شاب من غزة يحرق نفسه قبيل صلاة الجمعة

بعد أبو الندى الذي توفي قبل شهر.. وكثير المحاولات في القطاع والضفة

TT

أحرق شاب لم يتجاوز الـ20 من عمره نفسه، أمس في قطاع غزة، بعدما سكب على جسده مادة البنزين وأشعل فيه النار، في ثاني حادثة من نوعها على الأقل في القطاع في غضون شهر واحد. وأكدت عائلة محمد زهير الخضري، ومصادر طبية، أنه أحرق نفسه قبيل صلاة الجمعة بدقائق في مدينة خان يونس جنوب القطاع. وقال الدكتور أشرق القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بالحكومة المقالة إن «حالته خطيرة وصعبه للغاية».

وأضاف: «لقد أحرق نفسه في أرض خالية بمنطقة السطر الغربي». ولم يعرف بعد الأسباب الحقيقية لهذا الحادث. وقالت مصادر أمنية إنه أقدم على إحراق نفسه على خلفية نزاع مع عائلته. وقالت مصادر أخرى إنه أحرق نفسه احتجاجا على مواصلة انقطاع الكهرباء وضيق سبل العيش.

وعادة ما ترجع الحكومة المقالة في غزة، مثل هذه الأعمال إلى خلافات عائلية. وفي أول حادثة من نوعها في بداية سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما توفي الشاب إيهاب أبو الندى نتيجة حرق نفسه، قالت المقالة إن السبب كان خلافا بينه وبين والده، غير أن العائلة نفت، وقالت إن ابنها ودع والدته قائلا إنه لم يجد عملا كريما. وقال والده: «لم يجد عملا، وكان يجلي الصحون لمدة 13 ساعة مقابل 30 شيقلا يوميا». وفي منتصف الشهر الماضي أيضا، بثت الوكالات المحلية أخبارا عن محاولة شاب ثان إحراق نفسه، وهو عبد الكريم أبو الفول، غير أن الناطق باسم وزارة الصحة نفى، وقال إنه كان حادث اشتعال لمولد كهربائي داخل المحل الذي يعمل به أبو فول لتصليح المولدات.

ويعيش أكثر من مليون ونصف المليون في قطاع غزة ظروفا حياتية صعبة، بسبب الحصار. ويعاني أهالي القطاع نقصا في السيولة النقدية والكهرباء والأدوية وبعض المواد، وتراجعا في النمو الاقتصادي أيضا، وبطالة مرتفعة. وأدى انقطاع الكهرباء المتكرر إلى وفاة أطفال الأسبوع الماضي، وفجر ذلك مواجهات مع أمن حماس.

وترجع الحكومة المقالة السبب في هذا النقص إلى الحصار الذي تضربه إسرائيل على غزة منذ اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط أواسط يونيو (حزيران) 2006 وزاد الحصار عندما بسطت حماس سيطرتها على مجمل القطاع عقب مواجهات مسلحة من أجهزة أمن السلطة وحركة فتح في يونيو 2007.