البلدات الحدودية التركية تعاني من آثار العنف السوري

استياء الأتراك يتنامى من امتداد العنف إلى بلداتهم وقراهم

سوريات عند تنقلهن في شوارع منطقة تل الأبيض الحدودية التركية (أ.ف.ب)
TT

مد محمد يده من خارج نافذة غرفة المعيشة المدمرة وهو يقف أمام منزله المدمر المكون من طابقين وجذب الستار في حين تطحن خطوته بقايا زجاج النافذة المهشم تحت قدميه. وقال «إلى هذا الحد أصبحنا قريبين».

كان محمد يجلس في منزله مع أسرته يوم الأربعاء الماضي عندما سقطت قذائف مورتر أطلقت من سوريا بجوار منزله في اكاكالي وهي بلدة حدودية تركية وجدت نفسها تنزلق دون سابق إنذار إلى الصراع الدائر على حدودها الجنوبية. حسب «رويترز».

وجمع الرجل البالغ من العمر 36 عاما والذي رفض إعطاء اسمه الكامل أفراد أسرته ووالدته وقادهم إلى خارج المنزل ليدرك في تلك اللحظة فقط كم كان القصف قريبا. وقال محمد والدموع تترقرق في عينيه «خرجنا ورأينا منزل جيراننا وقد دمر بالكامل، كان ذلك بشعا».

وأصابت قذيفة مورتر أطلقت من سوريا المنزل المقابل لمنزله ما أسفر عن مقتل امرأتين وثلاثة أطفال من أسرة واحدة وإصابة عدد آخر.

وأحدثت القذيفة حفرة في جدار الفناء وتركت شظاياها علامات على المبنى. وتقف الآن البوابة الزرقاء للمنزل وقد تهدمت وملأتها الثقوب من إثر الشظايا.

وقال محمد مشيرا إلى حفرة أخرى «لم ننم طوال العشرين يوما الماضية. كنا قلقين مما قد يسقط على رؤوسنا لم تكن هذه هي المرة الأولى التي نتعرض فيها للقصف».

وعلى امتداد الحدود البالغ طولها 900 كيلومتر يتنامى استياء الأتراك من امتداد العنف إلى بلداتهم وقراهم ومن عشرات الألوف من السوريين الذين تؤويهم الأراضي التركية حاليا.

وقال إبراهيم جيلدين الذي يسكن على بعد بضعة منازل من محمد «انظر إلى مخيم اللاجئين الذي أقاموه للسوريين. أين أقاموه.. مباشرة عندما تخرج من بلدتنا. لذلك يلقي السوريون قذائف المورتر علينا. أصبحنا مثل المغناطيس.. بلدتنا أصبحت منطقة عازلة». وفي حين تمضي الحياة في وسط البلدة بشكل طبيعي تحولت المنطقة التي يقطنها محمد وإبراهيم والواقعة على الحدود إلى بلدة أشباح منازلها مهجورة وواجهات متاجرها مدمرة. وأغلقت مدرسة البلدة. وبالنسبة لبعض سكان أكاكالي فلم يهدئ رد الحكومة من مخاوفهم. وقال سيلدين «نحن محاصرون ما هذا.. إذا كنا سنحارب فلنحارب لكن الآن نحن نجلس هنا وكأننا أهداف».