هجوم يستهدف الحرس الجمهوري السوري.. وأعنف الاشتباكات في دير الزور

انشقاق مجموعة من الفرقة السابعة.. والنظام يعتمد استراتيجية تدمير مناطق خط التماس في حلب

عناصر من الجيش السوري الحر يصعدون على درج مبنى مدمر جراء الاشتباكات التي شهدتها منطقة التل الأبيض الحدودية مع تركيا أمس (أ.ف.ب)
TT

وصل عدد قتلى أمس في سوريا إلى 72 بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنتها لجان التنسيق المحلية، بينهم 23 قتيلا في حلب و6 في حمص، في حين نجح الجيش الحر في استهداف الحرس الجمهوري السوري موقعا في صفوفهم 21 عنصرا إثر استهدافه حافلة تابعة لهم واشتباكات بين الطرفين في منطقة «قدسيا» في ريف دمشق.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصدر طبي سوري قوله، إن عدد قتلى الحرس الجمهوري مرشح للارتفاع، وإن سيارات الإسعاف توافدت على مساكن الحرس الجمهوري بقدسيا. وأوضح المرصد أن المهاجمين استخدموا عبوة ناسفة صغيرة لكنهم وضعوها قرب مساكن الحرس في المنطقة، بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية في ريف دمشق أن مجموعة عناصر من الجيش النظامي انشقت بعدتها وعتادها من الفرقة السابعة في مدينة زاكية واشتبكت غربا مع قوات الأسد وسجل استخدام لكافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

كذلك، كان المرصد قد أفاد بأن مناطق في ضاحية «قدسيا» بمحافظة ريف دمشق تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية، ترافق مع إطلاق رصاص كثيف. وأكد كل من المرصد و«فرانس برس» أن الجيش السوري النظامي شن هجوما واسعا على قدسيا يوم الأربعاء ونشر عددا كبيرا من الجنود الذين يحاولون فرض سيطرتهم على الضاحية التي تقع فيها مساكن قوات الحرس الجمهوري.

وذكر أن مدينتي الزبداني وحرستا والمزارع المحيطة ببلدة عرطوز ومنطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية وشوهد تصاعد أعمدة الدخان من مناطق القصف في الغوطة الشرقية.

وفي ريف دمشق أيضا اقتحمت القوات النظامية ضاحية الفردوس بأعداد كبيرة من الجنود والآليات وطوقت المنطقة بشكل كامل.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن عشرات الجرحى لا يزالون تحت الأنقاض في حي العب في دوما نتيجة قصف عنيف من البراميل المتفجرة والهاون، لافتة إلى أن بلدة عرطوز تعرضت لقصف عنيف وتحديدا على حي الضهرة، حيث سقط خلال ساعات قبل الظهر أكثر من عشرين قذيفة، كما تعرضت «حمورية» إلى قصف عنيف من قبل قوات النظام على المدينة بقذائف المدفعية والهاون وطائرات «الميغ»، بينما يعيش الأهالي حالة رعب وخوف.

وأعلن اتحاد التنسيقيات أن كتائب الأسد اقتحمت حي القابون ونفذت عمليات دهم واعتقال وتكسير للمنازل والمحال التجارية في البعلة.

وفي دمشق، لم ينف المصدر أن المعركة صعبة بالنسبة إلى الجيش الحر، لكنه أكد في الوقت عينه أن هذا الواقع لا يعني إيقاف القتال، بل إن العمل مستمر لإيجاد وسائل مناسبة للمواجهة وهذا ما سيظهر جليا في المرحلة المقبلة.

وفي ميدان معركة حلب المستمرة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات النظامية قصفت أحياء النيرب وصلاح الدين والمشهد وكرم حومد وباب النصر والصاخور، لافتا إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيشين النظامي والحر في أحياء العامرية والسريان وسيف الدولة والصاخور بحلب مما أدى إلى تدمير دبابة وخسائر في صفوف القوات النظامية.

وأكد مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن هناك توازنا في معركة حلب حيث يسجل الجيش الحر تقدما في مناطق عدة، بينما يعمل النظام على تدمير تلك الواقعة على خط التماس بين طرفي النزاع، على غرار ما حصل في حي صلاح الدين الذي سوي بالأرض.

والوضع لم يختلف كثيرا في إدلب، حيث ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قصفا عنيفا بصواريخ الطائرات الحربية والبراميل المتفجرة استهدف قرى مليار وعين لاروز في جبل الزاوية.

وفي بلدة دركوش قصف الطيران الحربي منطقة جبل الوسطاني، وترافق ذلك مع إطلاق نار من قبل قوات الأمن والشبيحة. ولفت المصدر القيادي إلى أن تمكن عناصر الجيش الحر ليل أمس، في المنطقة الحدودية الواقعة بين اللاذقية وإدلب وتحديدا بين جسر الشغور ومنطقة التركمان القريبة من الساحل، من تحرير مواقع مهمة كانت قوات النظام تسيطر عليها منذ بدء الثورة إضافة إلى تدمير حاجزين، بينما المحاولات والاشتباكات مستمرة للسيطرة على مواقع إضافية.

وفي دير الزور، حيث وقعت اشتباكات وصفت بالأعنف بين الجيش الحر وقوات النظام في المدينة، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن بلدة الموحسن بريف دير الزور وأحياء الحميدية والعرفي والجبيلة والموظفين بالمدينة تعرضت لقصف عنيف من المدفعية الثقيلة والطيران الحربي، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في أحياء الرشدية والعمال.

كما تعرضت مدينة البوكمال لقصف عنيف بالطائرات المروحية وراجمات الصواريخ من جهة مطار حمدان العسكري، بينما يعيش أبناؤها أوضاعا إنسانية صعبة في ظل النقص الحاد في المواد الطبية والغذائية منذ ثلاثة أشهر.

وفي حمص قصفت قوات النظام بالمدفعية والطيران الحربي مدن الرستن وتلبيسة والحولة. كما استهدف القصف بلدة قلعة الحصن وأحياء عدة بحمص، مما أدى لسقوط جرحى وهدم الكثير من المنازل. كما قصفت القوات النظامية بلدات الحولة والرستن والخالدية بحمص بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

كما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أنه تم إطلاق قنابل صوتية فوق المدارس في حي الإنشاءات، معلنا كذلك، عن اعتقال الناشط الإعلامي المهندس فارس المعمو الملقب بفارس محمد، وهو من أبناء حي الربيع العربي في حمص ويبلغ من العمر نحو 25 عاما، وكان من أوائل الإعلاميين الذين خرجوا ضد النظام وكان يتولى مهمة نقل البث المباشر من حي ديربعلبة والربيع العربي، وقد تم القبض عليه وهو يحاول الخروج عبر أحد الأنفاق من حي الخالدية مع مجموعة من أصدقائه بعدما نصب لهم كمين في وسط النفق وتم اعتقالهم.

وفي حماه، أفادت لجان التنسيق بقصف قوات النظام لمدينة السقيليبية من الحواجز المتمركزة في المدينة مما أدى إلى تهدم منزلين ونزوح عدد كبير من الأهالي.

وفي الغوطة الشرقية، ذكر اتحاد التنسيقيات أن دخانا كثيفا غطى سماء الغوطة الشرقية نتيجة القصف المستمر بالمدفعية والهاون الكثيف على بلداتها منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس.