اعتقال أحد أقرباء الرئيس السوري واتهامات بمسؤوليته عن «مجزرة الحولة»

مصادر قيادية في حمص لـ «الشرق الأوسط»: ستتم مبادلة حسام الأسد ضمن صفقة مع النظام

TT

أكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر في حمص اعتقال الملازم أول حسام الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، خلال اشتباكات بين القوات النظامية والثوار في حمص.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر لواء الفاروق، التي اعتقلت حسام الأسد مساء أول من أمس، «لم تحدد بعد ما إذا كانت تنوي تصفيته، أو مبادلته مقابل ثوار معتقلين لدى النظام»، مرجحة «الاحتفاظ به حيا إلى أجل مسمى لمبادلته ضمن صفقة مع النظام». وأشارت المصادر إلى أنه «موجود في مكان آمن، بمنأى عن سيطرة الجيش النظامي، وسط حراسة أمنية مشددة».

وكان لواء الفاروق أعلن مساء أول من أمس اعتقال ابن عم الرئيس السوري الملازم أول حسام الأسد الذي وصفته بـ«قائد الشبيحة في مدينة حمص». ولفتت الكتيبة، في بيان، إلى أنه «تم بعون الله وقوته أسر حسام الأسد على يد كتيبة قلعة حمص التابعة للواء الفاروق بقيادة المجاهد فراس عودة، وقتل اثنين من الشبيحة»، مشيرة إلى «اغتنام عتادهم الكامل على جبهة القصور بحمص».

وأكدت هيئة الثورة السورية اعتقال الأسد، فيما أشارت مصادر المعارضة إلى أن «المعتقل ضابط برتبة ملازم أول، وأنه جريح، لكن وضعه أصبح مستقرا وتم استجوابه وأكد أنه قريب للرئيس السوري».

من جهته، أكد المتحدث باسم كتيبة الفاروق أبو سائح الجنيدي في اتصال عبر «سكايب» مع قناة «الجزيرة»، أن الأسد سيتم استخدامه ضمن صفقة تبادل.

وأضاف: «جرت العادة أن يتم التفاوض على الجثث التي يسحبها الثوار إلى داخل حمص، لتسليمها إلى الجيش النظامي مقابل إدخال أدوية ومساعدات إنسانية وغذائية إلى الإخوة المحاصرين داخل أحياء حمص.. أما اليوم، وعلى اعتبار أن الملازم أول حسام الأسد ما زال حيا، على الرغم من جراحه، فإننا نسعى إلى رفع المطالب، والأمور تجري في هذا الاتجاه». وأشار جنيدي إلى أن الجهة التي تفاوض المقاتلين المعارضين في المدينة «هي إدارة المخابرات الجوية الفاعلة في حمص».

وبينما لم يصدر أي تصريح رسمي لدمشق حول اعتقال الأسد، قالت مصادر المعارضة إن حسام الأسد «يعد من أكثر المقربين إلى (الرئيس السوري) بشار وشقيقه ماهر، ولديه صلاحيات كبيرة في قمع المتظاهرين والمحتجين».

وذكرت مواقع المعارضة السورية على شبكة الإنترنت، أن حسام الأسد المعتقل «يعد أحد أعمدة النظام، ويعتبر الذراع اليمنى للرئيس السوري بشار الأسد، وهو المكلف الثاني بإخماد الثورة السورية».

وبينما قال ناشطون إن الأسد كان يقاتل ضمن اللواء السوري المكلف بحصار أحد أحياء حمص، أشار آخرون على مواقع الثورة السورية في حمص إلى أن الأسد «هو قائد ميليشيات الشبيحة في حمص ومنطقة الساحل بكاملها». وذكر أحد الناشطين أنه «يعتبر من أكبر المجرمين الذين روعوا القرى المعارضة في ريف حمص»، لافتا إلى أنه «المسؤول الأول عن مذبحة الحولة» التي هزت العالم، وذهب ضحيتها أكثر من مائتي شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، قبل أربعة أشهر.