اعتراضات روسيا تمنع مجلس الأمن من إصدار بيان إدانة ضد سوريا

واشنطن تصف التوتر بين دمشق وأنقرة بـ «خطير للغاية» وتؤكد دعمها

TT

نددت الولايات المتحدة الأميركية القصف السوري عبر الحدود مع تركيا، وشددت على وقوفها بجوار حليفها التركي. وأصدر البيت الأبيض بيانا مساء الأربعاء أعلن خلاله تأييده لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي. وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الأبيض: «نقف مع حليفنا التركي، ونواصل التشاور عن كثب بشأن الطريق الذي سنمضي فيه».

فيما عبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن غضبها ووصفت امتداد العنف إلى خارج الحدود السورية بأنه «خطير للغاية» وأكدت أن واشنطن ستبحث مع أنقرة الخطوات التي يجب اتخاذها. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية كازاخستان: «نحن نشعر بالغضب من أن سوريا تطلق النار إلى خارج حدودها، ونأسف للغاية بشأن الخسائر في الأرواح التي وقعت على الجانب التركي». وأضافت: «على كل الدول مسؤولية الوقوف صفا واحدا لإقناع نظام الأسد بوقف إطلاق النار، وإنهاء الاعتداء على شعبه، والبدء في عملية انتقال سياسي». وأشارت كلينتون إلى اتصالات تجريها مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو للتشاور معه حول الخطوات التي سيتم اتباعها بعد ذلك.

وهاجمت كلينتون النظام السوري وقالت: «إن حرص النظام السوري على البقاء في السلطة كلف شعبه ما لا يمكن وصفه، أو التعبير عنه بكلمات».

وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية: «هذا مثال آخر على السلوك المنحط للنظام السوري ودليل على ضرورة رحيل نظام الأسد». وأضاف: «نأسف للخسائر في الأرواح في تركيا وهي حليف قوي ونستمر في مراقبة الوضع عن كثب».

حالت اعتراضات روسيا دون إصدار بيان من مجلس الأمن لإدانة سوريا في قصفها بقذائف الهاون لجنوب تركيا، حيث يتطلب الأمر موافقة كافة الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن. وطالبت روسيا مجلس الأمن بإجراء مزيد من المشاورات، واقترحت تعديلا في البيان بحيث يدعو إلى ضبط النفس على الحدود، دون أي إشارة إلى انتهاكات للقانون الدولي.

وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت، للصحافيين، الخميس، إن روسيا اعترضت على صيغة البيان وطالبت بتعديل النص، وأشار إلى أن مجلس الأمن سيواصل التفاوض على النص. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس: «المجلس يحتاج إلى إدانة هذا الهجوم بوضوح ودون مواربة، ونحث على وضع حد لمثل هذه الأعمال»، وأضافت رايس: «إن الهجوم على تركيا يعمل على زعزعة الاستقرار ويجب أن يتوقف»، وانتقدت محاولات واقتراحات روسيا لتعديل النص.

وأشار مسؤول دبلوماسي إلى أن روسيا تعترض على كلمة «قصف»، معتبرة أن سقوط قذيفة واحدة على منزل في قرية بجنوب تركيا لا يعد قصفا. كما تعترض روسيا على عدم إشارة نص البيان إلى قيام تركيا بالقصف المدفعي لأهداف في سوريا، وقال المندوب الروسي: «إنه إذا تغاضي مجلس الأمن عن قيام أنقرة بضرب أهداف في سوريا، فإنه بذلك يجازف في إظهار المجلس أنه يتعامل مع الأمور بمكيالين».

واقترحت روسيا صيغة تقول: «إن أعضاء مجلس الأمن يدعون الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الاشتباكات العسكرية التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من تصعيد الوضع في المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، وتدعو البلدين إلى تخفيف حدة التوتر والتوصل إلى طريق للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية».

من جانبه، قال مارتن نيسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في المؤتمر الصحافي، أمس، إن الأخضر الإبراهيمي يقوم بمحادثات مع المسؤولين الأتراك والسوريين، وأوضح أن الأمين العام قلق من تصاعد التوتر على طول الحدود السورية - التركية ويشعر بالقلق من خطر نشوب صراع إقليمي واسع.