نتنياهو يسرب أنه فكر في إقالة باراك.. وليفني تعد لحزب جديد

انتقاما على تراجعه أمام الأميركيين

TT

تسربت أنباء من محيط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إلى جميع وسائل الإعلام المحلية، تفيد بأنه يناقش مع عدد من المقربين منه، إمكانية إقالة وزير الدفاع إيهود باراك، بعد أن علم بلقائه مع رئيس بلدية شيكاغو رام عمانوئيل، الرئيس السابق لطاقم العاملين في البيت الأبيض الذي ما زال مقربا من الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأشارت مصادر في ديوان رئيس الوزراء، في القدس الغربية، إلى أن نتنياهو تكلم في الموضوع مع عدد من المقربين منه وعدد من الوزراء في اجتماعات مغلقة، فقال إنه مقتنع بأن باراك يتآمر عليه وألحق ضررا كبيرا بالعلاقات بين إسرائيل والإدارة الأميركية عندما تراجع عن الموقف المتفق عليه بينهما بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران، ووصف تراجع باراك عن ذلك بمثابة «طعنة في الظهر». وقالت تلك المصادر لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نتنياهو «استشاط غضبا» بعد أن علم من وسائل الإعلام قبل أسبوعين أن باراك التقى مع عمانوئيل سرا ولم يخبره بفحوى اللقاء، لا قبل إجرائه ولا بعده، فراح نتنياهو يطلب من رجاله أن يعطوه رأيا في الآثار التي يمكن أن تترتب عليها إقالة باراك.

يذكر أن الخلاف بين باراك ونتنياهو أخذ يستفحل في اللحظة التي تم فيها تسريب أنباء عنه، وقادة الليكود يواصلون التحريض على باراك بصورة قاسية، وهم يهاجمون باراك ويظهرونه «انتهازيا لا يعرف مصلحة سوى مصلحته». وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم»، التي تعتبر صحيفة نتنياهو (صاحبها يهودي أميركي أسسها خصيصا لدعم نتنياهو)، إن «باراك يحاول التصالح مع نتنياهو وطلب مؤخرا أن ينضم إلى لائحة حزب الليكود للانتخابات المقبلة، لكن قياديين في الليكود يرفضون ذلك».

ويرى المراقبون أن أهم عنصر في هذا الهجوم على باراك هو أنه دليل على اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، وتبكيرها من شهر أكتوبر (تشرين الأول) إلى شهر فبراير (شباط) من السنة المقبلة. ويتوقع أن يعلن نتنياهو لدى افتتاح الدورة الشتوية للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في 15 أكتوبر الجاري، عن تقديم موعد الانتخابات العامة الإسرائيلية عن موعدها الرسمي، إلى نوعد جديد في فبراير أو مارس (آذار) من العام المقبل.

من جهته دعا رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين، أمس، إلى حل الكنيست «في الساعات الأولى» بعد افتتاح الدورة الشتوية وإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن، وقدر أنها قد تجرى بالأسبوع الثاني أو الثالث من فبراير المقبل. كما أطلق وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، دعوة مماثلة، فقال أمس إنه لا يريد تبكير موعد الانتخابات، ولكن «إن لم يكن بد من ذلك فيجب تبكيرها إلى أقرب وقت ممكن وإجراؤها في أسرع وقت ممكن».

وعلى الرغم من أن نتنياهو لم يعلن بشكل قاطع، بعد، إجراء انتخابات مبكرة، فقد بدأت النشاطات الانتخابية في الأحزاب. وذكر مقربون من حزب «كديما» أن رئيسته السابقة، وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، التي كانت قد اعتزلت السياسة بعد خسارتها أمام شاؤول موفاز، رئيس الحزب الحالي، قررت العودة. وبدأت تجس النبض لدى مجموعة كبيرة من السياسيين حول ذلك. وأفادت صحيفة «هآرتس»، أمس، بأن باراك اجتمع قبل أسبوعين في نيويورك مع ليفني، وأن اللقاء، الذي أكده مكتب باراك، تركز حول قضايا سياسية. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن ليفني تدرس في الشهور الأخيرة إمكانية التنافس في الانتخابات على رأس «حزب وسط جديد» يعمل على تشكيله الوزير السابق حاييم رامون.

وهاجم وزير حماية البيئة غلعاد أردن باراك في أعقاب الكشف عن اللقاء المذكور، وقال إن «باراك يحطم مرة أخرى أرقاما قياسية في التآمر ونكران الجميل». وبحسبه فإنه بعد أربع سنوات من شغله منصبا مركزيا في حكومة نتنياهو، وفي توقيت مصيري في الساحة الدولية، فقد اختار الانشغال بمصالحه الحزبية.

ويأتي تسريب اللقاء بين باراك وليفني في إطار سلسلة تسريبات نشرت في الأيام الأخيرة حول الأزمة القائمة بين باراك ونتنياهو. ونقل عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها إن باراك يتآمر عليه ويعمل على تصعيد المواجهات بين نتنياهو والبيت الأبيض.