة، لا يعدو التأسيس للنهج المهني في اطلاع الرأي العام على أحدث المعلومات، عملا بحرية الإعلام المسؤول في تداول المعلومة ووفقا للقنوات المعتمدة في الوزارة كمصادر رسمية لاستقاء المعلومة». وأشار إلى أن «اللجان الطبية في دائرة الإصلاح أكدت أن النزيل طارق عزيز يتمتع بحالة صحية جيدة، ويخضع لبرنامج تمشية يوميا لتمرين المفاصل، علما أنه يجلس على كرسي متحرك، كما تم إرساله إلى مستشفى الكاظمية التعليمي لإجراء فحوصات شاملة له، وتبين من خلالها أنه مصاب بمرض التهاب القصبات المزمن لاعتبار كونه (مدخنا)». وأوضح أن «الفريق الطبي طلب منه ترك التدخين أو خفض معدلاته، إلا أنه رفض ذلك». وأكد أن «هناك إشارات إلى أن عزيز فقد النطق، لكن هذه المعلومات غير دقيقة، إلا أنه يعاني من التلعثم في لفظ بعض الكلمات لكبر سنه».

وفي تصريحه لـ«الشرق الأوسط» اتهم وكيل وزارة العدل زياد، نجل طارق عزيز، بـ«إثارة ونشر الأخبار الملفقة عن صحة والده»، مشيرا إلى أن «عزيز يتمتع بصحة جيدة، فضلا عن أنه يتمتع برعاية صحية ممتازة، وذلك كجزء من نظام الرعاية الذي نقوم به، والذي يشمل جميع النزلاء». وأضاف إبراهيم أن «كل واحد من أركان النظام السابق ممن هم بحوزتنا في السجون يعاني من أي عارض نقوم بإرساله إلى مستشفى الكاظمية التعليمي لإجراء الفحوصات الكاملة». وأكد بوشو أن «بإمكان أي وسيلة إعلام تريد التأكد من الحقيقة أن تزورهم في السجن بعد أن تأخذ الموافقات الأصولية وتتطلع على الحقائق، بدلا من تسلمها من هذه الجهة الفلانية أو تلك». وسبق لوكيل وزارة العدل أن كشف لـ«الشرق الأوسط» عن قيام السلطات العراقية «بتركيب طقم أسنان جديد لطارق عزيز بألفي دولار»، فضلا عن مزايا أخرى يتمتع بها هو وسواه من مسؤولي النظام السابق بعد أن تم تسليمهم إلى السلطات العراقية من الجانب الأميركي بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية العام الماضي. من جهته، نفى زياد طارق عزيز أن يكون قد حاول «تشويه سمعة وزارة العدل أو إدارة سجن الكاظمية» وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من عمان أمس «أنا وعائلتي نشكر السيد بوشو إبراهيم وإدارة سجن الكاظمية لما يقدمونه من عناية ممتازة لوالدي، وهذا أمر لا ننكره، لكنني أتحدث عن سوء العناية الصحية وليست عن عناية إدارة السجن». وأضاف عزيز قائلا «إن موضوع تردي العناية الصحية مسألة عامة في العراق وكل العراقيين يعانون من هذه المشكلة وليس طارق عزيز فقط، لكن والدي بحاجة إلى مزيد من الاهتمام كونه أصيب بثلاث جلطات دماغية في سجن الكاظمية ولم يعالج منها، فمثلا هناك عقار لإذابة تخثر الدم ويجب أن يعطى هذا العقار حسب فحص نسبة التخثر أسبوعيا، أي تحديد نسبة أو كمية العقار، لكن والدي لم يتم فحص عينة من دمه سوى قبل 26 شهرا»، مشيرا إلى أن «موضوع التهاب القصبات الهوائية ليس بسبب التدخين، بل لأن والدي أصيب بهذا الالتهاب وتم نقله إلى مستشفى الكاظمية التعليمي ووصف له الطبيب مضادا حيويا من دون أن يزودوه بهذا المضاد شأنه شأن أي عراقي مريض يراجع أي مستشفى في العراق وانتظر 55 يوما أي حتى زيارة أخواتي له لشراء المضاد الحيوي له». وتساءل نجل طارق عزيز عن «سبب احتفاظ الحكومة العراقية بوالدي داخل السجن بعد أن فقد النطق وعجز عن الحركة، ذلك أن سلاحه هو لسانه وليس المسدس والآن لسانه معطل فلماذا لا يطلق سراحه؟».