الجامعة العربية تشارك في مؤتمر المعارضة السورية بالدوحة الشهر الحالي

بن حلي: الأخضر الإبراهيمي سيستأنف مشاوراته في القاهرة خلال أيام

TT

أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، أن الجامعة ستشارك بوفد رفيع المستوى في أعمال مؤتمر المعارضة السورية الذي ستستضيفه العاصمة القطرية الدوحة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وأكد بن حلي في تصريحات له أمس بمقر الجامعة أهمية هذا المؤتمر من أجل توحيد رؤى المعارضة حول المرحلة الانتقالية للبلاد وتحقيق الديمقراطية المنشودة، لافتا إلى أن هذا المؤتمر يأتي استكمالا لمؤتمر القاهرة الجامع للمعارضة السورية، والذي عقد برعاية الأمين العام للجامعة العربية يومي 2 و3 يوليو (تموز) الماضي، معربا عن أمله في الخروج بنتائج مثمرة خلال المؤتمر المرتقب لتقريب وجهات النظر بين كل أطياف المعارضة وإنهاء حالة الانقسام بينها.

وأكد بن حلي أن الجامعة العربية تركز في الوقت الراهن من خلال مبعوثها المشترك الأخضر الإبراهيمي على تحقيق ثلاث نقاط أساسية، هي: وقف إطلاق النار، والبدء في عملية حوار سياسي تمهيدا للمرحلة الانتقالية، وتحقيق الانتقال السلمي للسلطة، بما يحفظ لسوريا وحدتها واستقرارها وسلامتها الإقليمية.

من ناحية أخرى، أكد بن حلي أن الجامعة العربية ستشارك أيضا في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي تستضيفه المملكة المغربية في الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في إطار الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لتقديم العون الإنساني للشعب السوري ومتابعة أوضاع اللاجئين والنازحين، سواء في دول الجوار وفي داخل سوريا.

وعلى صعيد متصل، أعلنت الجامعة العربية أن الأخضر الإبراهيمي سيستأنف مشاوراته في القاهرة خلال أيام من خلال مقر (مكتب) دائم له، يكون منطلقا لاتصالاته، بالإضافة إلى مكتب دمشق، وهو الأمر الذي اعتبرته الجامعة العربية فرصة لتعزيز مهمة الإبراهيمي ليكون عن قرب مع كل الأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة السورية، بخلاف سلفه كوفي أنان الذي اتخذ من جنيف مقرا له.

وقال بن حلي أمس إن الإبراهيمي الآن بصدد صياغة وبلورة عدد من العناصر التي ينطلق منها، والخاصة بمرجعيات النقاط الست للمبعوث الأممي السابق كوفي أنان، وإعلان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) الماضي، بالإضافة إلى ما يقوم به الإبراهيمي من صياغة أفكار جديدة عقب الاتصالات والمشاورات التي قام بها في القاهرة والأمم المتحدة.

يذكر أن الإبراهيمي وصل دمشق في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الماضي في زيارة استمرت 4 أيام، أجرى خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين، وفي مقدمتهم بشار الأسد، كما أجرى حوارات مع قادة في الجيش السوري الحر المعارض.

وتأتي الجولة الجديدة المرتقبة للإبراهيمي في القاهرة وعدد من الدول، في الوقت الذي تشهد فيه الحدود السورية - التركية توترا عقب إطلاق قوات الأسد قذيفة الأربعاء الماضي على بلدة (أقتشه قلعه) التركية أودت بحياة سيدة تركية وأطفالها الأربعة، وعبر بن حلي عن أسف الجامعة لهذه الأحداث، وقال: «إن ذلك يزيد من تعقيد الأزمة السورية»، مشددا على حرص الجامعة العربية على عدم تصعيد الموقف، ومعالجة هذا التوتر، وقال: «معنى حدوث ذلك توسيع الأزمة إلى خارج سوريا، وهذا ما لا نريده، وما لا تريده دول الجوار، ولا الجامعة».

وعبر عن الأمل في وقف عمليات العنف في سوريا وبشكل نهائي، وإطلاق الحوار، وتحقيق تطلعات الشعب السوري، بما يحفظ لسوريا وحدتها وسلامتها.

وردا على سؤال حول رؤية الجامعة العربية ومتابعتها لمقترحات عربية بإرسال قوات عسكرية إلى سوريا للفصل بين الجانبين، شدد بن حلي على موقف الجامعة العربية والدول العربية الثابت، إزاء رفض أي تدخل عسكري في سوريا، وقال: «ملتزمون بما صدر عن وزراء الخارجية العرب وقمة بغداد، بمعالجة الأزمة السورية في إطار وقف العنف وإطلاق الحوار وتحقيق تطلعات الشعب السوري».

وأضاف بن حلي أن ذلك هو ما تم التأكيد عليه في الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية العرب في الأمم المتحدة مع أعضاء مجلس الأمن، حول هذه النقاط، وقال: «التدخل العسكري لا يخدم الأزمة السورية، وليس واردا ذلك في قرارات الجامعة العربية».