كامل عمرو: لا تفكير في إرسال قوات لسوريا.. ونظام الأسد بوضعه الحالي لا مكان له في المستقبل

وزير الخارجية المصري: أبلغنا إيران بأنه إذا ذهب هذا النظام وأنتم مصرون على الوقوف بجانبه.. فستذهبون معه

TT

نفى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ما يتردد من مزاعم بشأن إرسال قوات مصرية إلى سوريا، قائلا: «إن مصر لم ولن ترسل قوات إلى سوريا»، مضيفا أن «هذا الموضوع لم يطرح.. وليس هناك أي تفكير مصري لإرسال قوات لسوريا»، كما أكد أن «نظام بشار الأسد بوضعه الحالي لا مكان له في المستقبل».

وقال محمد عمرو، في تصريحات له على هامش القمة العربية - اللاتينية في بيرو: «إننا نريد حلا يحفظ لسوريا تكاملها الإقليمي ووضعها في المنظومة العربية لأن سوريا دولة استراتيجية مهمة»، وتابع: «ما يحدث في سوريا يؤثر ليس فقط على دول الجوار المباشر؛ بل يؤثر على جميع الدول بما فيها مصر، ويؤثر على الأمن القومي للمنطقة بشكل عام»، وأضاف عمرو: «يجب أن لا ننسى كذلك البعد النفسي؛ فالسوريون وسوريا لهم في نفوسنا نحن المصريين مكانة خاصة»، مضيفا: «على المستوى الاستراتيجي، يجب عدم السماح بتقسيم وتفتيت سوريا»، محذرا من أنه لو حدث هذا، فستكون «كارثة على المنطقة بأسرها.. لذلك يجب أن يكون الانتقال في سوريا محكوما ومنظما يحفظ لها تكاملها الإقليمي ويحفظ لها هذا النسيج الثرى المركب متماسكا».

وأكد وزير الخارجية أن «مصر أكثر دولة حاليا على مستوى العالم لها اتصالات بكل أطياف المعارضة السورية سواء في الداخل أو الخارج». وقال: «إنني لا أعتقد أن هناك دولة مثل مصر لها اتصالات بالجميع ولها قبول منهم»، مضيفا: «نستخدم هذا الوضع ونقوم باتصالات لمحاولة تجميع المعارضة ونوصل لهم رسالة بأنهم ما لم يتجمعوا، فلن يتعامل معهم أحد بجدية، وأن تجمعهم هذا قد يكون عاملا مساعدا لبعض الدول التي تبدو مواقفها غير مواتية وليست مع الثورة لتغيير مواقفها، لأن هذه الدول عندما تجد أن هناك بديلا صالحا، فيستطيعون الحديث معه وسيضمنون مصالحهم في ما بعد النظام الحالي».

وقال إن «المبادرة الرباعية قامت بها مصر وأدخلت فيها تركيا وإيران، لأننا نرى أن إيران لا يمكن أن نتجاهلها»، موضحا: «إننا قلنا لإيران إنكم الآن جزء من المشكلة وإذا ما بقيتم هكذا فستظلون جزءا من المشكلة إلى النهاية.. والنهاية معروفة.. فلا خلاف على أن هذا النظام في سوريا سيذهب.. والخلاف فقط متى سيذهب.. بعد أسبوع، أو شهر، أو عام، وبعد ألف أو مائة ألف قتيل؟. وقلنا للإيرانيين: إنه إذا ذهب هذا النظام وأنتم مصرون على الوقوف معه، فستذهبون معه.. ولكن لو شاركتم في الحل، فسيكون لكم مكان».

وحول إمكانية عقد القمة الرباعية بين هذه الدول، قال وزير الخارجية: «يجب أن نأخذ هذا الموضوع بتأن قليلا، وقد عقدنا اجتماعين ونستكشف كل المواقف.. وكل طرف في المجموعة يطرح موقفه.. ونحن في مصر نحاول الوصول لموقف موحد يتماشى مع الرؤية والمبادئ المصرية المتمثلة في ضرورة أن نتحاشى بقدر الإمكان تدخلا عسكريا أجنبيا لأن هذا سيعقد المشكلة أكثر وسيؤدي إلى خسائر أكثر».

وأضاف أن هذا النظام الموجود في سوريا بوضعه الحالي لا مكان له في مستقبل سوريا، ويجب أن يكون هذا أمرا واضحا، وأن مستقبل سوريا يجب تشكيله من جانب السوريين أنفسهم بحوار فعال بين جميع أطياف المعارضة، وجزء من السلطة مقبول من المعارضة.

وفي ما يتعلق بالمبعوث الأممي - العربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي، قال وزير الخارجية إن «مهمته صعبة، وهو يعترف بذلك. ونحن قلنا له إننا نؤيده تماما ونتمنى له التوفيق. قد يكون هناك أمل لأنه مر بمهام صعبة في الماضي، ولديه تجارب، ويعلم سوريا جيدا وتعامل معهم لسنوات».

وحول سحب السفير المصري من دمشق وإمكانية اتخاذ خطوات تصعيدية أخرى ضد النظام السوري، قال وزير الخارجية: «لا يوجد سفير مصري لدى سوريا.. الموجود حاليا على مستوى قائم بالأعمال.. وهو مهم حتى نعرف بأنفسنا ما يحدث على الأرض بدلا من أن نعرف من خلال طرف ثالث»، مشيرا إلى أن «هناك جالية مصرية في سوريا تقدر بالآلاف ولا بد من أن نكون موجودين لرعاية هذه الجالية أو إجلائهم في حالة حدوث أي شيء يستدعي ذلك».

وقال وزير الخارجية: «ما لا نريد حدوثه هو استمرار الوضع الحالي واستمرار نزف الدم وسقوط القتلى بالعشرات إن لم يكن بالمئات، ونريد وقف ذلك النزف اليوم إن لم يكن أمس».