قيادي في حزب بارزاني: نقل السلاح الإيراني إلى الأسد غير ممكن لوجستيا

تعليقا على تقارير عن رفض الأكراد طلبا بهذا الشأن

TT

نفى مصدر قيادي مقرب من الرئيس جلال طالباني تقارير أفادت بأن الرئيس العراقي «التقى بقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بمقره في قلاجوالان قرب السليمانية أواخر الشهر الماضي بحضور نائبه الحزبي برهم صالح وزعيم حركة (التغيير) المعارضة نوشيروان مصطفى»، لكنه أضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن سليماني «يتردد على كردستان بشكل دائم، ولا أدري ما سبب تضخيم هذا الحدث والهدف من ربط زيارته بالاجتماع مع هؤلاء القادة»، وأضاف المصدر: «هذا لم يحدث مطلقا».

وكانت صحيفة «آوينة» الكردية المحلية قد أشارت في تقرير لها إلى أن سليماني «التقى في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، بشكل سري رئيس الجمهورية جلال طالباني، والمنسق العام لحركة التغيير الكردية نوشيروان مصطفى، ونائب الأمين العام للاتحاد الوطني برهم صالح في قلاجوالان حيث مكان استراحة طالباني، قبل أن يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في أربيل». وأضافت الصحيفة أن «القيادي في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي كان يرافق سليماني في زيارته للإقليم»، معتبرة أن «هدف الزيارة هو سحب البساط من تحت أقدام تركيا وسحب بارزاني إلى الطرف الآخر».

من جانبه، أكد سعدي أحمد بيرة عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني تعليقا على هذا الحدث، أن «هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة مطلقا، وزيارة قائد فيلق القدس الإيراني إلى كردستان هي زيارة طبيعية، فنحن نستقبل كل يوم مسؤولين من إيران وتركيا بحكم علاقة الجيرة التي تربطنا، وهؤلاء يأتون ويلتقون بزعماء الإقليم كالرئيس طالباني والرئيس مسعود بارزاني وآخرين من قادة الأحزاب، وتدخل جميع هذه الزيارات في إطار علاقات الجوار والمصالح المشتركة، التي لا تخرج عن نطاق الدستور العراقي.. أما الحديث عن ما يقال بسعي إيران لسحب البساط من تحت أقدام بارزاني، فهذا أمر ليس صحيحا بالمطلق، لأننا والإخوة في الحزب الديمقراطي الحليف لدينا سياسة خارجية موحدة ترتكز على المصلحة القومية للشعب الكردستاني، والابتعاد تماما عن لعبة المحاور، فنحن نحاول أن يكون لنا محور خاص يستند إلى مصلحة شعبنا وأن نتحاور مع الآخرين على هذا الأساس، وليس الانجرار إلى لعبة المحاور الإقليمية أو الدولية.. يجب أن تكون لنا استراتيجيتنا الواضحة والموحدة للتعامل مع أحداث المنطقة.. تعتمد على الخيارات المفتوحة على كل الاتجاهات، ولن نكون لعبة بأيدي أحد».

وكانت الصحيفة الكردية قد أكدت أن سليماني عرض على رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني إرسال شحنة من المساعدات العسكرية إلى سوريا، والسماح لطائرات إيرانية باستخدام أراضي وسماء الإقليم لتقديم تلك الشحنة إلى سوريا، وأشارت الصحيفة إلى رفض بارزاني تمرير تلك الأسلحة عبر أراضي وسماء إقليم كردستان.

وفي اتصال مع قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم بارزاني، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن موضوع نقل الأسلحة الإيرانية إلى النظام السوري عبر أراضي كردستان غير ممكن من الناحية اللوجستية، لأن المنطقة المجاورة تقع ضمن سيطرة الجيش الحر والثوار الكرد المنتفضين ضد النظام السوري، ومن غير المعقول أن تمر الشاحنات المحملة بتلك الأسلحة دون ملاحظتها من قبل سكان المنطقة أو المسيطرين عليها، والأهم من ذلك، أن موقف القيادة الكردية في إقليم كردستان بدا واضحا منذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية بسوريا ضد نظام بشار الأسد، وهو دعم الثورة دون التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، فكردستان ليس من مصلحتها أن تزج بنفسها في أتون أزمة تتعقد يوما بعد يوم بسبب التدخلات الإقليمية والدولية».

وقال المصدر القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الأنباء تدل على أن إيران بدت محمومة جدا في الدفاع عن النظام السوري، وأنها تبذل كل ما في وسعها لنجدة هذا النظام الآيل للسقوط وبأي ثمن كان, ولكن إذا كان من مصلحة إيران المضي إلى آخر الشوط مع النظام الديكتاتوري في سوريا، فما مصلحتنا نحن الأكراد من دعم نظام أحرق كل أوراقه، وبات منبوذا من المجتمع الدولي بسبب جرائمه الوحشية ضد شعبه؟ وهل من المعقول أن تتبنى قيادة الإقليم منذ بداية الأزمة ولحد الآن موقفا داعما للثورة الشعبية وتتراجع عنه في اللحظة الأخيرة وكل البوادر تشير إلى اقتراب نهاية هذا النظام.. إن هذا الأمر غير معقول بالمطلق، والأنباء التي تنشر بهذا الصدد لا تعدو مهاترات إعلامية الهدف منها هو الإساءة لقيادة الإقليم والإيحاء بأنها تخضع لسياسات إيران، وهذا غير صحيح، لأن رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، وكما ذكرت تلك الأنباء ذاتها، رفض هذا الطلب؛ إذا كان هناك فعلا طلب بهذا المضمون من قبل الجانب الإيراني».