الرئيس الفنزويلي يواجه أكبر تحد انتخابي للرئاسة

كابريليس المعارض الشاب والمحنك يتحدى شافيز

TT

أدلى الناخبون الفنزويليون بأصواتهم، أمس، في أكبر تحد انتخابي يواجهه الرئيس المنتهية ولايته هوغو شافيز خلال 14 عاما في السلطة، في مواجهة مرشح المعارضة الشاب انريكي كابريليس رادونسكي.

وقبل أسبوع من الاقتراع، تشير غالبية استطلاعات الرأي إلى تقدم الرئيس المنتهية ولايته، لكن كابريليس (40 عاما) تمكن من تقليص الفارق بين المرشحين إلى حد كبير، وأصبح يشكل أكبر تهديد انتخابي يواجهه شافيز منذ انتخابه للمرة الأولى في نهاية 1998. ودعي نحو 19 مليون فنزويلي إلى التصويت في مراكز الاقتراع البالغ عددها 13 ألفا و800 والمزودة بأجهزة إلكترونية للتصويت توصف بأنها ضمانة لمنع التزوير.

وقال شافيز في مؤتمر صحافي: «تلقينا بالإجماع من القطاعات السياسية ورئيس المؤتمر الأسقفي ومالكي وسائل الإعلام، تأكيدا لفاعلية وشفافية ومصداقية النظام الانتخابي الفنزويلي»، الذي يعتمد على أجهزة إلكترونية للتصويت. وكان شافيز الذي يتمتع بحضور كبير وواجه محاولة انقلاب في 2002 ثم أصيب بالسرطان، مما جعله يخضع لعمليتين جراحيتين وعلاجات طبية قاسية في الأشهر الـ15 الأخيرة، وعد بأن تصبح «الثورة الاشتراكية غير قابلة للتراجع»، في السنوات الست المقبلة إذا فاز في الاقتراع. وما زال زعيم اليسار الراديكالي في أميركا اللاتينية البالغ من العمر 58 عاما ويقود الدولة التي تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم، يتمتع بدعم شعبي كبير بعد 13 سنة في السلطة، خصوصا بسبب البرامج الاجتماعية الكثيرة التي طبقها والممولة من عائدات النفط.

أما كابريليس الذي اختاره في فبراير (شباط) نحو 30 حزبا يمينيا معارضا، فقد وعد بإنهاء الانقسام السياسي بين مؤيدي شافيز ومعارضيه ومكافحة غياب الأمن والمصالحة بين القطاعين العام والخاص، مستوحيا من النموذج الذي يطبقه يسار الوسط في البرازيل. وقد دعا شافيز في مؤتمر صحافي في قصر الرئاسة «كل الأطراف السياسية الفاعلة من اليسار واليمين والوسط إلى الاستعداد نفسيا لقبول نتائج اليوم (أمس)». وأضاف أن «العالم لن ينهار أمام أحد» أيا كانت نتيجة هذه الانتخابات.

وقال شافيز: «إنني واثق من أن كل شيء سيجري بطريقة سلمية، وأن الأطراف السياسية الفاعلة الرئيسية ستعترف» بالنتائج الرسمية التي سيعلنها المجلس الانتخابي الوطني. إلا أنها (النتائج) يمكن أن تبقى مفتوحة طالما أن الناخبين الحاضرين لم يدلوا بأصواتهم بعد. لذلك دعا المرشحان والمجلس الانتخابي الوطني الناخبين للتوجه إلى مراكز الاقتراع في وقت مبكر، حتى لا يتأخر إعلان النتائج الذي يتوقع بعد نحو 3 ساعات من إغلاق آخر مركز للتصويت. لكن المجلس الانتخابي أكد أيضا أنه لن يعلن أي نتائج إلا بعد أن «يصبح اتجاهها غير قابل للتغيير». وسينتشر نحو 139 ألف جندي في البلاد لضمان أمن العملية الانتخابية. كما أغلقت فنزويلا السبت حدودها أمام «الأفراد والمركبات»، في إجراء يشرف عليه الجيش على الحدود مع البرازيل وكولومبيا وغويانا.

وفي إطار التدابير الأمنية أيضا، منع المواطنون من حمل السلاح منذ بعد ظهر الجمعة وحتى بعد ظهر الاثنين، وكذلك بيع المشروبات الروحية، وأمرت الشرطة بالبقاء في ثكناتها ووضعت تحت تصرف الجيش. وستجري الانتخابات تحت أنظار عشرات الآلاف من المراقبين من الحزبين وهيئات مستقلة، إلى جانب نحو مائتي «مواكب دولي» لها.

من جهته، يؤكد انريكي كابريليس (40 عاما) الذي كان رئيس مجلس نواب فنزويلا السابق وحاكم ولاية ورئيس بلدية، باعتزاز أنه لم يخسر أي معركة انتخابية من قبل، ويأمل بإنهاء حكم الرئيس هوغو. وقد جاب الرجل النحيل المعتدل القامة صاحب الشعر البني القصير مختلف أنحاء البلاد بلا كلل، أولا في حملة الانتخابات التمهيدية في صفوف المعارضة التي فاز بها بفارق كبير في فبراير (شباط) 2012، ثم كمرشح للانتخابات الرئاسية، داعيا إلى «الوحدة» وتجاوز الأحزاب السياسية في فنزويلا المنقسمة بعد 13 عاما من حكم شافيز.

وحرص كابريليس خلال لقاءاته مع الجمهور على مدى أشهر كثيرة على اعتمار قبعة بألوان فنزويلا (الأصفر والأزرق والأحمر) يستحوذ عليها دائما أنصاره. ويثير الرجل الذي يظهر دائما بقميصه المبلل بالعرق، إعجاب النساء.