الناتو: لا يوجد تغيير في خطط الانسحاب من أفغانستان

مقتل 14 على الأقل في هجوم على دورية للأطلسي

TT

أصرت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس على أن خططها لسحب القوات القتالية الأجنبية عام 2014 من أفغانستان لم تتغير، بعدما ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن الأمين العام للحلف العسكري أشار إلى هذا في حديث حصري أدلى به للصحيفة. وكتبت المتحدثة باسم الحلف أوانا لانجسكو، في حسابها على «تويتر»: «نقلت (غارديان) حديث الأمين لحلف الناتو، أندريس فوج راسموسين بشكل خارج عن السياق. ولا يوجد تغيير في الاستراتيجية أو الجدول الزمني». ونقلت وسائل الإعلام الأخرى رواية «غارديان» سريعا والتي نشرت تحت عنوان «راسموسن يقول إنه يمكن تسريع وتيرة انسحاب الناتو من أفغانستان» وفيها نقل عن أمين عام الناتو القول: «إنه من الآن وحتى نهاية عام 2014 ربما تروا تكييفا لوجودنا».

وقال بحسب رواية «غارديان»: «يمكن إعادة نشر قواتنا أو تولي مهام أخرى أو حتى الانسحاب أو يمكن خفض عدد القوات الأجنبية. وإذا سمح الوضع الأمني لا يمكن لي أن أستبعد احتمال تسريع العملية في أماكن معينة».

واعترف راسموسن بأن مقتل زهاء 50 جنديا من قوات التحالف هذا العام بما سماه «الهجمات الداخلية» على أيدي رفاقهم الأفغان أضر بالعلاقة بين القوات الدولية وقوات الجيش والشرطة الأفغانيين. قائلا: «ليس هناك شك في أن الهجمات من الداخل قوضت الثقة والاطمئنان على الإطلاق».

واعتبر الأمين العام للناتو أن هذه الأفعال هي نتيجة سياسة اختراق مقصودة قامت بها حركة طالبان لقوى الأمن الأفغانية أكثر من كونها ردودا غاضبة من رجال شرطة أفغان ساخطين ومستاءين من زملائهم الغربيين». وقد توصلت مخابرات الناتو إلى أن لهذه الهجمات علاقة مع استراتيجية طالبان في التسلل واختراق الهياكل الأمنية الأفغانية بهدف زرع عدم الثقة والارتباك.

من جهتها قالت لانجسكو إن راسموسن كان يشير إلى «انسحاب تدريجي» جرى التخطيط له طويلا حيث إنه لا يمكن سحب قوات حلف الناتو جميعها مرة واحدة في نهاية عام 2014. كما رفضت لانجسكو ما أشارت إليه «غارديان» بوجود صلة بين الانسحاب وزيادة في عدد الهجمات على القوات الأجنبية من جانب الأفغان في كل مكان، مما حدا بالناتو بالفعل مؤخرا إلى فرض قيود مؤقتة على العمليات المشتركة. واضطر حلف الناتو إلى التأكيد مرارا العام الحالي على أن الجدول الزمني للانسحاب من أفغانستان لم يتغير، وتم أيضا إصدار بيانات من جانب مسؤولين أميركيين وأستراليين بارزين تم ترجمتها كإشارة إلى نهاية مبكرة للعمليات القتالية.

إلى ذلك قالت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي ومسؤولون محليون في أفغانستان إن انتحاريا قتل 14 شخصا منهم ثلاثة من جنود الحلف وأربعة من أفراد الشرطة وأصاب 37 آخرين بجراح في إقليم خوست المضطرب بشرق البلاد أمس.

وأكد مسؤول أميركي في واشنطن أن الجنود الثلاثة الذين قتلوا أميركيون يخدمون ضمن قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي. وقتل أيضا ستة مدنيين ومترجم أفغاني في الهجوم.

وقال شاهد لـ«رويترز» إن انتحاريا يرتدي زي الشرطة استهدف جنودا أميركيين كانوا يقومون بدورية في مدينة خوست. وأكدت متحدثة باسم حلف الأطلسي أن انتحاريا نفذ الهجوم.

وقال عبد الجبار نهيمي حاكم إقليم خوست، إن الانتحاري كان يقود دراجة نارية محملة بالمتفجرات وأن 37 مدنيا أصيبوا في الهجوم. وأعلنت حركة طالبان الأفغانية مسؤوليتها، إلا أن الحركة سرعان ما تعلن مسؤوليتها عن أي هجوم ناجح يستهدف القوات الأجنبية. وقع الهجوم بعد مقتل أميركيين اثنين يوم الأحد في تبادل لإطلاق النار مع قوات أفغانية، ليرتفع بذلك عدد العسكريين والمدنيين الأميركيين الذين قتلوا في أفغانستان إلى أكثر من 2000 شخص في الحرب المستمرة منذ 11 عاما. وتحدث وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، هاتفيا مع وزيري الدفاع والداخلية الأفغانيين يوم الاثنين لمناقشة مسألة الاستمرار في تطوير قوات الأمن الأفغانية وسبل منع الهجمات التي يشنها جنود أفغان مارقون على القوات الأفغانية وقوات حلف الأطلسي أو ما يسمى الهجمات من الداخل. وكانت هذه أول مرة يتحدث فيها بانيتا إلى وزير الدفاع الأفغاني بسم الله خان محمدي ووزير الداخلية غلام مجتبى باتانج منذ تعيينهما في منصبيهما. وكان محمدي عمل من قبل وزيرا للداخلية. وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاغون إن بانيتا أثنى على محمدي وباتانج على الحرفية والقدرات المتزايدة للجيش الوطني الأفغاني والشرطة الوطنية الأفغانية. وأضاف قوله إن الثلاثة تباحثوا أيضا بشأن الاستمرار في تطوير قوات الأمن الأفغانية والعمل لمنع الهجمات من الداخل. وأسفرت تلك الهجمات التي ترتكبها عناصر مارقة في قوات الأمن الأفغانية وتستهدف القوات الأجنبية عن مقتل 52 هذا العام من القوات الأجنبية، وأدت الشهر الماضي إلى تشديد القواعد الحاكمة للعمليات الأمنية المشتركة بين قوات الحلف والقوات الأفغانية.