باكستان: عمران خان يقود مظاهرة احتجاجا على الغارات الجوية الأميركية

مسيرة يشارك فيها دعاة سلام غربيون من إسلام آباد إلى وزيرستان

TT

قاد بطل العالم الباكستاني السابق في لعبة الكريكت عمران خان أمس مظاهرة سيارة في باكستان احتجاجا على الغارات التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار في شمال غربي البلاد.

وانطلق المتظاهرون وبينهم دعاة سلام غربيون على متن عشرات السيارات التابعة لحركة «من أجل العدالة» بزعامة عمران خان صباح أمس من إسلام آباد للتظاهر في وزيرستان الجنوبية وهي إحدى المناطق القبلية الباكستانية السبع، كما ذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.

وهذه المناطق النائية والمتاخمة للحدود مع باكستان هي المعاقل الرئيسية لمتمردي حركة طالبان وحلفائهم في تنظيم القاعدة في البلاد. وقد استهدفوا منذ 2004 بمئات الصواريخ التي أطلقتها طائرات من دون طيار، وتكثفت هذه الحملة في السنوات الأخيرة في عهد أوباما.

لكن السلطات أعلنت أن عشرات الناشطين من دعاة السلام والصحافيين الأجانب الذين يرافقون المظاهرة لن يسمح لهم بدخول هذه المناطق بسبب ما قالت إنه تهديدات من طالبان بشن هجمات. وعادة ما يمنع الأجانب من دخول هذه المناطق التي يقاتل فيها الجيش عناصر طالبان.

قال عمران خان إن الحكومة وحدها هي التي تعارض مسيرة السلام التي يعتزم حزبه تنظيمها إلى وزيرستان فيما لا يعترض عليها لا الجيش ولا طالبان. وأضاف خان أن هجمات الطائرات الأميركية من دون طيار تفرز مسلحين، مضيفا أن 40 ألف شخص قتلوا في الحرب على الإرهاب، داعيا الباكستانيين بما في ذلك الأحزاب السياسية للمشاركة في مسيرة السلام.

وقال في مؤتمر صحافي حول مسيرة السلام التي يعتزم حزبه تنظيمها إلى جنوب وزيرستان، أن ناشطين من الخارج يتوافدون للمشاركة في المسيرة. وعلى رغم هذه التحذيرات، تمسكت الحركة من أجل العدالة بمشروعها. ويرافق الحركة ثلاثون ناشطا من دعاة السلام الأميركيين من مجموعة «كود بينك» ومنظمة «ريبريف» البريطانية غير الحكومية للدفاع عن حقوق الإنسان. لكن عمران خان أعلن أنه إذا ما قطعت السلطات الطريق فسيوقف المظاهرة وينظمها في إسلام آباد. ومنذ سنة، ارتفعت شعبية الحركة من أجل العدالة التي نددت خصوصا بفساد الأحزاب التقليدية الحاكمة. ويتهمها خصومها بالتواطؤ مع الأحزاب والمجموعات الإسلامية واستغلال الشعور المعادي للأميركيين لدى الرأي العام تمهيدا للانتخابات العامة المقررة مطلع 2013.

وتنتقد الحكومة الباكستانية دوما الغارات التي تشنها الطائرات من دون طيار وتندد بالتعرض لسيادة أراضيها.

وفي أواخر سبتمبر (أيلول)، أشار تقرير لمنظمة «ريبريف» إلى العواقب المأساوية لغارات الطائرات من دون طيار على سكان المناطق القبلية، مؤكدا أن هذه العمليات غير إنسانية ومؤذية أيضا للمدنيين وغير مثمرة، لأنها تؤجج المشاعر المعادية للأميركيين وهي أصلا مشاعر عداء قوية في باكستان.