اجتماع قادة مجموعة «5+5» المتوسطية في مالطا

تهدف القمة إلى تشجيع مشاريع أوروبية ـ متوسطية مشتركة في مجالات النقل والطاقة

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند وقادة دول مجموعة «5+5» المتوسطية في مالطا أمس (رويترز)
TT

اجتمع قادة دول وحكومات 5 دول أوروبية وأخرى من المغرب العربي أمس في مالطا لإعطاء زخم جديد للحوار بين مجموعة 5+5 في قمة تطغى عليها الثورات العربية. وقال رئيس وزراء مالطا عند افتتاح أعمال القمة إن «المتوسط ليس حدودا تفصلنا وإنما جسر يجمعنا جميعا».

وأضاف أن «الأحداث في شمال أفريقيا تاريخية ولها عواقب على كل الدول الأخرى» داعيا إلى «وقف العنف» وإرساء «الديمقراطية» في المغرب العربي وكذلك إلى «الازدهار والسلام». وهي أول قمة منذ تسع سنوات لهذا المنتدى الذي أطلق في روما عام 1990 ويضم إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال، إلى جانب المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا. وهي أول قمة كذلك لقادة 5+5 منذ سقوط نظامي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي فر إلى السعودية مطلع 2011 والعقيد الليبي معمر القذافي الذي قتل بعد أن قبض عليه ثوار في سرت في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2011. ومن المقرر أن يعقد اجتماع «رباعي» من جانب آخر لبحث أزمة اليورو مساء أمس بين فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال على هامش قمة 5+5. لكن قصر الإليزيه عمد إلى التقليل من أهميته مؤكدا أن اللقاء هدفه خصوصا «استعراض الأزمة المتعلقة بمنطقة اليورو والتحضير للقمة الأوروبية المقبلة» في 18 و19 أكتوبر. وترى باريس وروما أنه من الضروري استئناف الحوار السياسي وتعميق التعاون بين ضفتي شمال وجنوب المتوسط «رغم الصعوبات الاقتصادية وأزمة اليورو». ولمنتدى التعاون الأورو-متوسطي فائدة مزدوجة، حيث إن المحادثات فيه «غير رسمية» وتعطي إطارا جغرافيا ضيقا يتيح إبقاء الملفات الصعبة مثل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني أو قبرص جانبا كما قال دبلوماسيون أوروبيون لوكالة الصحافة الفرنسية واصفين المنتدى بأنه «مختبر أفكار». وإلى جانب المنظمين المالطيين يحضر أعمال القمة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي ونظيره الإسباني ماريانو راخوي والبرتغالي بيدرو باسوس كويلو. وبالنسبة للمغرب العربي فقد حضر الرئيس التونسي منصف المرزوقي والموريتاني محمد ولد عبد العزيز وكذلك رئيس وزراء المغرب عبد الإله ابن كيران والجزائري عبد المالك سلال. وستتمثل ليبيا برئيس المؤتمر الوطني (برلمان) محمد المقريف الذي يعتبر عمليا رئيسا بالوكالة لليبيا. وإلى جانب ملف التنمية البارز، سيبحث القادة خصوصا الهجرة غير الشرعية والإرهاب ومجالات تعاون جديدة مثل التدريب المهني أو الطاقات المتجددة. وتنمية المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة التي يريد المنتدى تشجيعها وتعتمد أيضا على تدريب الشبان ومن هنا انطلقت فكرة هولاند على سبيل المثال في برنامج تبادل جامعي «ايراسموس المتوسط». وقد ذكرت روما أن «الشبان لعبوا دورا جوهريا» في الثورات العربية وأنه «على ضفتي المتوسط، يشكلون عامل تنمية غير مستخدم بطاقته الكافية وتطالهم بشكل كبير البطالة». وتؤكد دول الشمال أيضا على ضرورة تسهيل تنقل الطلاب والباحثين ورجال الأعمال وضمان الأمن القضائي للاستثمارات. ولإيطاليا وفرنسا وإسبانيا في دول المغرب العربي مئات الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفي المقابل يوجد في إيطاليا على سبيل المثال 25 ألف شركة صغيرة ومتوسطة أسسها مغاربيون كما أكد دبلوماسي إيطالي.

وترغب فرنسا وإيطاليا أيضا في تشجيع مشاريع أوروبية - متوسطية مشتركة في مجالات النقل أو الطاقة. وبالنسبة للإيطاليين فإن الجزائر هي أول مزود للغاز فيما ليبيا هي أول مزود لها بالنفط. ومن المتوقع أن يشدد إعلان مالطا على هذه النقاط عبر اقتراح اجتماعات منتظمة أكثر بين وزراء الاقتصاد من منتدى 5+5 وإنشاء لجنة متابعة لتنسيق مشاريع مختلفة تشمل مجالات الدبلوماسية والأمن والدفاع.