مهاجرون أفارقة غير شرعيين في المغرب ينتظرون العودة لبلدانهم

مصدر في «الهجرة الدولية» لـ «الشرق الأوسط»: سنساعدهم عند عودتهم.. وتلقينا حتى الآن مساهمات قليلة

مهاجرون أفارقة غير شرعيين عالقون في المغرب («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم المنظمة الدولية للهجرة القيام بأكبر عملية لنقل مهاجرين أفارقة غير شرعيين، بعضهم عالقون منذ أشهر في المغرب، إلى بلادهم. لكن مصدرا في المنظمة قال، في بيان نشر على موقعها، إن مكتبها في الرباط يحتاج إلى مبلغ 800 ألف دولار لتمويل هذه العملية، مشيرا إلى أن السلطات المغربية التزمت بتحمل تكلفة نقلهم جوا. وقدرت المنظمة عددهم بنحو ألف مهاجر، وأطلقت نداء من خلال موقعها على الإنترنت للحصول على هذا المبلغ.

وقالت آنك ستراوس، رئيسة مكتب المنظمة في الرباط، لـ«الشرق الأوسط»، إن المنظمة تلقت مساهمات قليلة لا تفي بالغرض، مشيرة إلى أنه بعد الحصول على المبلغ ستقدم المنظمة مساعدة مالية لهؤلاء المهاجرين الذين يعيشون في ظروف مزرية حاليا في المغرب، عند عودتهم إلى بلادهم. وتتوخى المنظمة من الدعم المالي مساعدة المهاجرين في الاستقرار وبدء مشاريع صغيرة مدرة للدخل، أو تمويل تدريبات تكسبهم مهارات جديدة تساعدهم على العيش في مواطنهم الأصلية. وكان هؤلاء المهاجرون وصلوا إلى المغرب فرادى أو في مجموعات صغيرة على أمل الانتقال إلى أوروبا عبر قوارب خشبية تعبر مضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا، لكن هذه الرحلات المميتة ظلت تؤدي باستمرار إلى غرق معظم هؤلاء المهاجرين، ومن يفلتون من الغرق يلقى عليهم القبض من طرف حرس الحدود والحرس المدني الإسباني، ويعاد ترحليهم. وقالت منظمة الهجرة الدولية إن المهاجرين يتحدرون من الكاميرون ونيجيريا والسنغال وساحل العاج.

ويعيش معظم المهاجرين الأفارقة في أحياء شعبية في الرباط في ظروف ضنك قاسية، وبعضهم يمارس مهنا هامشية، وكثيرا ما يتعرضون إلى الاعتقال من طرف الشرطة، في حين أن بعضهم يعيشون داخل غابات في شرق المغرب قرب مدينتي وجدة والناظور، في ظروف أكثر بؤسا. وقالت آنك ستراوس، إن من بين هؤلاء المهاجرين يوجد قُصّر ونساء حوامل ونساء مع أطفالهن الذين يعاني بعضهم من أمراض مزمنة ومعدية. وأشار إلى المنظمة رحلت من المغرب 3500 مهاجر غير شرعي على مدى سبع سنوات إلى بلدانهم الأصلية، كما قدمت لهم مساعدات جرى تمويلها من طرف كل من سويسرا وبلجيكا، مشيرا إلى أن هذا البرنامج توقف في يونيو (حزيران) الماضي. يشار إلى أن المنظمة الدولية للهجرة تأسست في عام 1951، وهي تهتم بتدفق المهاجرين حول العالم من خلال العمل ضمن برامج مشركة مع الحكومات والمهاجرين لإيجاد حلول مقبولة للمشاكل التي تطرحها تدفقات المهاجرين عبر أنحاء العالم. وانضم المغرب لهذه المنظمة عام 1998، حيث فتحت المنظمة فرعا لها في المغرب لمتابعة أوضاع المهاجرين غير الشرعيين.

وفي موضوع منفصل، قالت وكالة الأنباء المغربية إن جنود القبعات الزرق المغاربة العاملين تحت لواء الأمم المتحدة في إطار عمليات حفظ السلام في ساحل العاج قدموا مساعدات إنسانية لقرابة 149 لاجئا من ليبيريا قرروا العودة طواعية إلى بلدهم. ونسبت الوكالة إلى مصدر أممي قوله إن نحو 149 لاجئا ليبيريا تلقوا مساعدات من قبل أفراد القبعات الزرق المغاربة العاملين في إطار بعثة السلام في ساحل العاج خلال عملية ترحيلهم الطوعية من هناك إلى وطنهم والتي نظمت الأسبوع الماضي من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة. وأضاف المصدر أن القوات المسلحة المغربية أشرفت بالخصوص على ضمان أمن اللاجئين قبل مرافقتهم في مدينة توليبلو (في ساحل العاج) نقطة انطلاقهم إلى ليبيريا. وأشارت مصادر الأمم المتحدة إلى أن عناصر القبعات الزرق المغربية تواصل تقديم مساعدات للاجئين آخرين مرشحين للعودة الطوعية في الأسابيع المقبلة. وينشر المغرب مجوعتين عسكريتين تضمان نحو 1600 جندي ضمن بعثتين لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كل من الكونغو وساحل العاج.