فيلم عن بن لادن قبيل الانتخابات الرئاسية

مع غضب جمهوري

TT

قرر منتج سينمائي مؤيد للرئيس باراك أوباما نشر فيلم طويل عن قتل أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، قبل يومين من الانتخابات الرئاسية، وسط انتقادات من قادة في الحزب الجمهوري بأن الهدف هو الدعاية لأوباما، وذلك بعد شهر من نشر كتاب عن قتل بن لادن اعتبر أيضا دعاية لأوباما.

اسم الفيلم «سيل تيم سيكس: ريد أون بن لادن» (فريق النخبة السادسة: الهجمة على بن لادن) وأنتجه هيرفي وينستين، أحد جامعي التبرعات لحملة أوباما. وكان أقام حفلة في الشهر الماضي لجمع التبرعات حضرها مشاهير هوليوود.

وقال تلفزيون «ناشيونال جيوغرافيك» (الجغرافي الوطني) إنه سيعرض الفيلم في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) قبل يومين من يوم التصويت. لكن، سيسبق عرض الفيلم جزء عن «الرؤية التي سيخاطب بها الفيلم جميع الأميركيين (دون انحياز إلى حزب).

غير أن الدعاية للفيلم، التي بدأت أول من أمس، تقول: «هذا هو الفريق الذي أباد أسامة بن لادن»، و«وضع الرئيس الأميركي رئاسته في الميزان في هذه المهمة». هذه إشارة إلى أن أوباما شخصيا كان أعطى الضوء الأخضر للمجموعة التابعة لقوات «نيفي سيل» (النخبة البحرية) لقتل بن لادن في الثاني من مايو (أيار) سنة 2011.

وقال شون هانيتي، مقدم برامج إذاعية وتلفزيونية تؤيد الحزب الجمهوري: «هذه آخر حيلة من أوباما ومؤيديه في هوليوود للتأثير على الانتخابات. ها هو أوباما يستغل شجاعة القوات الأميركية المسلحة، وليس شجاعته هو شخصيا، لصالحه في الانتخابات الرئاسية».

غير أن مخرج الفيلم قال: «أشعر باعتزاز كبير، كمواطن أميركي، لجعل هذا الفيلم الهام في تاريخ أميركا الحديث متوفرا في كل المنازل». وهو الذي كان أنتج أفلاما مشهورة مثل: «إنجلش بيشانت» (المريض الإنجليزي) و«أرتست» (الفنان) وآخر أفلام «رامبو».

وكان الجمهوريون انتقدوا أوباما عندما أصدر مات بيسونيه، عضو الفرقة، كتابا عن تفاصيل العملية. وانتقد الجمهوريون بيسونيه نفسه. وحتى انتقدت بيسونيه مواقع في الإنترنت تابعة لتنظيم القاعدة، ووصفته بأنه «الكلب الذي قتل الشهيد». وكان تلفزيون «فوكس» الموالي للجمهوريين كشف اسم بيسونيه بعد أن كان بيسونيه استعمل اسم «مارك اوين» على غلاف الكتاب: «نو ايزي داي» (يوم ليس سهلا: تفاصيل العملية التي قتلت أسامة بن لادن).

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن الوقت مبكر لمعرفة إذا كان منتج الفيلم سيتعرض لتهديدات من إسلاميين أو مؤيدين لأسامة بن لادن. وأيضا، إذا كان البنتاغون سيقاضي منتج الفيلم الجديد، ويتهمه بكشف أسرار عسكرية. وكان البنتاغون اتهم بيسونيه بأنه فعل ذلك. ولم يكشف منتج الفيلم إذا كان استعان بجنود اشتركوا في العملية، أو بجنود سابقين في فرقة العمليات الخاصة، أو إذا كان في الفيلم أي معلومات لم يصدرها المسؤولون في البنتاغون.

وكان قائد قيادة العمليات الخاصة أبلغ الجنود الحاليين والسابقين بأنه سيتخذ إجراء قانونيا ضد أي شخص يثبت أنه كشف معلومات حساسة يمكن أن تلحق أذى بجنود آخرين. وقال الأدميرال بيل مكرافين، في رسالة مفتوحة أرسلت عبر البريد الإلكتروني: «سننتهج كل الخيارات المتاحة لمحاسبة الأعضاء، بما في ذلك المقاضاة الجنائية إذا أمكن».

وأضاف: «كأعضاء حاليين أو سابقين في العمليات الخاصة، على مؤلفي الكتب والتقارير التزام أخلاقي، وواجب قانوني، لعرض أعمالهم للمراجعة الأمنية قبل نشرها».

وقال إن الكتب والأفلام المتعلقة بفرق العمليات الخاصة يمكن أن تكون أدوات تعليمية مفيدة. وإن الجيش سيعمل مع المؤلفين المحتملين. لكنه قال إن الأعضاء الحاليين والسابقين في الخدمة سيحاسبون «إذا عرّضوا سلامة القوات الأميركية للخطر».