طمأن الرئيس المصري محمد مرسي المسيحيين داخل سيناء، مؤكدا التزامه بحمايتهم وحماية كل المصريين، خلال لقاء جماهيري موسع عقده بمدينة العريش أمس، وحضره أربع من الأسر المسيحية التي كانت قد طالبت بالرحيل عن رفح بعد تلقيها تهديدات من متشددين إسلاميين، وقال في إشارة للمسيحيين: «أمنكم أمننا ونحن ملتزمون بحمايتكم وحماية كل مصري يعيش على أرض مصر». بينما يستعد الرئيس اليوم (السبت) لإلقاء كلمة في استاد القاهرة لتقديم كشف حساب عن المائة يوم الأولى في ولايته.
وفرض ملف حماية المسيحيين في سيناء نفسه على خطاب الرئيس، وهو ملف جديد إذا ما قورن بغيره من الملفات الشائكة في شبه الجزيرة التي تعاني الفوضى الأمنية منذ نحو 18 شهرا، بالإضافة إلى شكاوى مواطنيها من إهمال الدولة لهم.
وقال مرسي في زيارته الثالثة لمدينة العريش إنه ستتم إعادة النظر في كل الأحكام الغيابية التي صدرت ضد أبناء سيناء، قائلا: «سنعيد المحاكمات الغيابية كلها، والقانون يأخذ مجراه».
وتابع مرسي أنه ملتزم بالقضاء على المحسوبية والفساد قائلا: «لقد مضى عهد الفساد والابتزاز والتفرقة بين المواطنين، وسيناء جزء من مصر يسري عليها ما يسري على البلاد كلها: الأرض والبشر.. إن سيناء لن تهمش مرة أخرى».
وقال مرسي إنه لم يصله حتى الآن أي أحكام خاصة بإعدام 14 من المتهمين في تنظيم التوحيد والجهاد، وإنه لم يصادق على حكم بالإعدام على أحد حتى الآن.
وحكم على 14 متشددا بالإعدام الشهر الماضي لإدانتهم في شن هجمات مسلحة على مركز شرطة ثان العريش، وبنك الإسكندرية فرع المدينة في يونيو (حزيران) قبل الماضي، مما تسبب في مقتل 6 من رجال الشرطة والجيش ومواطن.
وقال مرسي إن الدولة ملتزمة بإعادة الاستقرار والأمن داخل سيناء، لكن لا بد من تعاون الجميع من أجل إعادة الأمن مرة أخرى إلى سيناء، ووعد بتحقيق التنمية، وتبسيط الإجراءات على جسر قناة السويس، كما أكد أنه سيشكل لجنة لدراسة تمليك الأراضي لبدو سيناء.
ويشن الجيش منذ منتصف الشهر الماضي حملة أمنية موسعة ردا على مقتل 16 من جنوده على أيدي من يعتقد أنهم متشددون إسلاميون، وسط جدل كبير حول جدوى وفعالية هذه الحملة.
وتعد سيناء منطقة شبه منزوعة السلاح بموجب اتفاقية السلام التي وقعتها القاهرة مع تل أبيب عام 1979، وهي الاتفاقية التي التزم مرسي باحترامها أكثر من مرة.
وقبل كلمته في المؤتمر الجماهيري عقد مرسي اجتماعا مغلقا مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، وقيادات الجيش الثاني الميداني، ومختلف أجهزة الأمن التي تشارك في العملية العسكرية التي تتم في سيناء منذ السابع من أغسطس (آب) الماضي لمطاردة العناصر المتشددة والتنظيمات الجهادية.
وتم خلال الاجتماع، حسب مصادر أمنية رفيعة المستوى، عرض ما تم تحقيقه حتى الآن على الأرض في إطار العملية العسكرية، والخطط المستقبلية للحملة التي تتعلق بفرض مزيد من الأمن بسيناء.
وقالت المصادر إن الحملة الأمنية بسيناء مرتبطة بالمعلومات، وإن تحرك القوات يتم وفق المعلومات التي تصل إليها من مختلف المصادر، إضافة إلى عمليات المسح التي تقوم بها الطائرات لمختلف المناطق، خاصة الشيخ زويد ورفح.
وتم خلال الاجتماع عرض الخطة الأمنية لتأمين وجود المسيحيين بمدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة، لبث روح الطمأنينة في نفس الأسر المسيحية التي تسكن المدينة بعد مطالبتها بالرحيل عنها بسبب وجود تهديدات لها، وإطلاق النار على أحد التجار المسيحيين الأسبوع الماضي.
وكان مرسي قد أدى صلاة الجمعة بمسجد مدينة المستقبل الشبابية الدولية بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، في بداية زيارته للمدينة، وانتشر الآلاف من الجنود على مداخل ومخارج مدينة العريش، كما انتشرت المئات من العربات المدرعة والمجنزرات في عدة شوارع بالمدينة، فيما قامت طائرات عسكرية بالتحليق في سماء المدينة.
إلى ذلك، من المقرر أن يلقي الرئيس مرسي اليوم (السبت)، كلمة بمناسبة احتفالات أكتوبر (تشرين الأول) المجيدة باستاد القاهرة بمدينة نصر (شرق القاهرة). ومن المتوقع أن يتناول الرئيس في كلمته، أهم المستجدات السياسية والاقتصادية في البلاد خلال المائة يوم الأولى في ولايته التي تمتد لأربع سنوات، ومن المنتظر أن يتناول مرسي الإنجازات التي تمت خلال هذه الفترة والوعود التي لم تتحقق.