كوماندوز إسرائيلي يقتل سائحا أميركيا يهوديا

جاء بهدف الاستقرار في إيلات.. وقتل عاملا عربيا

TT

شهدت مدينة إيلات الإسرائيلية معركة دامية، أمس، يقف في مركزها شاب يهودي أميركي، 23 عاما، لم يطق أن يكون رئيسه في العمل عربيا فقتله، ثم تحصن في مطبخ وأطلق الرصاص على رجال الشرطة. فحضرت قوة كوماندوز تابعة للجيش الإسرائيلي وقتلته.

ووقع الحادث في فندق «ليوناردو كلاب»، صباح أمس، الذي يعتبر من أكبر فنادق إيلات، على شاطئ البحر الأحمر. وتعود حكايته إلى ما قبل عدة شهور، عندما حضر هذا الأميركي لإسرائيل، وليم هرشكوفتش، ضمن مشروع «رنانيم»، الذي تنظمه الوكالة اليهودية وفيه تشجع شبابا يهوديا من الولايات المتحدة على الهجرة. فيدعونهم للسياحة والتعرف على معالم البلد التاريخية. وخلال مكوثهم تسعى لإقناعهم بالبقاء في إسرائيل كمواطنين. وقد نظموا له عملا في الفندق المذكور. لكنه لم يتجاوب مع احتياجات العمل فتم فصله، أول من أمس.

ويوم أمس حضر هذا الشاب إلى الفندق وراح يشتم المسؤول العربي عنه، أرماندو شكر الله عبد الله، وهو مواطن عربي من فلسطينيي 48 في الثالثة والثلاثين من العمر، يسكن في قرية معليا في الشمال ويتولى رئاسة العمل في المطبخ ك- «شيف رئيسي»» في الفندق. فاعترض طريقه أحد رجال الأمن في الفندق، فاعتدى عليه وتعاركا حتى سقط رجل الأمن أرضا وسقط من حزامه مسدسه. فتناول الشاب الأميركي المسدس وراح يطلق الرصاص عشوائيا في اللوبي، الذي كان يعج بالمستجمين. ثم قفز باتجاه المطبخ وأطلق رصاصة قاتلة على عبد الله. وتحصن في المطبخ مهددا بقتل كل من يقترب منه.

وساد الهلع في صفوف نزلاء الفندق، الذين بلغ عددهم ألف شخص اختاروا الاحتفال فيه بعيد العرش، مثلهم مثل عشرات ألوف الإسرائيليين اليهود الذين يمضون عطلة العيد في المدينة الجنوبية. وهرعت إلى المكان قوات كبيرة من شرطة إيلات. فأغلقت الفندق وأمرت النزلاء بالدخول إلى غرفهم. وأفرغت اللوبي وبركة السباحة ومنعت الدخول والخروج. ثم تم تعزيزها بوحدة كوماندوز من «وحدة مكافحة الإرهاب» في الجيش الإسرائيلي، تضم عددا من المتخصصين في إدارة مفاوضات مع مخططفي الرهائن. وقد اقترب هؤلاء المتخصصون من المطبخ ليتحدثوا مع الشاب الأميركي لإقناعه بتسليم نفسه، ولكنه رد عليهم بإطلاق الرصاص نحوهم. فانقض عليه أفراد وحدة الكوماندوز وقتلوه. وقال الناطق بلسان الشرطة إنه خلال الكلام مع هيرشكوفتش بدا أنه ثمل، إذ إن كلامه كان مشتتا ولسانه ثقيلا. وأضاف أنه لم يكن هناك مفر من قتله، لأنه هدد حياة الجنود.