أميركا تفكك ثاني شبكة تجسس روسية في أقل من عامين

الادعاء قال إن المتهمين هربوا معدات عسكرية.. وموسكو تنفي الطابع الاستخباراتي عن القضية

TT

للمرة الثانية في غضون أقل من عامين، أعلنت مصادر وزارة العدل الأميركية عن اكتشاف ما قالت إنها «شبكة تجسس روسية» تورط أعضاؤها في تهريب تكنولوجيا إلكترونية عسكرية دقيقة لصالح وزارة الدفاع الروسية.

ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن لوريتا لينتش، ممثلة النيابة العامة عن حي بروكلين في نيويورك، ما قالته حول أن المتهمين هربوا إلكترونيات عسكرية دقيقة تخضع للحظر المفروض من جانب الحكومة الأميركية عليها بسبب احتمالات استخدامها في صناعة أنظمة عسكرية كثيرة، ومنها منظومات الرادار والرصد وأجهزة التوجيه والمتفجرات. وكشفت المصادر عن وصول هذه الإلكترونيات الدقيقة إلى أجهزة الاستخبارات وغيرها من المؤسسات العسكرية الروسية. وقالت إن الشبكة تضم 11 من المواطنين الروس تم اعتقال ثمانية منهم هم ألكسندر فيشينكو، وشوكت عبد ولايف، ولودميلا باغديكيان، وأناستاسيا دياتلوفا، وسفيتلانا زاغون، وفيكتوريا كليبانوفا، وألكسندر بوسوبيلوف، وسيفيج تاغييفا، فيما تعذر الوصول إلى الثلاثة الآخرين ديمتري شيغوروف ويوري سافين وسيرغي كلينوف بسبب وجودهم في موسكو إلى جانب شركتي «آرك إلكترونيكس» من ولاية تكساس، و«أبيكس سيستيم» من موسكو. وتشير أسماء المتهمين إلى انتماء بعضهم إلى عدد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ومنها كازاخستان وأذربيجان وأرمينيا وقرغيزستان.

وفي أول رد فعل رسمي، نقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إن الحادث وبناء على ما تسلمته السلطات الروسية من الجانب الأميركي من معلومات يتسم بطابع جنائي ولا علاقة له بأي نشاط استخباراتي. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصادر في المؤسسة الصناعية العسكرية الروسية لم تفصح عن هويتها قولها «إن المؤسسة الصناعية العسكرية الروسية لا علاقة لها بهذه الشبكة التي يزعمون أنها تتكون من مواطنين روس قاموا بتهريب إلكترونيات تستخدم في أغراض الاستخبارات العسكرية». غير أن هذه المصادر كشفت أيضا عن أن سجل المؤسسات التابعة للمجمع الصناعي العسكري يضم 1353 من مكاتب التصميمات والشركات والمراكز العلمية وغيرها من المؤسسات، فيما نفت وجود شركتي «أليكس» و«اتريلور» اللتين أشارت وزارة العدل الأميركية إلى تورطهما في تهريب الإلكترونيات إلى روسيا. غير أنها عادت وقالت إن 60 - 70 في المائة من احتياجاتها، وفي بعض الأحيان 90 - 95 في المائة من مكونات بعض منتجاتها يجري شراؤها من الخارج، إما بشكل مباشر أو عبر شركات وسيطة، وبالتالي فمن الممكن أن تكون الشركتان المشار إليهما ضمن هذه الشركات التي تتعامل معها روسيا، مؤكدة أنها لا تستطيع مراجعة مدى قانونية نشاط هذه الشركات.

وتعتبر هذه الشبكة هي الثانية التي يتم اكتشافها في أقل من عامين بعد شبكة الخلايا الروسية النائمة التي اكتشفتها الولايات المتحدة في عام 2010 ووافقت موسكو على استبدال عدد من المعتقلين في قضايا تجسس لصالح الولايات المتحدة بأعضائها. وكانت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» أشارت إلى سيرة أحد المتهمين الروس، هو ألكسندر فيشينكو، الذي قالت إنه يبلغ من العمر 46 عاما وولد في كازاخستان ويحمل الجنسية الأميركية، بعد أن كان انتقل إلى الولايات المتحدة للإقامة منذ 1994 وقام بتأسيس شركته «آرك إلكترونيك» التي دأبت في الغالب على تصدير ما تحصل عليه من إلكترونيات دقيقة إلى روسيا. ومن جانبها، أشارت المصادر الأميركية إلى أن «فيشينكو وشركاءه تواطأوا منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2008 للبحث عن تصاميم أميركية ذات تكنولوجيات عالية لإرسالها إلى الاستخبارات الروسية، وبين تلك التصاميم أنظمة الرصد والكشف». ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن مكتب التحقيقات الفيدرالي ما قاله حول أن «وزارة التجارة الأميركية أدرجت في قائمتها السوداء 165 شخصا أجنبيا وشركة أسهموا في تلك العمليات السرية».