إسرائيل تسقط طائرة من دون طيار وصلت من بحر غزة وتضارب حول الجهة التي أرسلتها

وصلت قلب الضفة وكانت في مهمة استطلاع فأسقطتها 4 طائرات «إف 16»

TT

قالت إسرائيل إنها أسقطت، أمس، طائرة من دون طيار دخلت مجالها الجوي من جهة بحر غزة، دون أن تحدد الجهة التي أرسلتها. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو اعترض طائرة من دون طيار قبل الظهر في منطقة جبل الخليل قريبا من بيت لحم. وأضاف: «إن وحدة المراقبة الجوية رصدت نحو الساعة 10 صباحا طائرة فوق البحر في منطقة قطاع غزة، حلقت شرقا باتجاه إسرائيل، فتقرر إسقاط الطائرة لدى وصولها منطقة غير مأهولة». وبحسبه فقد هرعت طائرات مقاتلة من سلاح الجو وقامت بمرافقتها حتى اعتراضها في منطقة جبل «بتير» بين بيت لحم والخليل. وعلم أن 4 طائرات «إف 16» اعترضت الطائرة وأسقطتها بعد مراقبتها. وتكتم الجيش الإسرائيلي بداية على خبر اختراق الطائرة مجاله الجوي، ومن ثم إسقاطها، وكان ثمة مخاوف جدية من أن تكون الطائرة مفخخة، قبل أن تبدأ وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية، نقلا عن شهود عيان، تتناقل خبر إسقاط طائرة وسماع دوي انفجار. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن الطائرة حلقت نحو نصف ساعة قبل إسقاطها، ولم تكن تحمل على متنها أي مواد متفجرة. وتمكن الجيش من جمع حطام الطائرة، وكان غابي غينتس رئيس الهيئة الأركان على اتصال دائم. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الطائرة جاءت من غزة، وقالت ثانية إنها جاءت من المنطقة الجنوبية مع مصر، وقالت أخرى إنه لا يستبعد أن يكون حزب الله وراءها. وبحسب مصادر عسكرية فإنه لم تحدد الجهة أو الدولة التي أرسلت الطائرة. ورفض الناطق بلسان الجيش الإدلاء بأي تفاصيل حول ذلك، واكتفى بالقول إن التحقيقات الأولية تدل على أنها كانت في مهمة استخبارية. وقال ناطق عسكري: «الطائرة وصلت من اتجاه البحر في نحو الساعة العاشرة، وتجاوزت قطاع غزة، وطارت لدقائق عدة فوق حدود إسرائيل». وأضاف: «الهدف كان تصوير أو جمع معلومات استخبارية». وتابع: «لا نرجح أنها جاءت من غزة». وشكر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، قائد سلاح الجو الإسرائيلي، وأشاد بالعملية الناجحة لاعتراض الطائرة، وقال إن إسرائيل تنظر بخطورة إلى محاولة انتهاك مجالها، وأردف: «سنحقق وسنرى كيف نرد في وقت لاحق».

من ناحية ثانية، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إنها تنظر بقلق شديد للخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، والذي هدد فيه بإنهاء التهدئة على حدود قطاع غزة، حيث طالب بوقف ما سماه بـ«التهدئة المجانية المعطاة للاحتلال من دون مقابل». ونقلت الإذاعة العبرية عن المصادر قولها إن التجربة تؤكد أن شلح «لا يتحدث لإرضاء جمهوره، بل تكمن تهديداته ضمن رؤية لتفجير الأوضاع في المنطقة وتخريب الهدوء السائد على جبهة غزة والذي تستفيد منه كل الأطراف بما فيها حركة حماس وسكان بلدات جنوب إسرائيل». وأضافت أن تل أبيب تنظر بقلق شديد إلى تعاظم حركة الجهاد الإسلامي وازدياد تسليحها وشعبيتها والذي من شأنه أن يؤثر استراتيجيا على خطط المواجهة والعمليات بغزة، فيما لا تزال حماس هي القوة المسيطرة فعليا على غزة ولكن برضا جميع الأطراف وعلى رأسها الجهاد.