ساحة سعد الله الجابري ميدان للتفجيرات والمعارك

بعد أن كانت واحة للمهرجانات والاحتفالات

TT

لم يتخيل أهالي مدينة حلب أن ساحة سعد الله الجابري، المعلم الأكثر شهرة في مدينتهم، ستتحول إلى ركام وأنقاض بفعل التفجير الذي استهدف نادي الضباط التابع لجيش النظام السوري يوم أمس الأربعاء. وتقع الساحة وسط مدينة حلب إلى جوار الحديقة العامة وتتوسط مركزها التجاري.

وأشار علاء، وهو ناشط حلبي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى أن «الساحة تعرضت للتدمير الكامل، لا سيما الفندق السياحي الذي كان معقلا لمثقفي المدينة ومركز شركة (إم تي إم) ومقهى قصر جحا». وأضاف: «هذه الساحة تحولت مع بداية الثورة السورية إلى مركز للمؤيدين، يتظاهرون فيه معلنين تأييدهم للنظام الحاكم، لكن مع انخراط مدينة حلب في الانتفاضة أصبحت الساحة هدفا للمعارضين، يسعون للوصول إليه والتظاهر فيه، إلا أن القبضة الأمنية التي كانت مشددة آنذاك منعت تحقيق هذا الهدف».

وفي حين أعرب علاء عن أسفه «بسبب الدمار الذي لحق بأعرق مكان في مدينة حلب»، أشاد الناشط المعارض بالعملية «التي استهدفت نادي الضباط في الساحة وردت عددا كبيرا من المسؤولين عن القمع ضد الشعب السوري الثائر».

وتعد ساحة سعد الله الجابري من أهم ساحات المدينة، وتستضيف معظم الاحتفالات والمهرجانات في حلب، كمهرجان القطن وغيره من المهرجانات والاحتفالات الحلبية.

وقد أخذت الساحة تسميتها من المناضل سعد الله الجابري، إذ يعتبر سعد الله الجابري الشخصية الأبرز التي قادت العملية السياسية لتحرير سوريا من الانتداب الفرنسي. كان سياسيا بارزا ومناضلا في مجال حقوق الإنسان، وكان على اتصال مع الزعيم إبراهيم هنانو قائد الثورة ضد الفرنسيين في الشمال. كان سعد الله الجابري ناشطا للمطالبة بحقوق السوريين في جمعية الأمم. اعتقله الفرنسيون عدة مرات، وتسلم عدة وزارات في عهد الرئيس هاشم الأتاسي، كما أصبح نائبا في البرلمان عن مدينة حلب عددا من المرات. تولى رئاسة الوزراء في عهد شكري القوتلي، ولعب الدور الأبرز من خلال الكتلة الوطنية في استصدار قرار مجلس الأمن بجلاء الفرنسيين عام 1946 بعدما قصفت القوات الفرنسية مبنى مجلس النواب. استقال من منصبه بعد إصابته بمرض التهاب الكبد، وتوفي في حلب سنة 1947. توفي الجابري وهو لا يملك إلا منزله القديم، وقد عرف عنه أنه كان يتنازل عن راتبه من الدولة كل شهر للمستخدمين.

وينتصب في ساحة سعد الله الجابري نصب تذكاري للشهداء، من عمل الفنان والنحات السوري عبد الرحمن عبد الجواد موقت، وهو من مواليد مدينة حلب. ونفذ هذا النصب (1984 - 1985) بمادة الحجر الحلبي الأصفر. تبلغ مساحة الساحة 170 مترا مربعا، يتوسطها تمثال وبحيرة ومحاطة بشوارع عريضة، تصل بين الجميلية والحديقة العامة ومنطقة المنشية القديمة.