منظمات دولية تخرج من مخيم الزعتري تحسبا لتجدد «أعمال الشغب» فيه

مسؤول أردني: نرجح إنشاء مخيم داخله لعزل من يسيئون التصرف ويثيرون الاحتجاجات

TT

قال مصدر أمني أردني، إن منظمات دولية تعمل بمخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق (شمال شرق) أخلت مواقعها أمس، من المخيم، جراء تجمهر عدد من السوريين، تحسبا لتجدد «أعمال الشغب» فيه، وسط انتشار كثيف لقوات الأمن الأردنية.

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية، المقدم محمد الخطيب، في تصريح صحافي، إن «هنالك تجمهرات، ما أدى إلى خروج المنظمات الدولية من المخيم»، نافيا أن تكون هذه المنظمات تلقت طلبا بإخلاء المخيم للبحث عن عناصر داخله، لها ارتباطات بمسلحين ألقي القبض عليهم أول من أمس في مدينة المفرق.

وكانت أعمال الشغب قد تجددت الليلة الماضية في المخيم «نتيجة عاصفة رملية أوقعت عددا من الخيم، الأمر الذي أثار غضب اللاجئين ودعاهم للاحتجاج»، بحسب الناطق الرسمي باسم شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود.

وقال الحمود في تصريح صحافي أمس، إن اللاجئين طالبوا إدارة المخيم بمجموعة من الطلبات، قامت الإدارة بتنفيذ ما يمكن تنفيذه، مؤكدا أنه تم الاجتماع معهم وتهدئتهم جميعا.

وأضاف أنه من المبكر جدا الحديث عن افتتاح مخيم جديد للاجئين السوريين، نظرا لقدرة مخيم الزعتري على استيعاب ضعف العدد الحالي، والذي وصل لنحو 35 ألف لاجئ، إلا أنه رجح إنشاء مخيم عزل داخل الزعتري نفسه، لعزل الأفراد الذين يسيئون التصرف ويثيرون الاحتجاجات داخله.

من جهتهم، قال شهود عيان، إن لاجئين سوريين في «الزعتري» نفذوا ليلة أمس مظاهرة كبيرة أقدموا خلالها على قطع التيار الكهربائي وحرق عدة مركبات تابعة للشركات الألمانية المنفذة للبنيات التحتية في المخيم وتحطيم أكثر من ثلاثين خزان مياه شرب وشبكات المياه، وحرق عيادات طبية وإتلاف الأدوية.

وأشاروا إلى أنهم قاموا أيضا بحرق مركز الدفاع المدني بالكامل وسرقة محتوياته، والاعتداء على عدد من البيوت المتنقلة (كرفانات) وتدميرها وتمزيق الكثير من الخيم.

وتابعوا أن عددا من عناصر قوات الدرك والأمن العام وأطر الهيئة الخيرية الهاشمية، أصيبوا جراء قيام لاجئين برشقهم بالحجارة والعصي والمواسير.

من جانبه قال مدير التعاون والعلاقات الدولية في المفوضية السامية للأمم المتحدة علي بيبي إنه ستتم معالجة الخيم التي طالها الضرر نتيجة الظروف الجوية.

وبين بيبي أن المفوضية لو اضطرت ستنقل اللاجئين إلى خيم جديدة.

وقال «دخلنا في فصل الشتاء ولا بد أن نبذل قصارى جهدنا لمواجهة هذه الظروف»، مشيرا إلى أهمية دعم اللاجئين بسكن مناسب عبر كرافانات.

ولفت إلى أن السعودية والإمارات وعمان بادرت بالتبرع بـ4700 كارفان لكن هذه لا تكفي موجها نداء إلى المجتمع الدولي لزيادة الدعم والمساعدة المقدمة للاجئين السوريين في الأردن.

يذكر أن هذه الاحتجاجات، تعد الرابعة من نوعها التي يشهدها المخيم، منذ أواخر أغسطس (آب) الماضي، وذلك احتجاجا على ما يصفه اللاجئون بـ«سوء الخدمات المقدمة لهم والظروف الصعبة التي يعيشونها هناك».

وتقول السلطات الأردنية إن عدد اللاجئين الموجودين فوق أراضيها يتجاوز 200 ألف لاجئ.

وكانت الأجهزة الأمنية الأردنية ألقت القبض على أربعة أشخاص من الجنسية السورية مسلحين في مدينة المفرق شمال شرقي عمان.

وقال الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب «إن الأجهزة الأمنية ضبطت بحوزة الأشخاص السوريين أسلحة فردية وعتادا من مختلف الأنواع ومناظير ليلية وأجهزة حاسوب وأجهزة خلوية وعتادا من مختلف الصنوف». وأضاف الخطيب أن «الأجهزة الأمنية تبحث عن ثلاثة أشخاص آخرين من الجنسية السورية».

موضحا أن الأجهزة الأمنية كانت تحقق في وقت سابق مع مجموعة مكونة من ثمانية أشخاص من مختلف الجنسيات السورية والعراقية والرومانية والتركية والجزائرية لامتهانهم الاحتيال والسرقات بمبالغ مالية كبيرة.

وأشار إلى أن التوسع في التحقيق معهم إثر ورود معلومات عن نية بعض الأشخاص من جنسيات عربية افتعال فوضى وإثارة قلاقل في بعض الفعاليات المزمع إقامتها على الساحة الأردنية قريبا.

وأكد الخطيب أنه «أثناء التحقيق مع المجموعة أدلوا بمعلومات عن أشخاص آخرين وجرى متابعة هذه المعلومات أفضت عن إلقاء القبض على السوريين الأربعة».

وقال الخطيب إن التحقيق في مراحله الأولى وقد تتوصل الأجهزة الأمنية إلى معلومات إضافية حول قيام هذه المجموعة بأعمال إرهابية وإثارة المشكلات في العاصمة عمان.

وعلى صعيد متصل انتظم 1200 طالب وطالبة من اللاجئين السوريين بالمدرسة التي أقيمت خصيصا لهم بمخيم الزعتري أمس.

وقال مدير المخيم إن المدرسة ستكون على نظام الفترتين الصباحية للإناث والمسائية للذكور وإنه بوشر فعليا بإعطاء المقرر المدرسي والانتظام بالحصص المدرسية بالمخيم، لافتا إلى أن عدد أعضاء الهيئة التدريسية من الذكور والإناث بلغ 100 معلم ومعلمة. وبدا الطلبة الدارسون بالمدرسة فرحين، فيما أكد أولياء أمور عدد منهم امتنانهم العميق وشكرهم الكبير للحكومتين الأردنية والبحرينية على تسهيل عملية دوام الطلبة السوريين بالمدرسة.

وقالت مصادر في المخيم إنه في الوقت الذي بوشر فيه التدريس بالمدرسة إلا أنه وفي أعقاب انتهاء اليوم الدراسي تعرضت المدرسة للسرقة والنهب من قبل الطلبة الذين استطاعوا عمل ثقوب بالشبك الذي يحيط بالمدرسة واقتحام مستودعات المدرسة ونهب القرطاسية على مختلف أنواعها من أقلام ودفاتر ومحايات ومساطر ووسائل تعليمية أخرى الأمر الذي حدا بالأجهزة المشتركة لتعزيز إجراءات الحماية على مختلف مرافق المدرسة.

على صعيد آخر قال شهود عيان في مدينة الرمثا الحدودية إنهم شاهدوا عشرات الدبابات الأردنية تتجه نحو الحدود السورية فجر الأحد عبر مدينة الرمثا (95 كلم شمال عمان).

وأضافوا أنهم شاهدوا قرابة 50 دبابة أردنية محملة على ناقلات عسكرية مقبلة من الطريق الدولي المؤدي لمدينة المفرق ومتوجهة إلى الشمال الغربي، فيما تحدث سكان من بلدة الطرة الأردنية عن مئات الجنود والآليات التي لم يشاهدوها بهذه الكثافة من قبل.

وقالت مصادر مطلعة إن تلك التعزيزات على الحدود الشمالية جاءت في أعقاب قصف مدفعي مكثف من قبل الجانب السوري على المناطق الحدودية المتاخمة والملاصقة للقرى الأردنية وهو ما وصفته بأنه الأعنف والأشد منذ بدء الثورة في سوريا منتصف مارس (آذار) 2011.

وأضافت المصادر أن «تلك التعزيزات طبيعية ولفرض سيطرتها على الحدود وتحسبا لأي طارئ على الحدود الشمالية».

وتكررت في الفترة الماضية عملية سقوط قذائف وأعيرة نارية على البلدات الأردنية المتاخمة للحدود بين البلدين نتيجة الاشتباكات بين القوات النظامية وقوات المعارضة في سوريا، كما شهدت الحدود الأردنية - السورية مؤخرا حوادث إطلاق نار جراء إطلاق الجيش السوري الرصاص على لاجئين يحاولون اجتياز السياج الحدودي إلى الأردن فرارا من العنف في سوريا فيما يطلق الجيش الأردني الرصاص أحيانا لتسهيل وتأمين عبور هؤلاء اللاجئين.

وتشهد المنطقة الحدودية للأردن مع سوريا والتي تمتد لأكثر من 375 كيلومترا حالة استنفار عسكري وأمني من جانب السلطات الأردنية عقب تدهور الأوضاع في سوريا.