المخابرات الروسية تحذر من احتمالات وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي الإرهابيين

فيما تتهم «القاعدة» بتدريب مقاتلي القوقاز في سوريا

TT

حذرت مصادر المخابرات الروسية من مغبة «احتمالات انزلاق عدد من بلدان الشرق الأوسط إلى مناطق عدم الاستقرار»، ووقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي الإرهابيين. وكشفت المصادر عن تورط تنظيم القاعدة في تدريب الإرهابيين من أبناء شمال القوقاز الذين ينتمون إلى ما يسمى «إمارة القوقاز» في مناطق النزاعات المسلحة في كل من سوريا وأفغانستان وباكستان. ونقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» عن ألكسندر بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن والمخابرات الفيدرالي ما قاله حول أن «عناصر التنظيمات المسلحة غير الشرعية التي تعمل في منطقة شمال القوقاز تتلقى تدريباتها في أراضي أفغانستان وباكستان وسوريا». وأعرب بورتنيكوف عن قلق بلاده من احتمال تفاقم الوضع الأمني في أفغانستان بعد انسحاب قوات التحالف من هناك، وكذلك من تنامي قدرات التنظيمات الإرهابية في مناطق الصحراء والساحل والقرن الأفريقي. وفي كلمته التي ألقاها في الاجتماع الدولي لقيادات الأجهزة الأمنية الذي عقد في موسكو قال بورتنيكوف إن التنظيمات الإرهابية الدولية تواصل نشاطها من أجل زعزعة الاستقرار والأوضاع الأمنية في عدد من بلدان المنطقة وهو ما يهدد أمن واستقرار المجتمع الدولي بأكمله بغض النظر عن البعد الجغرافي من مراكز عدم الاستقرار. وقال المسؤول الأمني الروسي إن الانفلات الأمني يتسبب في تزايد عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات، إلى جانب تورط تنظيم القاعدة في إشعال الحرائق في غابات العديد من الدول الأوروبية في إطار استراتيجية قال إنها تسمح بإلحاق أكبر قدر من الأضرار الاقتصادية دون أي تدريب مسبق أو نفقات مالية تُذكر. وأضاف أن «بعض المقاتلين السابقين من شمال القوقاز ممن يقيمون حاليا في أوروبا يخصصون جزءا من دخلهم من أنشطتهم الإجرامية في أوروبا لتمويل التنظيمات غير الشرعية في شمال القوقاز»، مشيرا إلى ما يرتكبونه من جرائم تهريب الأسلحة والمخدرات واختطاف الرهائن وغسل الأموال لتمويل نشاط التنظيمات المسلحة.

وكشف بورتنيكوف في كلمته التي نقلتها قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية عن أن بلاده تمكنت خلال عملية الاستعدادات لعقد مؤتمر قمة رؤساء بلدان آسيا والمحيط الهادي في فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي من الكشف عما يزيد على ثلاثين من عناصر التنظيمات الإرهابية الدولية كانت في سبيلها إلى تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية هناك. وأضاف أنه ورغما عن كل ما تبذله موسكو والأجهزة الدولية الأخرى من إجراءات لمكافحة الإرهاب فإن منظمات الإرهاب الدولي تملك «قاعدة مادية وبشرية كبيرة»، مشيرا إلى أن استخدام وسائل الاتصال الحديثة يسمح لأنصار «القاعدة» بنشر أفكارهم بشكل واسع ويساعد على تعليم أسس النشاط التخريبي وصنع قنابل يدوية واستخدام المواد الجرثومية. وقال بورتنيكوف إن «القاعدة» تحاول التسلل إلى المؤسسات الحكومية في عدد من الدول، فيما استطاعت تعويض ضعف التنظيم الناجم عن تصفية عدد من قياداتها من خلال تكثيف نشاط التنظيمات الإقليمية والمحلية الأخرى المرتبطة بها والتي تستغل في أنشطتها النزاعات الدائرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.