اليمن: 9 قتلى في غارات لطائرات من دون طيار على سيارات لعناصر من «القاعدة» في شبوة

العميد السعدي لـ «الشرق الأوسط»: نرفض من ينصب نفسه وصيا على الجنوب ويصادر آراء الآخرين

TT

أوضحت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» في محافظة شبوة اليمنية، أن ما لا يقل عن 9 أشخاص لقوا حتفهم في عدد من الغارات الجوية التي يعتقد أن طائرات أميركية من دون طيار هي من نفذتها، أمس، على عدد من المناطق في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد.

وذكرت المصادر أن عددا من الطائرات الأميركية من دون طيار شنت عددا من الغارات، مساء أمس، على أكثر من 3 سيارات أثناء سيرها في أحد الأودية بمديرية الصعيد التي تنتمي إليها قبائل العوالي التي كان يختبئ فيها أنور العولقي، المتشدد اليمني - الأميركي الذي قتل في غارة أميركية من دون طيار قبل عدة أشهر.

وتشير المعلومات إلى أن المستهدفين من تلك الغارات هم عناصر بارزون في تنظيم القاعدة وينتمون إلى فرعه المحلي «تنظيم أنصار الشريعة»، الذي يتخذ من محافظة أبين مقرا له واستولى العام الماضي على عدد من مديرياتها وقتل الآلاف من المواطنين وضباط الشرطة والمخابرات.

في موضوع آخر، ما زالت ردود الفعل تتوالى على عقد المجلس الأعلى لـ«الحراك الجنوبي» مؤتمره بعدن، في ظل مقاطعة بعض فصائله في الداخل والخارج وفي ظل انقسام كبير في فصائله.

وفي هذا السياق، قال العميد علي محمد السعدي، أحد مؤسسي وقيادات المجلس الأعلى لـ«الحراك»، إن انعقاد المؤتمر الأول للمجلس «يعتبر خطوة إيجابية على الطريق الصحيح، وذلك لتخفيف حدة الانشقاقات والتجاذبات السياسية في إطار المجلس، وفي المقابل فإن من حق الذين امتنعوا عن الحضور لأي سبب كان أن يعبروا عن آرائهم وأن يعقدوا اجتماعاتهم أو مؤتمراتهم، وهذا بحد ذاته عمل صحي ولا يؤثر على المسار العام والهدف العام لثورة شعبنا الجنوبي التحررية المطالبة بالاستقلال التام والناجز، وبناء دولة جنوبية حديثة تحتضن كل أبناء شعبنا الجنوبي، وتنهي الوصاية الانفرادية والتهميش لأي طيف أو جماعة أو حزب سياسي لمجرد رأيه وتوجهه السياسي».

وتعقيبا على التصريحات التي نشرتها «الشرق الأوسط»، الاثنين الماضي، لصلاح الشنفرة النائب الثاني لمجلس «الحراك»، قال العميد السعدي لـ«الشرق الأوسط» إن ما جاء على لسان الشنفرة بشأن تشكيل قيادة جديدة تتحدث باسم الجنوب في المحافل الدولية، واعتبار ما سينتجه المؤتمر أمرا ملزما لجميع المكونات ولبقية القوى السياسية والشعبية في الجنوب - يعد «فكرا شموليا موروثا من تبعات نظام الحكم السابق في الجنوب»، وأنه «فكر مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يجوز لأي مكون أن ينصب نفسه وصيا على شعب الجنوب وخياراته، فقد جربنا الوصاية وأوصلتنا إلى مزبلة التاريخ، ولا أعتقد أن شعبنا الجنوبي سيقبل بها بعد اليوم».

وأضاف العميد السعدي أنهم يحترمون «نتائج ومخرجات المؤتمر الأول للمجلس الأعلى لـ(الحراك)، ولكنه لا يجوز أن نفرض نتائجه على بقية القوى السياسية والشعبية الجنوبية، بل نعتبره خطوة إيجابية في سبيل إعادة البنية الداخلية للمجلس، واختيار قيادة للمجلس، من أولى مهامها التنسيق والتحاور مع بقية أطياف العمل السياسي الجنوبي، والخروج بتوافق بين كل الأطياف السياسية يؤدي إلى تشكيل لجنة تحضيرية لا يستثنى فيها التمثيل لأي طيف سياسي جنوبي، ويتم الإعداد والتحضير والدعوة لمؤتمر جنوبي شامل، لا يستثنى فيه أحد، ومن هذا المؤتمر يتم التوافق على قيادة سياسية تمثل شعبنا أمام الجهات الدولية والعربية، لأنها ستكون مخولة من كل أطياف العمل السياسي والشعبي».

وقال القيادي البارز في «الحراك الجنوبي» إنه يشعر «بالألم لما وصلنا إليه من انشقاق في هذه المرحلة بالذات، التي تتطلب منا في المجلس أن نحافظ على تماسكه، ولكن علينا أن نعرف أننا في ثورة تحررية، وأن الاشتراك في هذه الثورة طوعي، وأن من سنن الحياة أن البشرية لا يمكن أن تكون برأي واحد وفكر واحد ووعي واحد، فهذه سنة الحياة، ولهذا فإنه يتوجب علينا استيعاب التعدد الفكري وممارسته والقبول به، بعيدا عن الشطحات التي يتغنى بها البعض، ظنا منهم أنهم الجنوب وما دونهم هم عبارة عن خونة وعن دخلاء».