الولايات المتحدة ترفض خطة إيرانية لحل الأزمة النووية

نجاد: لا يمكن لأحد كان أن يدخل في حرب مع إيران حتى لو كانت اقتصادية ثم «يخرج منها منتصرا»

TT

مع إسهام العقوبات الاقتصادية القاسية في اندلاع أول مظاهرات عارمة في إيران خلال ثلاث سنوات، بدأ مسؤولون إيرانيون في وصف ما يشيرون إليه باسم «خطة ذات تسع خطوات» لنزع فتيل الأزمة النووية مع الغرب بالوقف التدريجي لإنتاج اليورانيوم الذي سيكون الأسهل بالنسبة لهم في تحويله إلى سلاح نووي.

غير أن الخطة تتطلب كما هائلا من التنازلات من جانب الغرب، بدءا من إلغاء كل العقوبات التي تعوق الصناعة النفطية وتعويض انهيار العملة الإيرانية، والتي نبذها مسؤولون أميركيون بوصفها غير عملية.

وعلى الرغم من ذلك، استغل مسؤولون إيرانيون زيارتهم للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في محاولة كسب دعم، على نحو يشير إلى أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، بدأ أخيرا يستشعر الضغط الملقى على كاهل الاقتصاد.

«داخل مجتمع الاستخبارات، أعتقد أنه من العدل القول إن هناك انقساما في الآراء بشأن ما إذا كان المستوى الأعلى من النظام بات قلقا بشكل خطير»، على حد قول مسؤول استخباراتي رفيع المستوى لدى سؤاله عن سبب ظهور الإيرانيين في وضع التراجع عن موقفهم السابق الممثل في الإصرار على أنه لن يثنيهم أي شيء عن إنتاج المزيد من اليورانيوم متوسط التخصيب، الذي يمكن تحويله إلى وقود نووي في غضون أشهر.

قال المسؤول، مشيرا إلى آية الله خامنئي: «إنه شخص غريب، لقد شاهدناه يقترب من حافة الاتفاقيات من قبل ويعود أدراجه».

وترتكز الخطة الإيرانية على مقترح مقدم للمسؤولين الأوروبيين في يوليو (تموز). وهو يطالب في الأساس بتقليل العقوبات المفروضة على إيران تدريجيا، بينما ينهي الإيرانيون العمل بأحد الموقعين اللذين يستخدمونهما في تخصيب يورانيوم بنسبة 20 في المائة. فقط عندما يصل الإيرانيون للخطوة التاسعة بعد إلغاء كل العقوبات وبدء عائدات النفط في التدفق مجددا، سوف يكون هناك «تعليق» لإنتاج اليورانيوم متوسط التخصيب بموقع في أعماق باطن الأرض يحمل اسم «فوردو».

ويقول مسؤولون بإدارة أوباما، إن الاتفاق يهدف إلى تصدر عناوين الصحف، لكنه لن يضمن أن إيران لن تتمكن من إنتاج سلاح. يقول مسؤول رفيع المستوى بإدارة أوباما: «من خلال الطريقة التي قاموا ببنائه من خلالها، يمكنك أن تحرك الوقود ويظل داخل الدولة». وأضاف: «يمكنهم تشغيل البرنامج من جديد في نانو ثانية. وليس لزاما عليهم الرد على أي أسئلة من جانب المحققين عن أدلة تفيد بأنهم قد أجروا بحثا حول تقنية الأسلحة النووية، ولكنهم مع ذلك سيصرون على الحصول على بيان من الوكالة يفيد بأنه قد تمت تسوية جميع القضايا».

ووفقا للرؤية الأميركية، سوف توقف إيران إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة على الفور وستقوم بشحن المخزون الحالي خارج الدولة وستغلق منشأة «فوردو». ومن شأن هذا أن يخفف من حدة التهديد باندلاع «ثورة» إيرانية من أجل إنتاج سلاح، على نحو يخلف للإيرانيين مخزونا من اليورانيوم منخفض التخصيب الذي قد يتطلب مزيدا من المعالجة المكثفة لتحويله إلى سلاح.

بعدها، ستقدم الولايات المتحدة وحلفاؤها بعض جهود التعاون في مشاريع نووية مدنية، ولن توافق على إضافة عقوبات جديدة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. غير أن العقوبات التي تشكل ضغطا على الاقتصاد الإيراني سوف تبقى إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.

وبالنسبة للإيرانيين، يعتبر هذا حلا مقترحا لإجراء تغيير حكومي، ويصرون على أنه سوف يبوء بالفشل. «أسألك بصراحة: هل يمكن لأحد كان أن يدخل في حرب مع إيران» حتى لو كانت حربا اقتصادية، ثم «يخرج منها منتصرا؟»، هكذا تحدث الرئيس محمود أحمدي نجاد الأسبوع الماضي خلال مقابلة مع ستة كتاب ألفوا كتبا عن إيران. واستطرد قائلا «لماذا تعتقد الولايات المتحدة أن بإمكانها فرض هيمنتها؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»