الأزمة السورية تخيم على أجواء القمة العربية اللاتينية

المؤتمرون أعلنوا «بيان ليما» بـ70 توصية لدعم التكامل الاقتصادي

قادة العالم العربي ودول أميركا اللاتينية في صورة تذكارية بختام قمة ليما أول من أمس، وفي الصف الأول من اليسار أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس البيرو أولانتا هومالا ورئيسة البرازيل ديلما روسيف ورئيس لبنان ميشال سليمان (رويترز)
TT

اختتمت القمة العربية اللاتينية الثالثة أعمالها، أمس، في مدينة ليما عاصمة دولة بيرو. وخيمت الأزمة في سوريا على اجتماعات القمة، في غياب مشاركة دمشق التي تم تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة على كل المستويات، في إطار العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ 18 شهرا، بينما توافق القادة على إزالة المعوقات التي تحول دون انتقال الأشخاص والسلع بين دول الإقليمين.

واهتم «إعلان ليما» بالتأكيد على زيادة التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدان المشاركة في القمة التي افتقدت تمثيل القادة العرب، حيث حضر القمة ثلاثة قادة عرب فقط؛ هم: العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس التونسي منصف المرزوقي، والرئيس اللبناني ميشال سليمان، بينما كانت مشاركة باقي الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية.

وفي البيان الختامي للقمة، تجنب رئيس البيرو، أولانتا هومالا، التطرق بشكل مباشر إلى الوضع في سوريا، رغم سيطرة الأزمة السورية على خطابات المشاركين في القمة التي عقدت غالبية جلساتها بشكل مغلق، وتم إلغاء المؤتمر الصحافي التقليدي من برنامجها.

وتعد هذه القمة العربية اللاتينية هي الثالثة منذ انعقادها في البرازيل عام 2005 للمرة الأولى. وتم إرجاء انعقاد القمة الثالثة لمرتين بسبب موجة الثورات في الشرق الأوسط التي عرفت إعلاميا بـ«الربيع العربي».

وأعرب رؤساء الدول والحكومات المشاركون في القمة عن «رضاهم» تجاه التقدم الذي تم تحقيقه منذ القمة الأخيرة في الدوحة عام 2009. وقالوا في بيان صدر أمس: «لقد أجرينا نقاشا عاما حول المواضيع الأكثر إلحاحا في الأجندة الدولية، وتبادلنا وجهات النظر بشأن الوضع السياسي، والاقتصادي والاجتماعي في العالم».

وألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، الكلمة الافتتاحية التي حذر خلالها من تداعيات الأزمة في سوريا على منطقة الشرق الأوسط برمتها، واصفا تلك التداعيات بـ«الكارثية».

وقال العربي خلال كلمته إن «الأزمة السورية تمثل تحديا رئيسيا للدول العربية في هذه اللحظة. إن تداعيات الأزمة قد تكون كارثية، ليس فقط على سوريا، بل على العالم العربي بأسره»، داعيا إلى «العمل لوضع حد للعنف في سوريا». وأضاف العربي قائلا: «يجب إنهاء جرائم الآلة العسكرية للدولة السورية، والعنف الذي تمارسه المعارضة، علينا أن نوقف النزف.. نريد أن يحصل الشعب السوري على ما يطمح إليه، الديمقراطية في البلاد».

من جهتها، قالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف إن «دول أميركا اللاتينية والدول العربية، تستطيع لعب دور في الأزمة السورية لكي يوافق الطرفان على الدخول في طريق السلام والحوار»، معتبرة أن «الطريق الوحيد لتحريك الوضع هو الحوار».

وتم التصديق في ختام القمة على إعلان نهائي من 70 توصية، أطلق عليه اسم «إعلان ليما». ويؤكد هذا الإعلان على «حق الشعب الفلسطيني في استقلاله وسيادته وفي العيش ضمن الحدود المعترف بها والسيادية».