الرباط تجبر يختا على مغادرة ميناء مغربي بعد أن منعت «باخرة الإجهاض»

الداخلية المغربية: هولنديتان حاولتا تضليل وسائل الإعلام.. بعد فشل الباخرة في الدخول لإجهاض مغربيات

TT

أجبرت السلطات المغربية يختا تابعا للمنظمة الهولندية «نساء على الأمواج» على مغادرة ميناء «مارينا سمير» قرب بمدينة تطوان في شمال البلاد، بعد أن كانت منعت باخرة تابعة للمنظمة نفسها من دخول المياه الإقليمية كانت تعتزم إجراء عمليات إجهاض لنساء مغربيات. وكانت جمعية مغربية تدعى «مالي» وجهت الدعوة للمنظمة لتوعية ومساعدة مغربيات للإجهاض.

وقالت وزارة الداخلية المغربية في بيان أصدرته أمس، إنه جرت محاولة لتضليل الرأي العام بالقول، إن باخرة «نساء على الأمواج» كانت موجودة من قبل في ميناء «مارينا سمير»، في حين أن الموجود كان يختا رسا في الميناء في مطلع سبتمبر (أيلول) وعلى متنه سيدتان هولنديتان وصل في إطار زيارة سياحية، وليس لاستقبال الباخرة كما أفادت بعض التقارير الإعلامية».

وأشار البيان إلى أن السلطات المغربية اتخذت جميع التدابير من أجل منع دخول «باخرة الإجهاض» إلى المياه الإقليمية لكن المواطنتين الهولنديتين «بادرتا أول من أمس (الخميس)، في محاولة لتحويل انتباه وسائل الإعلام والتغطية على فشل هذه العملية برفع لافتة تضامنية مع الباخرة»، على حد قول بيان الداخلية المغربية. وهو ما أدى إلى الطلب من اليخت مغادرة المياه الإقليمية.

ونسب إلى محند العنصر، وزير الداخلية المغربي، قوله في تصريحات صحافية «الباخرة لم تتصل بنا لتطلب إذنا لزيارة المغرب».

لكن عبد الودود لحمر وهو عضو في جمعية «مالي» قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا توجد باخرة إجهاض وإنما هناك فقط يخت رسا في ميناء «مارينا سمير» منذ شهر من أجل توعية النساء المغربيات بمخاطر الإجهاض السري. وأضاف «قام أعضاء من المنظمة أول من أمس (الخميس) برفع لافتات بالقرب من الميناء فتدخلت السلطات المغربية وقامت بطرد اليخت من المياه الإقليمية وهو الآن موجود في ميناء سبتة» وردا على سؤال حول أسباب عدم إعلان المنظمة عن وصول اليخت، قال لحمر «كنا نخشى أن تقوم السلطات المغربية باعتقالنا، خاصة أن الإجهاض ممنوع في المغرب، لذلك قررنا أن يتم التمهيد للأمر بالإعلان أنه ستأتي باخرة لكي يتم الضغط على السلطات»، على حد تعبيره.

وأشار لحمر إلى أن الهدف من زيارة باخرة المنظمة، تسليط الأضواء على مشكلة الإجهاض في المغرب، إذ إن هناك ما بين 600 و800 امرأة تجهض يوميا، من بينهن 200 امرأة فقط تتلقى الرعاية الطبية المطلوبة، أي اللاتي لديهن الإمكانات للقيام بذلك، في حين 78 امرأة تموت كل سنة بسبب الإجهاض غير السليم طبيا.

يذكر أن وزارة الصحة المغربية كانت قد أصدرت في وقت سابق بيانا أكدت فيه أنها لم ترخص لأي جهة أو طبيب غير مقيم في المغرب بالقيام بعمليات إجهاض لنساء مغربيات وطلبت من السلطات المعنية منع الباخرة من القيام بعمليات إجهاض على اعتبار أن ذلك يتعارض مع القوانين المغربية التي تمنع ممارسة أطباء أجانب للطب في المغرب إلا في حالات استثنائية، وبعد الحصول على موافقة مسبقة من السلطات الصحية. من جهة أخرى، نظمت الجمعية المغربية لدفاع عن الحق في الحياة مظاهرة أمام ميناء «مارينا سمير» للتعبير عن رفضها لزيارة باخرة «نساء على الأمواج». وشدد المشاركون في المظاهرة عبر الشعارات واللافتات عن رفضهم القاطع ومناهضتهم للباخرة.