العاهل الأردني يؤكد ضرورة إيجاد حل يضع حدا لسفك الدماء في سوريا

وزير الخارجية جودة يلتقي رياض حجاب في عمان

TT

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس خلال استقباله في عمان رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو ضرورة إيجاد حل سياسي في سوريا «يضع حدا لسفك الدماء»، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. بينما بحث وزير الخارجية ناصر جودة، في عمان مساء السبت، مع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب «تطورات الأوضاع على الساحة السورية».

وقال البيان الذي تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، إن الملك عبد الله التقى باروزو في اجتماع جرى خلاله «بحث علاقات التعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات وتطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا المستجدات في سوريا». وجدد الملك التأكيد على «ضرورة التوصل إلى حل سياسي للوضع المتفاقم في سوريا بما يضع حدا لسفك الدماء ويحافظ على وحدتها وتماسك شعبها».

من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي عن رفع مساهمته لبرنامج يونسيف لتعليم الأطفال السوريين في مخيمات اللاجئين بالأردن إلى عشرة ملايين يورو. وقال بيان وزع ببروكسل، إن الاتحاد صرف 4.6 مليون يورو ليرتفع إجمالي مساهمته إلى 10 ملايين للبرنامج التعليمي. وأشار البيان إلى أنه جرى الإعلان عن هذا الأمر من جانب مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية، وأنتوني ليك المدير التنفيذي لليونيسيف، خلال زيارة مشتركة إلى مدرسة جديدة افتتحت في مخيم للاجئين السوريين في زعتان شمال الأردن، في إطار زيارة بدأها باروسو إلى الأردن صباح الأحد، وقال الأخير، «نعمل على ضمان توفير ظروف معيشية لائقة للأسر التي اضطرت للفرار من بلدهم، وألا يفقد أطفالهم حقهم في التعليم وفي مستقبل أكثر إشراقا، خاصة أن الاستثمار في التعليم هو استثمار من أجل المستقبل، وأنا سعيد للمساهمة الأوروبية في هذا الصدد».

إلى ذلك، قالت مصادر سياسية مطلعة، إن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية ناصر جودة مع رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب أول من أمس السبت كان بهدف اطلاع الأخير على جولة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية والبيرو واللقاءات التي عقدها الملك عبد الله الثاني مع عدد من زعماء الدول الأجنبية ودول القرار على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضافت المصادر أن جودة قدم له إيجازا عن فحوى اللقاءات التي تمت ومواقف عدد من الدول دائمة العضوية إزاء القضية السورية. كما أشار جودة إلى الموقف الأردني الذي يسعى إليه ولتحقيقه وهو وقف نزيف الدماء من خلال وقف إطلاق النيران بين الطرفين المتصارعين والبدء بعملية انتقال سلمي للسلطة تحفظ وحدة الشعب السوري وأراضيه دون تدخل أي دولة من دول الإقليم.

كما أشارت المصادر إلى أن الدبلوماسية الأردنية أرادت من خلال الإعلان عن اللقاء إرسال رسالة سريعة إلى النظام السوري الذي أدار ظهره للقيادة الأردنية ولم يرد على احتجاجه قبل شهرين عندما سقطت قذيفة في إحدى البلدات الأردنية، وأن العلاقات مع النظام باتت شبه مقطوعة؛ حيث إن الحكومة السورية الحالية لم تتجاوب مع طلبات السفارة الأردنية في دمشق وأن السلطات السورية تفرض رقابة مشددة على حركة الموظفين في السفارة الأردنية في دمشق.

كما أوضحت المصادر أن اللقاء قد يكون بداية لانطلاق علاقة الأردن مع المعارضة السورية وترتيب هذه العلاقة على الساحة الأردنية خاصة أنه بات يستضيف أكثر من 200 ألف لاجئ سوري على أراضيه.

وكان بيان للخارجية الأردنية قد قال، إن جودة بحث خلال اللقاء مع حجاب تطورات الأوضاع على الساحة السورية. كما أكد حجاب عمق وتميز العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين الأردني والسوري وأهمية الدور الأردني في خدمة أمته، معبرا عن تقديره للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وحكمته وسعيه للوصول إلى حل سياسي يحقن الدماء ويلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري.