طلاسم وهفوات السياسيين تؤجج سخرية المصريين

«فنكوش» النهضة.. واعترافات «شفيق» زادا من سخونتها

TT

تشتعل حوارات المصريين مع كل كلمة أو تصريح يتفوه به أحد السياسيين أو المسؤولين في الوقت الحالي ولا يروق لهم، حيث يتم تناول الكلمات بالنقد اللاذع، مما يحولها إلى مرثية سياسية تصطبغ بألوان من التندر والفكاهة.

وإذا كانت «النكتة» هي سلاح المصريين قديما لمواجهة الظروف المحيطة بهم، فإن «الكوميديا السوداء» هي التطور الطبيعي لهذا السلاح، فلا حديث في الشارع المصري أو الواقع الافتراضي إلا ويتناول تصريحات السياسيين بالبلاد، كونها تثير بلبلة كبيرة في الشارع المصري ولدى الرأي العام، ولأنها تتعلق بقضايا حساسة وتصدر عن شخصيات لها ثقلها.

وساعدت فترة «الهدنة» السياسية المؤقتة التي تعيشها مصر بعد أشهر طويلة من الصخب والغضب والجدال والتنافس الانتخابي منذ قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) على زيادة حالة النقد الساخر، واستغل المصريون هدوء الأوضاع نسبيا، وجلسوا في مقاعد المشاهدين يتابعون المشهد السياسي بروية وتأن.

«حنفي» نادل بأحد المقاهي الشهيرة بمنطقة وسط البلد بالعاصمة القاهرة، يعلق على هذا المشهد قائلا: «المصريون تعبوا من السياسة والمظاهرات وانبح صوتهم بلا جدوى، فقرروا أن يريحوا أعصابهم قليلا، خاصة أن كل شيء في السياسة وغيرها أصبح متاهة لا أحد يعرف متى تبدأ أو تنتهي. البلد أصبحت مجرد جسم بلا رأس ورجلين، وما حدش عارف حاجه في أي حاجة».

ومع اقتراب انتهاء الـ100 يوم الأولى للرئيس مرسي في الحكم والتي وعد خلالها بإصلاحات شتى، ودفاع قيادات من جماعة الإخوان المسلمين عنه، على شاكلة ما قاله الدكتور محمد البلتاجي: «قبل ما تسألوا مرسي عن المائة يوم، اسألوا أنفسكم أنتم عملتوا إيه؟»؛ هب كثيرون للتندر عليه على هذا النحو: «أنا عملت حد أقصى وأدنى للأجور لنفسي، وإعادة هيكلة للداخلية بتاعة البيت عندنا، وأممت الحمام بعد ما كانت تديره شركة أجنبية، وشجعت الاستثمارات الأجنبية بشراء قميص مصري، وأعدت تدوير مخلفاتنا، وأفرجت عن المعتقلين في غرفة الفئران، وزرعت مانجو فوق السطوح علشان تبقى رخيصة، وكلفت الجيران تشكيل لجنة لتشكيل الدستور».

تصريحات قيادات «الإخوان» تعد من أكثر التصريحات التي يتم تناولها بالنقد، كان أبرزها ما قاله المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حول مشروع النهضة، والتي أعلن فيها أنه لا يوجد برنامج واضح لمشروع النهضة، وأن الإعلام تعامل بشكل خاطئ مع الموضوع. وهو ما اعتبره عدد من النشطاء اعترافا بأن الجماعة خدعت الشعب بمشروع النهضة قبل انتخاب مرسي ووصفوا المشروع بـ«الفنكوش».

ومع ما يثار في الغرب وأميركا من تصريحات متكررة بأن «المسيحيين في مصر أقلية»، تندر البعض بالقول: «لازم نعترف أن المسيحيين أقلية، والمسلمين كمان أقلية، الأغلبية الوحيدة في البلد دي هي الناس اللي عندها سيارات لانسر فضي أو كيا سيراتو نبيتي» (وهما أكثر السيارات انتشارا في مصر حاليا).

الأخبار المتكررة التي تكشف عن لقاءات بين شخصيات حزبية إسلامية بالمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق قبيل الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) الماضي، قابلها البعض بالقول: «اعتراف: الفريق شفيق طلب يقابلني ليلة النتيجة، لكني اعتذرت بكل أسف، لأن بصراحة مشواره بعيد». وتعد تصريحات «شفيق» هي الأكثر إشعالا لحوارات المصريين، نظرا لما تتضمنه التصريحات من هجوم أو كلمات في غير سياقها.

وكان آخر مظاهر النقد اللاذع، مع ما طال وزير الإعلام صلاح عبد المقصود، حيث اعتبر كثيرون أن كلماته لمذيعة قناة «دبي» الفضائية زينة يازجي مغازلة، حيث قال الوزير «يا ريت متكونش الأسئلة سخنة (ساخنة) زيك»، وهي الكلمة التي جعلت الوزير صيدا ثمينا لرواد الإنترنت، حيث تسابقوا للومه، معتبرين أن كلمته تحمل معنى جنسيا.