إيران تحذر العراق من تكرار تفتيش طائراتها

بغداد تقول انها تطبق قرارات مجلس الأمن لمنع التهريب لسوريا

TT

حذرت إيران، على لسان سفيرها لدى بغداد، أمس السلطات العراقية من تكرار تفتيش الطائرات الإيرانية مثلما حصل في الثاني من الشهر الحالي عندما أجبرت طائرة شحن إيرانية كانت متجهة إلى دمشق على الهبوط في مطار بغداد حيث فتشت للتأكد من خلوها من الأسلحة. وقال السفير الإيراني حسن دنائي فر أن بلاده سترد على هذه الإجراءات بالمثل.

وقال السفير الإيراني للصحافيين، «ما فعله العراق بشأن تفتيش الطائرة المتجهة إلى سوريا كان مخالفا للأعراف الدبلوماسية بين البلدين ويخالف الاتفاقات الأمنية بين الدولتين واتفاقية النقل الجوي»، حسبما أفادت قناة «برس تي في» الإيرانية.

إلا أن الحكومة العراقية أكدت أن «التفتيش العشوائي للطائرات المارة عبر الأجواء العراقية إنما هو قرار يعود لسلطة الطيران المدني العراقية باعتبار العراق جزء من المنظومة الدولية وتقع على عاتقه التزامات بهذا الاتجاه». وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل العراقية كريم النوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ردا على تصريحات السفير الإيراني إن «عملية تفتيش الطائرات التي تمر عبر الأجواء العراقية سواء كانت إيرانية أم غيرها لا تحمل رسالة سياسية وإنما هي احترام لقرارات الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن «سلطة الطيران المدني العراقية وكجزء من عملها سوف تستمر في عملية التفتيش العشوائي لأي طائرة مشكوك فيها وأن العراق لن يسمح لأي طائرة تخرق أجواءه بعيدا عن الأهداف السياسية وإنما هي تعبير عن التزامنا بالقرارات الدولية». وأضاف: أن «العراق أبلغ هذه الدول ومنها إيران بذلك وأنه يهدف إلى تبيان سلامة موقفه».

وعلى صعيد متصل نفت وزارة النقل العراقية أمس الأنباء التي تحدثت عن وجود أميركيين في مطار بغداد الدولي لتفتيش الطائرات المتوجهة إلى سوريا. وقال النوري في تصريحات صحافية إنه «لا صحة للأخبار التي تؤكد وجود أميركيين في مطار بغداد لتفتيش الطائرات المتوجهة لسوريا»، مضيفا: أن «الوزارة تنفي هذه الإنباء بشدة». وكانت وسائل إعلام عراقية تناقلت أمس الأحد أنباء عن دخول قوة عسكرية أميركية إلى مطار بغداد الدولي وأصبحت هي المسؤولة عن تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا عن طريق الأجواء العراقية خوفا من أن تكون تلك الطائرات محملة بالأسلحة لدعم النظام السوري.

وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الحديث عن نقل إيران أسلحة إلى سوريا عبر العراق ينقصه الدليل والمصداقية». وأضاف: أن «العراق مستعد للتعاون مع المجتمع الدولي لوقف تزويد السلاح إلى أطراف النزاع هناك». وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أعلنوا أن إيران استأنفت شحن التجهيزات العسكرية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية في مسعى لتعزيز وضع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بينما رد العراق بالطلب إلى واشنطن تقديم أدلة على صحة الاتهام. وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي كان قد أعلن أن العراق يرفض أن يكون ممرا للسلاح في أي اتجاه ومن أي مصدر كان، مبينا أنه تم وضع آلية للتفتيش والتحقق من أن الشحنات المارة في أرض العراق وسمائه تحمل بضائع وسلعا إنسانية وليس سلاحا.