طالباني يبحث مع المالكي خارطة طريق لحل الأزمة.. ويدعو القوى السياسية إلى مساعدته لإتمام مهمته

قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط» : لا يزال الأمر بحاجة إلى وقت

TT

أكد رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، فؤاد معصوم، أن «مهمة الرئيس جلال طالباني صعبة، وهو يدرك أنها صعبة، إلا أنه يعمل وبكل ما أوتي من قوة على إتمامها على أفضل وجه». وقال معصوم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «طالباني على اتصال دائم وبشكل يومي بكل أطراف الأزمة، وإنه يعمل على الاتفاق مع الأطراف السياسية المختلفة على خطوات عملية متفق عليها يمكن أن تمهد للدعوة إلى عقد المؤتمر الوطني»، مشيرا إلى أن «رئيس الجمهورية لا يزال يواجه مواقف متشددة من الأطراف الرئيسية، الأمر الذي يجعله بحاجة إلى المزيد من الوقت لكي يتمكن من إيجاد مشتركات يتم الاتفاق عليها للخروج من نفق الأزمة».

وعلى عكس التوقعات، فقد كشف معصوم أن «الرئيس طالباني على اتصال وتنسيق دائم مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بشأن الأزمة السياسية»، معتبرا أن «التفاهم الكردي - الكردي على صعيد هذه الأزمة ضروري لإضافة عوامل نجاح لمهمة طالباني، وهي مهمة يدرك الجميع مدى صعوبتها». وبشأن لقاء طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي قال معصوم إن «اللقاء بين الرجلين تناول أبعاد الأزمة من مختلف جوانبها، مع التركيز على الخطوات العملية التي بات يصر عليها الرئيس من أجل وضع خارطة طريق لا يمكن لأحد أن يتنكر لها في ما بعد». وكان الرئيس العراقي جلال طالباني بحث، أمس الخميس، مع رئيس الوزراء نوري المالكي، مجمل الأوضاع السياسية والأمنية وسبل معالجة المشاكل التي تعرقل تقدم العملية السياسية في البلاد. وقال بيان رئاسي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «إن رئيس الجمهورية جدد تأكيده على أن مصلحة البلد العليا تتطلب من جميع الأطراف إبداء نوع من المرونة والتفكير في ضرورة العمل الجاد لمعالجة القضايا المفصلية والحفاظ على المكتسبات الوطنية وتطوير مؤسسات الدولة وتفعيل مسار الديمقراطية الناشئة، لا سيما أن التغييرات والتحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة تتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية».

وأضاف البيان كما «تم تبادل الآراء بشأن ضرورة وضع خارطة طريق مدروسة للخروج من الأزمة الراهنة عن طريق حوارات وطنية وصريحة قائمة على احترام مبادئ الدستور ومراعاة الاتفاقات، وذلك من أجل الوصول إلى تفاهمات وطنية مقبولة». وأكد البيان أن «الآراء بين الرئيس طالباني والمالكي كانت متفقة حول القضايا المطروحة في اللقاء». وأشار البيان إلى أن «رئيس الوزراء جدد دعمه للدور المحوري الذي يؤديه الرئيس طالباني في العمل من أجل تقريب وجهات النظر وخلق مساحة مشتركة للتفاهم من خلال تكثيف اتصالات فخامته ولقاءاته مع الأطراف المعنية، من أجل حل المشاكل والنهوض بالعملية السياسية». من جهته، اعتبر عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون سامي العسكري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مهمة الرئيس جلال طالباني في غاية الصعوبة بسبب عدم وجود جدية لدى الأطراف المختلفة لحل الأزمة، لا سيما (العراقية) والتحالف الكردستاني». وأضاف العسكري أن «المفارقة اللافتة للنظر أنه في الوقت الذي كانت فيه هذه الأطراف متحمسة للإصلاح وتطالب به فإنها الآن لا تبدي أي جدية في هذا المجال»، مشيرا إلى أن «التصريحات التي تصدر عن زعيم (العراقية) إياد علاوي لا تشير أبدا إلى أنه مستعد للجلوس على مائدة حوار للتفاوض، وبالتالي فإن طالباني لا يستطيع عمل شيء من دون أن تتوافر الإرادة لدى الجميع». وردا على سؤال بشأن لماذا لا يعمل التحالف الوطني على تنفيذ الإصلاحات وهو من يقود الدولة والحكومة، قال العسكري إن «الإصلاح مهمة الجميع حيث إن الحكومة ليست حكومة دولة القانون ولا التحالف الوطني، بل هي حكومة الجميع، والوزراء من الكتل الأخرى يكاد يكون عددهم متناظرا مع وزراء التحالف».