تجدد الاشتباكات في القرداحة.. وأنباء عن انتقام النظام من ضباط علويين

إعدامات ميدانية في ريف دمشق واشتباكات وقصف في حلب.. وإسقاط «ميغ» في ريف حمص

أطفال سوريون يبحثون عن القطع المعدنية والبلاستيكية لبيعها لاحقا وسط الحطام والدمار الذي لحق بمدينة حلب (إ.ب.أ)
TT

لم تؤثر التطورات العسكرية على الحدود السورية - التركية على استمرار الاشتباكات وعمليات القصف الممنهج في الداخل السوري. وبينما استمرت الاشتباكات في القرداحة (مسقط رأس عائلة الأسد)، تحدث ناشطون عن مقتل أكثر من 39 شخصا بإعدامات ميدانية في ريف دمشق، فيما استمرت الاشتباكات وعمليات القصف في حلب وحمص، وأفيد عن إسقاط طائرة «ميغ» في ريف حمص وبالتحديد في قرية جوسية. وقد أسفرت أعمال العنف يوم أمس وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن سقوط ما يزيد على 100 قتيل في مختلف أنحاء سوريا.

إلى ذلك، أفاد التلفزيون الرسمي السوري في وقت متأخر من مساء أمس بانفجار سيارة مفخخة في شارع خالد بن الوليد في وسط دمشق، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجار استهدف مقر قيادة الشرطة، وأسفر عن قتلى وجرحى لم يعرف عددهم في الحال.

وأشار المركز الاعلامي السورى وناشطون لاحقا إلى وقوع انفجارين آخرين، استهدف أحدهما مقر فرع الأمن الجنائي.

وقال التلفزيون في خبر عاجل: «تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في شارع خالد بن الوليد بمنطقة الفحامة في دمشق»، في حين أكد المرصد «سقوط قتلى وجرحى إثر الانفجار الذي وقع في مدينة دمشق واستهدف مبنى قيادة الشرطة في شارع خالد بن الوليد». بينما أكد سكان في المنطقة لوكالة الصحافة الفرنسية وقوع الانفجار ودوي الرصاص، مشيرين إلى أن قوات الأمن أغلقت الطرقات المؤدية للمكان الذي هرعت إليه سيارات إطفاء وإسعاف.

وفي ريف دمشق تم العثور على ثلاثين جثة لأشخاص أعدموا ميدانيا بمدينة الهامة وذلك بعد خروج قوات الأمن والشبيحة من المكان، بحسب ما قال الناشط محمد هاني من مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط». ومن بين القتلى الذين عدد هاني أسماءهم، أكثر من 9 أفراد من عائلة زيتون. وأضاف: «ولم تكتف قوات الأمن بالإعدامات الميدانية؛ بل شنت حملة نهب وإحراق لأكثر من 400 منزل و60 سيارة».

بدورها، أفادت الشبكة عن العثور على «جثامين عشرة رجال؛ أحدهم مقاتل، قضوا برصاص القوات النظامية، بحسب نشطاء من البلدة التي شهدت عملية عسكرية واسعة خلال الأيام الماضية انتهت بسيطرة القوات النظامية عليها».

وكان القصف، وبحسب المصادر عينها، تجدد بالمدفعية الثقيلة على مدن عربين وسقبا وكفربطنا وبلدات الغوطة الشرقية. وتزامن ذلك مع ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من تمكن جيش النظام من السيطرة على الهامة وقدسيا في ريف دمشق وإعلانهما «منطقتين آمنتين».

في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات في القرداحة أمس، بينما حذر ناشطون من الطائفة العلوية من انتقام النظام من ضباط علويين ينتمون لعائلات دخلت مؤخرا في مواجهة مسلحة مع شبيحة آل الأسد في القرداحة، حيث تواردت أنباء عن اعتقال العميد الركن في الجيش السوري بشار أدهم عثمان مواليد 1955 بالقرداحة. وقالت «شبكة أخبار ريف دمشق» المؤيدة تحت عنوان «العدالة تأخذ مجراها» إن القوات السورية اعتقلت صباح السبت بشار أدهم «على خلفية المجزرة التي حصلت في ريف دمشق حرستا التي راح ضحيتها أكثر من 40 شهيدا حتى الآن»، بعد أن ثبت بأنه «أعطى أوامره بقصف مدينة حرستا بشكل عشوائي ومن دون أي إحداثيات للرمي».

وأضافت الشبكة: «يواجه العميد الركن بشار عقوبات شديدة قد تصل أقصاها إلى حد السجن 20 عاما»، يشار إلى أن آل عثمان ضمن عائلات آل الخير وإسماعيل وعثمان التي دخلت في مواجهة مع شبيحة آل الأسد ومخلوف وآل شاليش.

وقال ناشط في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» عبر «سكايب» إن الوضع ما زال متوترا في القرداحة (معقل نظام الأسد ومسقط رأسه)، وامتدت إلى دمشق بعد قيام شبيحة آل الأسد باختطاف ثلاث فتيات من آل الخير. وقال: «قام أشخاص من الموالين لعائلة الخير يوم السبت، يقطنون في منطقة عش الورور، ذات الغالبية العلوية جنوب العاصمة، باستهداف باص لشبيحة عش الورور انتقاما لاختطاف 3 من بنات آل الخير. وقد أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 10 شبيحة».

وذلك في الوقت الذي أعلن فيه عن مقتل العقيد علي خزام من الحرس الجمهوري يوم السبت في ريف دمشق دون ذكر لملابسات مقتله، حيث جرى تشييعه في القرداحة أمس. يذكر أن خزام كان واحدا من أهم رجال باسل الأسد الذي مات في حادث سيارة وهو شقيق الرئيس بشار الأسد. ومن ثم أصبح خزام الساعد الأيمن لماهر الأسد، وعرفت عنه قدرات قتالية شرسة وولاء شديد للعائلة، وشوهد في اقتحامات الغوطة الشرقية خلال السنة الماضية، إلى جانب العميد الدرزي عصام زهر الدين، الذي ظهر في أكثر من فيديو يدوس جثث المعارضين للنظام في دوما.

وأكدت مصادر متقاطعة أن الاشتباكات تجددت في القرداحة أمس ومرشحة لمزيد من التأزم، في ظل تهديدات من شبيحة آل الأسد لآل الخير وآل إسماعيل وعثمان وعبو ومحلي بجعل مناطقهم أشبه بمناطق بابا عمرو في حمص من حيث التدمير، حيث تم حرق عدد من المحال وتخريب بعض البيوت لتلك العائلات، وهناك مخاوف من تصفية أعداد كبيرة منهم، حيث فر عدد كبير منهم خارج المدينة، إلى الحرش القريب من الفاخورة، الذي يتعرض للحرق من قبل قوات الأمن في المنطقة.

من جانبه، ذكر موقع «كلنا شركاء» المعارض أنه «بعد عدد من الاستفزازات من قبل أفراد من عائلة الأسد لأفراد من عائلة إسماعيل (أكبر العائلات العلوية) اتخذ القسم الأكبر من عائلة إسماعيل قرارا بمناهضة الأسد، وأن نتائج ذلك ستظهر قريبا؛ حيث إن معظم أفراد هذه العائلة بالجيش والمخابرات».

إلا أن ناشطين من أبناء الطائفة العلوية وبالتزامن مع تلك الأحداث حذروا من «قيام النظام بإنشاء محاكم صورية لإعدام ضباط علويين كبار، وذلك بناء على مشورة روسية لتبييض صفحة آل الأسد». وقال الناشطون إن ذلك سيكون بهدف «التخلص من العلويين الذين بدأوا يتململون»، وإن التهم جاهزة: «إعطاء أوامر بإطلاق النار على المدنيين والتسبب بقتل الأبرياء».