مجلس الأمن يدين بشدة القصف السوري لقرية تركية ومقتل 5 مدنيين

واشنطن تؤكد دعمها لحليفتها تركيا وحقها في الدفاع عن نفسها

متظاهرون خرجوا بعد صلاة الجمعة مطالبين نظام الأسد بالتنحي في منطقة الحولة بحمص أمس (رويترز)
TT

أصدر مجلس الأمن مساء أمس الأول بيانا أدان فيه بأشد العبارات الهجوم السوري بقذيفة مورتر على بلدة حدودية تركية، مما أودى بحياة خمسة مدنيين. وطالب مجلس الأمن بوقف مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي فورا وعدم تكرارها.

وبعد مناقشات ساخنة واعتراضات على اعتراضات روسيا وتعديلاتها على البيان الذي اقترحته الدول الغربية. خرج جيرت روزنثال، سفير غواتيمالا لدى الأمم المتحدة، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن، وألقى البيان الذي جاء مطابقا إلى حد كبير مع النص الأولي الذي اقترحته الدول الغربية مع عبارة مخففة تدعو كلا من تركيا وسوريا للتحلي بضبط النفس.

وألقى روزنثال في وقت متأخر مساء الخميس الماضي نص البيان النهائي لمجلس الأمن، وقال «إن مجلس الأمن يدين بأشد العبارات القصف الذي قامت به القوات المسلحة السورية على بلدة أكاكالي التركية، الذي نتجت عنه وفاة خمسة مدنيين كلهم من النساء والأطفال، إضافة إلى عدد من المصابين، وأعضاء مجلس الأمن يعبرون عن تعازيهم لأهالي الضحايا وللحكومة التركية والشعب التركي».

وأضاف «أعضاء مجلس الأمن يؤكدون أن هذا الحادث يسلط الضوء على التأثير الكبير للأزمة في سوريا على أمن جيرانها واستقرار وأمن المنطقة. أعضاء مجلس الأمن يدينون مثل هده الانتهاكات للقانون الدولي ويجب أن تتوقف على الفور وألا تتكرر». واختتم روزنثال البيان بقوله «أعضاء مجلس الأمن يطالبون الحكومة السورية بالاحترام الكامل لاستقلالية وكرامة جيرانها، ويطالبون بضبط النفس». وأشار روزنثال إلى أن العبارة الأخيرة موجهة لكل من سوريا وتركيا.

وجاء بيان مجلس الأمن الدولي بناء على طلب من تركيا التي طلبت من أعضاء المجلس اتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف العدوان السوري وأن تكفل مراعاة حكومة دمشق لسلامة التراب التركي. ورفعت سوريا مذكرة إلى المجلس تضمنت تعازيها في القتلى المدنيين الأتراك ودعوتها إلى ضبط النفس وتحكيم العقل.

وكانت روسيا قد أصرت على حذف جملة في مشروع البيان الأصلي تصف الهجوم السوري بأنه «خطر شديد على السلام والأمن الإقليميين». وجاء البيان التوافقي بدلا من ذلك لينص على المخاوف فيما يتعلق بتأثير الأزمة في سوريا على جيرانها وعلى أمن وسلام المنطقة». واعترض الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن على النص الذي اقترحته موسكو، لكنهم عدلوا المشروع المبدئي للبيان ليراعي بعض تحفظات روسيا.

وقال بشير أتالاي، نائب رئيس الوزراء التركي، إن سوريا «أقرت بمسؤوليتها عن القصف وقدمت اعتذارها»، غير أن الجعفري رد بالقول، إن بلاده تقوم بـ«تحقيق دقيق لمعرفة مصدر إطلاق القذيفة التي سقطت بالجانب التركي، والتحقيق الرسمي لم ينته بعد».

كما أدان مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس ما وصفها بـ«الهجمات الإرهابية» التي وقعت في مدينة حلب السورية يوم الأربعاء حيث قتل 48 شخصا في سلسلة تفجيرات انتحارية منسقة.

وقال المجلس في بيان غير ملزم «يدين أعضاء مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجمات الإرهابية بمدينة حلب في سوريا في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) والتي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة أكثر من مائة مدني والتي أعلنت جماعة (جبهة النصرة) التابعة لـ(القاعدة) مسؤوليتها عنها».

من جانبها، عبرت الولايات المتحدة عن أملها ألا يتصاعد التوتر والاشتباكات الحدودية بين تركيا وسوريا. وأكدت وقوفها ومساندتها لتركيا وحقها في الدفاع على نفسها من العدوان. وأكد مسؤولون أميركيون أن تركيا شريك أساسي للولايات المتحدة. وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في اتصال مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو بمساندة واشنطن لأنقرة في كل من مجلس الأمن وحلف الأطلسي.

وأوضحت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أن رد تركيا على إطلاق قذيفة مورتر من سوريا على أراضيها كان ملائما ومناسبا ويهدف لردع أي انتهاكات أخرى لسيادتها. وقالت نولاند في المؤتمر الصحافي اليومي «نعرف أن تركيا ردت وسمح البرلمان التركي للحكومة بالرد مجددا إذا ما تكررت مثل هذه الانتهاكات للسيادة التركية، وفي رأينا أن الرد الذي قامت به تركيا كان ملائما، واستهدف أيضا تعزيز التأثير الرادع حتى لا تحدث مثل هذه الأشياء مرة أخرى». وأضافت «إن الرسالة إلى الجانب السوري أنه يجب أن يتوقف».