عنف النظام يمتد إلى كل المناطق السورية ويخلف عشرات الضحايا

إعدامات ميدانية جديدة في ريف دمشق

TT

لم تحجب تفجيرات حلب وما خلفته من قتلى وإصابات وتدمير لمبان عسكرية الأنظار عن أعمال العنف التي لفت المناطق السورية الأخرى، أمس، حيث رفعت قوات الأمن والجيش النظامي من منسوب العمليات العسكرية التي طالت دمشق وريفها ودرعا وحمص وحماة وإدلب واللاذقية، والتي خلفت أكثر من مائة قتيل معظمهم في ريف دمشق، بعد أن قضى بعضهم بإعدامات ميدانية في قدسيا بحسب ما أفاد به ناشطون. في حين قصفت مدينة سقبا بطائرات الـ«ميغ» تمهيدا لاقتحامها بقوات برية.

فقد أعلن الناشط في تنسيقية الثورة في دمشق أكرم الشامي، أن «انفجارا دوى في حي القدم في العاصمة دمشق، تبعه اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام بدأت في أطراف العاصمة وامتدت إلى أوتوستراد دمشق - درعا الدولي». وأكد الشامي لـ«الشرق الأوسط»، أن «قوات الأمن شنت حملة دهم في حي برزة، شملت المنازل والمحال التجارية واعتقلت عددا من أصحابها واقتادتهم إلى المعتقلات»، مشيرا إلى أن «قوات النظام نفذت إعدامات ميدانية، عند مدخل السكن الشبابي في ضاحية قدسيا في ريف دمشق، كما أن القناصة احتلت أسطح المباني العالية في المنطقة بالتزامن مع هذه الإعدامات»، في وقت أفاد فيه ناشطون بأنه «تم العثور على أربع جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي الملعب في دوما في ريف دمشق». أما في محافظة إدلب، فكشف أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «قوات النظام ارتكبت مجزرة في بلدة الصحن ذهب ضحيتها واستشهاد 22 شخصا جراء القصف المروحي للبلدة».

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى أن «القوات النظامية نفذت منذ ساعات الصباح الأولى (أمس) هجوما واسعا على عدد من البلدات الواقعة في الريف الغربي للعاصمة»، مشيرا إلى أن «مدفعية النظام ودباباته قصفت مدينتي قدسيا والهامة اللتين تشكلان معقلا للجيش السوري الحر، كما قامت بحملة دهم واعتقالات وتفتيش في المنطقة». وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بأن «انفجارا في دير الزور استهدف مبنى الأمن السياسي فيها». وأشارت إلى أن «قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية الثقيلة كلا من قدسيا والهامة وحرستا في ريف دمشق».

بدوره، أعلن عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية عمار الحسن، أن «كتائب الثورة في جبال الحفة وجبل الأكراد وجبل التركمان في ريف دمشق، والتي توحدت تحت راية المجلس العسكري الجديد، الذي يشمل الساحل السوري بشكل عام، افتتحت نشاطها بعملية نوعية شارك فيها نحو 2000 مقاتل من الجيش الحر». وأكد الحسن لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه العملية النوعية تمثلت بتدمير عدة حواجز للجيش النظامي، وذلك ضمن خطة تهدف إلى تطهير طريق اللاذقية - جسر الشغور - حلب من كل الحواجز النظامية وتدميرها بالكامل»، مشيرا إلى أنه تم تحرير حاجز اليازدية - إبداما ونسف حاجز اليونسية والسيطرة على عدد من الآليات العسكرية والأسلحة والذخائر». ولفت إلى أن «مظاهرات عدة خرجت من مدارس مدينة اللاذقية، منها مدرسة القادسية ومدرسة البعث في منطقة العوينة، وقوبلت هذه المظاهرات بحملة مداهمات شرسة وعنيفة واعتقال عشرات الشبان».

إلى ذلك، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، «إن 15 جنديا من قوات النظام السوري على الأقل، قتلوا في هجمات شنها مقاتلو المعارضة السورية وفي معارك في بلدة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا». وأوضح عبد الرحمن في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «عدة مجموعات من المقاتلين هاجمت بشكل متزامن ثلاثة حواجز في بلدة إبداما في منطقة جسر الشغور ودمرتها، وتلا ذلك معارك عنيفة».

أما شبكة «شام» الإخبارية (المعارضة للنظام)، فأفادت بأنه «تم سماع إطلاق نار كثيف في كل من حي دبر بعلبة في حمص، كما تعرضت مدينة الرستن بريف حمص لقصف عنيف من الدبابات وراجمات الصواريخ، ودوت الانفجارات في المدينة». وأوضحت الشبكة أن «قوات النظام شنت حملة دهم واعتقالات وتفتيش وتخريب لمنازل المدنيين في منطقة برقا في درعا، وسط إطلاق نار كثيف من قبل هذه القوات». كما نقلت عن ناشطين في أريحا بريف إدلب قولهم «إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين أفراد الجيش الحر وجيش النظام، وسمع دوي الانفجارات يهز المنطقة من شدة الاشتباكات». وتحدثت الشبكة عن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش الحر وقوات جيش النظام في بلدات اليونسية وإبداما بريف منطقة جسر الشغور بريف إدلب، وأن القوات النظامية ردت بالقصف العنيف من الدبابات على المنطقة»، مشيرة إلى «قتل وجرح أشخاص عدة وفي محافظة الرقة جراء اشتباكات مع القوات النظامية، وتحديدا في بلدة الطبقة، بينما هز انفجار فرع الأمن السياسي في مدينة دير الزور، تبعته اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية في المنطقة، وسط أنباء أولية عن خسائر في صفوف القوات النظامية، وقتل مسلح في مدينة البوكمال بريف دير الزور».