حماس: لن ندخل في مهاترات إعلامية مع سوريا وسنبقى مع تطلعات شعبها

بعد أن شن التلفزيون السوري هجوما على مشعل ووصفه بأنه «مقاوم متشرد»

TT

عبرت حركة حماس عن أسفها الشديد لما أورده التلفزيون السوري الرسمي من هجوم وشتائم على رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وعلى الحركة نفسها، رافضة اتهامات التلفزيون السوري لها بالتخلي عن المقاومة.

وقالت حماس في أول تعقيب رسمي لها أمس: «حماس الملتصقة بشعبها ومقاومته وحقوقه، تنأى بنفسها عن الدخول في أي مهاترات إعلامية، وستبقى مع أمتها العربية والإسلامية، وتطلعات شعوبها في الحرية والكرامة والديمقراطية».

وكان التلفزيون السوري شن هجوما غير مسبوق على مشعل، واصفا إياه بأنه «مقاوم مشرد ويتيم»، واتهمه والرئيس المصري بفرقة الطبالة، وبالجحود، وقال إنه «باع المقاومة من أجل السلطة»، بعدما شارك في مؤتمر حزب العدالة والتنمية في تركيا، برفقة الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس قرغيزستان ورئيس إقليم كردستان العراق شبه المستقل مسعود بارزاني.

واتهم التلفزيون مشعل بالوفاء بوعود التطبيع مع إسرائيل وأميركا، وقال إن ذلك أفقر المناعة لديه. وأضاف التلفزيون السوري: «إن سوريا ليست نادمة، لأنها لم تفعل ما فعلت لتنتظر وفاء أو جميلا أو شكورا، فقد فعلت ما رأت أنه واجبها القومي والوطني مع مقاوم مشرد، وفرت له ولرفاقه كل الدعم لمواصلة مقاومتهم».

وأضاف: «إن سوريا فرحة بأن يغادرها من باع المقاومة بالسلطة.. إن ما جعل لكم مكانة عند شعب فلسطين كان خياركم المقاوم وليس هويتكم الإخوانية، وستكتشفون ذات يوم أن من ينام بين المقابر سيرى المنامات الموحشة، وستتذكر ذات يوم أن مشهدكم في مؤتمر أردوغان كان كحجارة المقابر يسند بعضها بعضا، وكل منكم يحتاج من يسنده». ونشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول إلى قضية رأي. وكتب كثيرون يدافعون عن مشعل، وقالوا إن هجوم التلفزيون السوري مفخرة لمشعل، وقال آخرون إن التلفزيون قال الحقيقة.

وبحسب سجلات الأمم المتحدة، تستضيف سوريا نحو نصف مليون فلسطيني وأبنائهم ممن طردوا أو نزحوا عن ديارهم أثناء حرب 1948. ويقول فلسطينيون إن 120 ألفا آخرين يقيمون بمدن سورية.

وخاطب التلفزيون السوري مشعل قائلا: «تذكر يوم تشردك وتسكعك في الأجواء حتى جاءتك رحمة الشام، قالوا لك إن هبطت في مطاراتنا فنحن مضطرون لتسليمك بموجب اتفاقياتنا. فالتسفير الوحيد لفتح أبوابهم لك اليوم إذن هو أنك لم تعد مطلوبا للاحتلال ولم تعد خطرا على أمنه»، حسب «رويترز». وأضاف: «بالمناسبة، طالما أنت في حالة عاطفية رومانسية على ما تسميه عذابات الشعب السوري، يا مشعل، فلماذا لم تتفتق عاطفتك الواجبة على شعب فلسطين، وما دمت قد أدمنت على القسمة وما فيها من مغانم السلطة والجباية، فلن نسألك عن الشعب الفلسطيني المظلوم في الأراضي المحتلة عام 48 ولا عن القدس التي تناسيتموها أنتم ثلاثي الهراء، ولا عن الضفة، بل نسألك عن عذابات أهلنا المحاصرين في غزة».

وأضاف قائلا: «كيف تسكت عن مواصلة الحصار من الجهة المصرية وقد صار إخوانك في الحكم، وكيف ترضى وتتعاون لضرب أنفاق الحرية والحياة كما كنت تسميها.. أم أن وعود تطبيع علاقاتك بكيان الاحتلال والإدارة الأميركية وصولا لتسميتك رئيسا بديلا للسلطة، قد أفقرت المناعة وأسكتت العاطفة، وطار الوجع وأطار الفزع يا جدع».