مرشد «الإخوان» يستعيد «درس الثلاثاء» مع أعضاء الجماعة بعد عقود من التوقف

بدأه البنا وانقطع بعد رحيله بسبب التضييق الأمني

TT

على طريقة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، استعاد مرشد الجماعة الحالي محمد بديع «درس الثلاثاء»، الذي كان يعقده البنا يوم الثلاثاء من كل أسبوع بالمركز العام لـ«الإخوان» بالقاهرة، ليلتقي فيه أعضاء الجماعة بعد صلاة العشاء لإلقاء درس ديني وتوجهات الجماعة، حيث التقى بديع، مساء أول من أمس، في أول درس من دروس الثلاثاء مع المئات من أعضاء «الإخوان»، رجالا ونساء، بقاعة مسجد الخلفاء الراشدين بحي مدينة نصر شرق القاهرة.

كانت دروس الثلاثاء الأسبوعية تجتذب الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان، كما كان يحافظ عليها عدد كبير من المثقفين والوجهاء والأعيان المصريين الذين كان يجذبهم أسلوب الشيخ البنا، وكانت الدروس والمحاضرات والخطب الأسبوعية المنتظمة من الوسائل الدعوية المهمة التي أخذ بها مؤسس الجماعة ودعاة «الإخوان» لنشر فكرهم، وقد كان للبنا درس آخر خصصه لطلاب الجامعات والمدارس وسمي بحديث الخميس.

واستمرت دروس الثلاثاء بعد رحيل مؤسس الجماعة في عام 1949، وتوزعت فصارت تُعقد في المحافظات المختلفة، ثم توقفت بسبب التضييق الأمني على الجماعة، لتعود بعد انقطاع دام عقودا، ولكن هذه المرة في عهد رئيس إخواني هو الرئيس محمد مرسي.

وفي اللقاء الأول بعد العودة الطويلة؛ أكد بديع أن الشباب هم ذخيرة مصر وذراع التغيير، وهم من قاموا بثورة «25 يناير»، لذلك «لا بد أن نولي اهتماما خاصا بالشباب لتأهيلهم لأن يكونوا مسلمين عن حق، يفهمون تعاليم دينهم السمحة التي تدعوهم إلى إتقان العمل وإعلاء شأن الوطن»، وقال إن إعداد القائد المسلم هو أهم هدف من أهداف درس الثلاثاء.

وانتقد بديع خلال خطبته الإساءة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ووصف المسيئين إليه بالسفهاء والشياطين الذين يتطاولون على لواء الأنبياء. وقال إن الغرب يبذل محاولات دائمة لمحاربة العالم الإسلامي وفرض نفوذه على العالم، لكنه تحول لسلاح ضده، مستشهدا باختراع الإنترنت الذي اخترعه الغرب لبسط النفوذ والسيطرة الفكرية ودعم أدوات العولمة، لكنه تحول على يد المسلمين إلى أداة كبرى لنشر الدين الإسلامي في كل بقاع الأرض.

ودعا المرشد العام جميع الشعوب العربية وليس مصر فقط للوقوف إلى جانب الشعب السوري في محنته العصيبة، مؤكدا أن مصر كانت أكثر حظا من سوريا لأن الله منحها الحرية وأزاح عنها الطاغية في فترة أقل من سوريا، مؤكدا أن دعم سوريا هو واجب على العرب في جميع بقاع الأرض.

إلى ذلك، تواصل أمس فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لـ«الإخوان») لليوم الثالث على التوالي، من دون تقدم أي مرشح جديد، بعد أن تقدم خلال اليومين السابقين 4 مرشحين هم عصام العريان نائب رئيس الحزب، ومحمد سعد الكتاتني الأمين العام للحزب، إلى جانب صباح السقاري أمينة المرأة بوسط القاهرة، والمحامي خالد عودة.