الرئيس المصري يعلن في ذكرى أكتوبر ضرورة خفض الدعم ويهاجم الفساد

دافع عن قرض صندوق النقد الدولي ودعا إلى الاصطفاف الوطني

الرئيس محمد مرسي يحيى مواطنيه في استاد القاهرة في ذكرى نصر اكتوبر أمس (أ ب )
TT

فيما بدا تحذيرا من خطورة الأوضاع الاقتصادية في البلاد، تحدث الرئيس المصري محمد مرسي أمام آلاف من أنصاره أمس باستاد القاهرة الدولي في احتفال البلاد بالذكرى الـ39 لانتصار المصريين على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 1973، معددا المشكلات الاقتصادية التي تواجهه، ملقيا باللائمة على ما قال إنه الفساد المستشري في البلاد، وأضاف أن خفض الدعم بات ضرورة. ومنح الرئيس المصري نفسه نحو 75 في المائة في إنجاز الملفات الخمسة الرئيسية التي وعد بتحسينها خلال المائة يوم الأولى لولايته، وعلى رأسها الأمن.

ودخل مرسي استاد القاهرة لتحية الجماهير وهو يقف في سيارة مكشوفة جالت به مضمار الاستاد وحيا الألوف من الحشود التي حضرت للاستماع إلى كلمته، التي تطرق فيها إلى ما حققه في خطته للمائة يوم الأولى من ملفات الأمن والنظافة والمرور والخبز والوقود.

واستهل الرئيس كلمته بترديد شعار «ثوار أحرار حنكمل المشوار»، وخلال كلمته أثنى مرسي على القادة السابقين في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مشيرا إلى قرارات 12 أغسطس (آب) التي تمت فيها إحالة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع رئيس المجلس العسكري ورئيس أركانه الفريق سامي عنان إلى التقاعد، وقال مرسي إن هذا القرار كان خطوة على طريق التقدم واستكمال أهداف الثورة.

وقال مرسي إن «الاصطفاف الوطني هو الواجب علينا جميعا، فهذا الوطن والشعب والجيش والقيادة والرئيس والقيادات وأبناء مصر، كلنا الآن نتوجه نحو هدف واحد.. مصر الجديدة التي ينظر إليها الناس فيرون فيها العدل والخير والبناء والتضحية والعطاء من أبنائها وحبهم للوطن، أرى المستقبل بتفاؤل كبير وأرى الأبناء والأحفاد يحتفلون في المستقبل ويفتخرون بالعبور الثالث».

وأضاف مرسي: «نحن ماضون إلى مصر الجديدة بإرادتكم جميعا بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، لقد تم تكوين الحكومة الجديدة في 2 أغسطس الماضي منذ ما يقرب من شهرين تقريبا بعد أن سلمت القوات المسلحة السلطة لرئيس منتخب بإرادة المصريين وإرادة هذا الشعب، ثم جاءت قرارات 12 أغسطس لكي نمضي معا في طريق واحد ومسيرة واحدة، وعلينا أن نعطي وأن نضحي وأن نحب بعضنا أكثر، وأن نتحمل بعضنا أكثر، وعلى قلب رجل واحد ضد كل من يعادينا أو يحاول إيقاف مسيرة الوطن العظيم».

ووعد مرسي بتحسين أوضاع المصريين في الملفات الخمسة الرئيسية التي وعد بها في برنامجه الانتخابي، وقال إنه استطاع استعادة كفاءة جهاز الشرطة بنسبة 70 في المائة، معتبرا أن هذه النسبة غير كافية، واعدا باستمرار الجهد. وفيما يتعلق بتوفير الوقود، قال مرسي إنه حل أزمة أسطوانات الغاز التي تستعمل في المنازل بنسبة 85 في المائة، وأنحى باللائمة على انتشار الفساد في هذا القطاع، قائلا إن 23 مليون لتر بنزين وسولار تم ضبطهم في شهرين لمسؤولين في وزارة البترول في قضيتين كبيرتين.

وأشار مرسي إلى أنه عمد إلى تغيير قيادات كثيرة في الأجهزة الرقابية، مثل قادة المخابرات العامة أو الرقابة الإدارية أو الجهاز المركزي للمحاسبات والتنظيم والإدارة، في محاولة للسيطرة على الفساد.

وتحدث مرسي بالأرقام عن حجم الفساد، مشددا على أنه لا يأخذ إجراءات استثنائية، ولمح مرسي إلى ضرورة إعادة النظر في منظومة دعم السلع الأساسية، قائلا إن الدعم لا بد أن يصل لمستحقيه، وقائلا إن «سوء التوزيع يتسبب في حصول الفقراء على دعم أقل.. لذلك لا بد من عدالة التوزيع دون جور على أحد.. والبعض يقول إن هذا يرتبط بصندوق النقد الدولي، وهذا غير صحيح، وتخفيض الدعم واجب وضرورة».

وقال الرئيس: «البعض يتساءل عن كون الربا حراما أم حلالا.. وأنا لا أقبل أن يأكل المصريون بالربا». ودافع مرسي عن قرض طلبته مصر من صندوق النقد الدولي، قائلا إن مهلة السداد ثلاث سنوات ونصف بفائدة 1.5 في المائة، وتساءل: «هل هذه ربا؟ نحن نجوع ولا نأكل ربا»، مشيرا إلى أنه لا يسمح بإملاء شروط من أي جهة كانت.

وتحدث مرسي عن أزمة القمامة قائلا إن مبادرته لوطن نظيف لا بد أن تستمر، وكان مرسي قد دعا المواطنين للقضاء على ظاهرة القمامة بحملات تنظيف شعبية.

وأشار مرسي إلى تحسن رغيف الخبز بنسبة 80 في المائة، موضحا أنه تم افتتاح 9 مخابز كبرى في المحافظات، مشددا على ضرورة معالجة أزمة توزيع الدعم. وفي أزمة المرور قال الرئيس إن الأزمة تحسنت بنسبة 60 في المائة.