إعلان قدسيا والهامة مدينتين منكوبتين.. واشتباكات عنيفة في أحياء من حمص ودمشق

المقدم الحمود: أجهزنا على 14 حاجزا نظاميا في إدلب وطهرنا المنطقة الحدودية

عائلة سورية في مخيم للاجئين على الحدود مع تركيا بمنطقة أعزاز أمس الأول (أ.ف.ب)
TT

استمرت قوات الأمن السورية أمس في قصف عدد من المدن السورية، مستهدفة بعضها بقصف جوي من الطيران الحربي، وبعضها الآخر بقذائف الهاون والمدفعية، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وفيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش الحر في أحياء عدة في مدينة حمص، التي صعد النظام من وتيرة عملياته العسكرية فيها، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا مدينتي قدسيا والهامة «منطقتين منكوبتين بكل ما للكلمة من معنى»، غداة ما لحقهما على مدى الأشهر الماضية من مجازر وقصف ودمار، مناشدة «المجلس الوطني السوري أداء واجبه الغائب حتى الآن تجاه هاتين المدينتين المنكوبتين».

وأشارت لجان التنسيق في بيان مشترك مع تنسيقيتي المدينتين إلى أن «الدمار الذي حل بالمدنيتين أتى على كل شيء، فكل ما لم يصله القصف كان نصيبه الحرق من قبل عصابات الشبيحة، ووضع المدينتين الآن مأساوي إلى حد كبير»، لافتة إلى «نقص حاد في الغذاء والماء، فيما جميع السكان تقريبا باتوا من دون مأوى». وذكرت أنه «فضلا عن انقطاع الكهرباء وكل أنواع الاتصالات، دمر القصف جميع المشافي الميدانية والخاصة، وهناك الكثير من الجرحى بحاجة للإسعافات الضرورية بشكل عاجل»، مشيرة إلى «إعدامات ميدانية كثيرة نفذها شبيحة النظام بحق عدد من أهالي المدينتين».

وفي دمشق، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن استمرار النظام السوري في هدم المنازل الواقعة على طريق مشفى تشرين في القابون لليوم الثالث على التوالي، فيما حلق الطيران الحربي في سماء دمشق والغوطة الشرقية. وفي القابون، أفاد ناشطون بـ«اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام وسط إطلاق نار كثيف في أول حي تشرين من جهة برزة». كما تعرض حيا القدم والعسالي لقصف مدفعي عنيف بقذائف الهاون، في حين شهد حي المهاجرين «انتشارا كثيفا لعناصر الأمن مع تمركز عدد من القناصة، بالتزامن مع عمليات دهم وتفتيش للمنازل في الحي»، بحسب المرصد السوري.

أما في حمص، فقد وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر، في أحياء باب هود وباب التركمان وبابا عمرو، في حين تعرضت أحياء الخالدية، وجورة الشياح، والقصور، والحصن لقصف بالمدفعية والدبابات مصدره جبل السايح في وادي النصارى، مع استمرار القصف المدفعي والصاروخي على كل أحياء المدينة، وسط محاولات من «الجيش الحر» لصد اقتحام قوات النظام للأحياء، وفق لجان التنسيق. كذلك، تعرضت قريتا جوسية والنزارية بريف القصير لقصف بالطائرات المروحية، فيما أفاد «المرصد السوري» بمقتل «عشرة أشخاص على الأقل خلال الاشتباكات والقصف الذي تتعرض له بلدة الطيبة الغربية التي نزح عنها غالبية سكانها»، مشيرا إلى أن من بين هؤلاء «ستة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة سقطوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلد».

وفي إدلب، تمكن «الجيش الحر» من السيطرة على قرية خربة الجوز (جسر الشغور) الحدودية مع تركيا، بعد اشتباكات مع الجيش النظامي. وأفاد «المرصد السوري» بأن «الكتائب الثائرة المقاتلة سيطرت على البلدة ورفعت فيها علم الثوار»، كما سيطر عناصرها على حواجز نظامية. وأدت الاشتباكات التي استمرت لساعات بين الطرفين إلى سقوط «ما لا يقل عن 25 (جنديا) من القوات النظامية وإصابة العشرات منهم بجراح»، في حين قتل ثلاثة من المقاتلين المعارضين «بينهم قائد كتيبة»، بحسب المرصد.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر المقدم خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن «كتائب الجيش الحر حشدت قوتها أمس في منطقة إدلب وأجهزت على 14 حاجزا للجيش النظامي موجودين في قرى الدامة وخربة الجوز والضهرة قرب الحدود التركية»، مشيرا إلى أنه «بعد اشتباكات انسحب عناصر الجيش النظامي باتجاه الأوتوستراد قبل أن يبدأ القصف العنيف على المنطقة».

وأكد الحمود أن «الثوار طهروا المنطقة وغنموا 9 دبابات وسيارات عسكرية ومدفع (شيلكا) مضادا للطائرات»، لافتا إلى أن «طرق إمداد الجيش النظامي باتت مغلقة حتى من طريق جسر الشغور، ولم يبق للجنود المحاصرين إلا منفذ عبر سهل الغاب». وأشار إلى أن «القوات النظامية في إدلب هي من الفوج 35 - إنزال جوي، وكانت في طليعة القوات التي اقتحمت درعا في 25 مارس (آذار) 2011 بقيادة العقيد محمد طه صبحة المحاصر اليوم في برج الداموس».

وفي القلمون، بث ناشطون شريط فيديو أعلن فيه عناصر من «سرية المداهمة والمهام الخاصة التابعة لـ(لواء النصر) في الجيش السوري الحر، أسر العميد الركن في جيش النظام السوري كمال علي عمران، الذي يشغل منصب معاون مدير إدارة الأتمتة للجيش الأسدي»، معاهدين «الله وشعبنا الصامد بمزيد من هذه العمليات النوعية في القريب وعلى أعلى المستويات».

وفي درعا، تم العثور على خمس جثث مجهولة الهوية في نفق جامعة اليرموك الخاصة على الأوتوستراد الدولي، فيما تعرضت المدينة لإطلاق نار كثيف وعشوائي من مضادات الطيران و«الشيلكا» بالتزامن مع قصف عشوائي بالمدفعية والهاون وتصاعد أعمدة الدخان في البلدة.

كما شهدت حماه قصفا بأكثر من 8 صواريخ وقذائف، صباح أمس، استهدف منازل المدنيين، كما تسبب في أضرار بالغة لعدد منها، مما أدى إلى سقوط عشرة جرحى على الأقل. وفي دير الزور، طال قصف مدفعي عنيف مدينة الموحسن، فيما دُمر عدد كبير من المنازل والأراضي الزراعية.