تفجيرات تهز حلب وعشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام

المصري لـ «الشرق الأوسط»: عمليات الجيش الحر في الأيام المقبلة ستشهد مفاجآت في كل المناطق السورية

صورة تظهر ما خلفته التفجيرات التي استهدفت مبنى نادي الضباط وفندق مجاور له وسط حلب أمس (أ.ب.أ
TT

بعد أسبوع على إعلان الجيش السوري الحر معركة الحسم في حلب، شهد يوم أمس تطورا لافتا على صعيد العمليات العسكرية، من خلال تفجير سيارات مفخخة في وسط المدينة استهدفت مبنى نادي الضباط ودمرته بشكل كامل، إضافة إلى استهداف فندق في المنطقة نفسها، وذلك عقب اشتباكات عنيفة وقعت في المنطقة بين عناصر الجيش الحر من جهة، وبين قوات النظام من جهة أخرى، بحسب ما أكد العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري في حلب لـ«الشرق الأوسط».

وفي حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 40 شخصا على الأقل غالبيتهم من العسكريين قتلوا وأصيب نحو 90 بجروح في سلسلة انفجارات هزت وسط حلب أمس ، تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن «ثلاثة تفجيرات إرهابية»، كما نشرت «تنسيقية دير الزور»، على موقع «يوتيوب»، فيديو يظهر مبنى الأمن السياسي، بعد تدميره.

من جهته، قال فهد المصري، المسؤول الإعلامي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، لـ«الشرق الأوسط» إن «التفجيرات الناتجة عن سيارات مفخخة استهدفت مبنى نادي الضباط ومراكز لتجمع الشبيحة وقوات الأمن في ساحة الجابري في حلب»، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية التي سيعتمدها الجيش الحر في الأيام المقبلة بعدما عمد إلى توحيد القوى العسكرية ضمن قيادة واحدة، ستشهد مفاجآت في المناطق السورية كافة، من حيث التوقيت والأسلوب، وكانت تفجيرات أمس خير مثال على ذلك. وعما إذا كان هذا يعني أنّ الجيش الحر سيعتمد سياسة التفجيرات، قال المصري: «لا يمكنني التكلم عن الخطط الاستراتيجية التي وضعها الجيش الحر في معركته الحاسمة، لكن أؤكد أن العمليات المقبلة ستسهم في تسريع سقوط النظام، لا سيما أن هذه الاستراتيجية ترتكز على توجيه ضربات عسكرية لشل حركة قوات النظام والحد قدر الإمكان من الخسائر المدنية». وأشار المصري، إلى أن معركة حلب لم تهدأ وهي تشهد معارك ضارية بين الجيشين النظامي والحر، وأن النظام يحاول تعزيز وجوده فيها واستعادتها من خلال استقدام المزيد من القوات العسكرية التي تشير المعلومات إلى أنها ستصل إلى 30 ألف مقاتل ونحو 2000 دبابة.

كذلك، أكد ناشطون سوريون أن عدد الضحايا قابل للزيادة نظرا لأنّ هناك عددا من الأشخاص لا يزالون تحت الأنقاض، وقال المرصد السوري نقلا عن مصادر طبية في حلب إن «معظم القتلى والجرحى من القوات النظامية التي استهدفتها التفجيرات في نادي الضباط وحواجز القوات النظامية». وأضاف أن القتلى والجرحى سقطوا «إثر انفجار أربع سيارات مفخخة في مدينة حلب صباح أمس، ثلاثة منها انفجارات في ساحة سعد الله الجابري ومداخلها، وسيارة رابعة انفجرت بالقرب من غرفة التجارة في باب جنين»، وأوضح المرصد أن السيارات انفجرت «بعد اشتباكات بين عناصر الحراسة في نادي الضباط ومقاتلي المعارضة».

من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مراسلها في حلب أنه سمع دوي انفجارين قويين بفارق دقائق، وشاهد بعد ذلك واجهة فندق مدمرة ومقهى من طبقتين منهارا في ساحة سعد الله الجابري، وأحصى خمسة جرحى على الأقل في المنطقة أحدهم كان خارجا من فندق آخر ووجهه ملطخ بالدماء.

أما موقع «now Lebanon»، فنقل عن شهود عيان أنه قبيل حصول التفجيرات التي استهدفت نادي الضباط، سمع صوت أزيز، وتحديدا قبل التفجير الثالث، مما يؤكد أن الانفجار ناجم عن صاروخ أطلقته طائرة حربية، وليس سيارة مفخخة، وأشار الشهود إلى أن «حجم التدمير الذي خلفته التفجيرات، لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يكون ناجما عن سيارات مفخخة، خصوصا أن بناءً خلف المبنى الذي استهدف دمر بشكل كامل، وكانت القوة التدميرية كبيرة جدا».

إلى ذلك قال ناشطون إن الاشتباكات المسلحة تجددت في مدينة القرداحة في ريف اللاذقية - غرب - ليل الثلاثاء - الأربعاء وقالت شبكة شام إن «اشتباكات عنيفة جرت في القرداحة ليل أول من أمس (الثلاثاء) بين المؤيدين للأسد من عائلتي الأسد وشاليش والمعارضين للأسد من آل عثمان وآل الخير، قتل و جرح خلالها عدد من المشتبكين، وإن هناك أنباء عن إصابة هلال الأسد في الاشتباكات. وأشارت الشبكة إلى انقطاع النت عن القرداحة بالتزامن مع بدء الاشتباكات. ويشار إلى أن هلال الأسد واحد من أشهر زعماء الشبيحة في منطقة القرداحة واللاذقية بالإضافة إلى هارون ومحمد الأسد وترددت أنباء عن مقتل الأخير في اشتباكات وقعت يوم الأحد.

وقال ناشط في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» أن هناك معلومات من عدة مصادر تؤكد مقتل الشبيح هلال الأسد في الطريق بين اللاذقية والحفة، إلا أن الناشط أشار إلى صعوبة التقصي بدقة عن صحة تلك المعلومات في ظل التعتيم الإعلامي التام الذي يفرضه النظام على ما يجري في القرداحة، وقال ليل الثلاثاء نشب حريق كبير على طريق اللاذقية - الفاخورة - القرداحة وسط إطلاق نار كثيف في اشتباكات قالت عدة مصادر في القرداحة إنها أدت إلى مقتل سبعة أشخاص من آل الخير و16 شخصا من آل الأسد وأربعة من آل شاليش، دون التمكن من الحصول على تأكيد لعدد القتلى والجرحى، وبحسب المصادر ذاتها بين القتلى هلال الأسد ومرافقه كميت سليمان، وأشار الناشط إلى معلومات مؤكدة عن نقل العشرات من المصابين إلى المستشفى العسكري في اللاذقية.