انطلاق فعاليات ندوة «مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والحضارات» في كوالالمبور

أكاديمية ماليزية: مبادرة الملك عبد الله أتت لتجنب الصراع بين الحضارات

TT

انطلقت في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس الندوة العلمية حول «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات» التي تنظمها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتستضيفها الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، بحضور فيصل بن عبد الرحمن بن معمر مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام للمركز، والسفير فهد الرشيد سفير المملكة العربية السعودية لدى ماليزيا.

وألقت مديرة الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا الدكتورة زليخة قمر الدين كلمة أكدت خلالها أن «مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والحضارات» تمثل مرتكزا قويا لمعالجة الكثير من القضايا والتحديات ذات الأبعاد الجيوسياسية والثقافية والحضارية. وقالت: «إن الكثير من هذه المشكلات على حد تصور الكثير من الأكاديميين ناتجة عن فكرة صدام الحضارات، وقد أتت هذه المبادرة لتجنب هذا المآل».

وكانت أولى الجلسات العلمية للندوة بدأت بورقة عمل بعنوان «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.. آمال وتطلعات» قدمها فيصل بن معمر، أكد فيها أن خادم الحرمين الشريفين عبر في كل مناسبة عن إيمانه العميق بأهمية أن يسود السلام كل مناطق النزاع، وأن تتم معالجة المشكلات بالحوار الذي يرسخ المبادئ المشتركة بين الأمم والحضارات المختلفة، ويسعى إلى تعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية، كمدخل لإحلال الوئام محل الصدام، ونزع فتيل النزاعات، والمساهمة في تحقيق الأمن والسلام العالميين المنشودين، مبينا أن من ثمرات المبادرة «تأسيس مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا لنشر قيم التسامح والمحبة والأمن والسلام والتعايش في أرجاء المعمورة قاطبة، وذلك من خلال ثلاثة محاور، أولها احترام الاختلاف من خلال الحوار، والمحور الثاني تأسيس قواسم مشتركة بين مختلف الجماعات من خلال تشجيع التوافق بين الجماعات حول القضايا الإنسانية، أما المحور الثالث فكان عن تحقيق المشاركة الدينية والحضارية والمدنية بين القيادات الدينية والسياسية من خلال توفير محافل لمناقشات ملائمة رفيعة المستوى لإشراك صانعي السياسات في المناظرات الخاصة بالقضايا الدينية والثقافية».

وفي ختام ورقته أكد أمين عام المركز أن الحوار الفعال يعني نشر الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والتشدد الديني الذي ينكر حق الآخرين، إنه الحوار القائم على المبادئ والقيم المشتركة بين مختلف العقائد والديانات، وبذلك يكون حوارا بناءً من أجل عيش كريم آمن للبشرية جمعاء.

يذكر أن الجلسة الأولى تضم بحثا بعنوان «جولات الحوار بين الأديان والحضارات التي قادتها المملكة العربية السعودية.. الأهداف والنتائج»، للدكتور محمود قدح وكيل الجامعة الإسلامية للتطوير، وبحثا حول «الحوار مع الشرق.. حوار أفراد أم حوار مؤسسات دينية»، لعضو هيئة التدريس بالجامعة الوطنية بماليزيا الدكتور فضلان محمد عثمان، كما يطرح الدكتور سليمان بن عبد الله الرومي عميد شؤون الطلاب بالجامعة الإسلامية بحثا عن «الخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتأصيل العلاقة بين البشر في منظورها الإسلامي».

وتشهد الجلسة الثانية بحثا لمستشار رئيس الوزراء الماليزي للشؤون الدينية الدكتور عبد الله زين حول «منهج الوسطية طبقا للتجربة الماليزية»، وبحثا لعبد الرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودي للعلاقات الثقافية الدولية عن «دور وسائل الإعلام في دعم الحوار بين أتباع الأديان والحضارات»، وتختتم ببحث بعنوان «المبادرات السعودية للحوار وإعادة تشكيل صورة العرب والمسلمين في ذاكرة العقل العالمي» للدكتور عبد الرب بن نواب الدين، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة.

وفي الجلسة الثالثة يطرح نائب مدير الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا الدكتور عبد العزيز برغوت بحثا عن «إعادة بناء جسور التعاون بين العالم الإسلامي والغرب في ضوء تعاليم الإسلام الكبرى.. الأسس والقيم»، كما يقدم الدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف وكيل الدعوة بالجامعة الإسلامية بالمدينة بحثا حول «المبادرات السعودية للحوار والنقلة النوعية للعلاقات الإنسانية من صدام الحضارات إلى حوار الحضارات»، وتختتم الجلسة الثالثة ببحث بعنوان «الأبعاد الاستراتيجية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان»، يقدمه الدكتور محمد بن عمر فلاتة عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة.