استمرار الجدل حول وجود مقاتلي حزب الله في سوريا

تصريحات مثيرة للبلبلة في لبنان.. وناشطون سوريون يؤكد مشاركة عناصره في اقتحام قرية حدودية

TT

في الوقت الذي أثار فيه أول موقف من نوعه يطلقه حزب الله تعليقا على ما أشيع عن مقتل أحد قيادييه في مدينة حمص في سوريا بلبلة في لبنان، نتيجة عدم تضمنه إشارات واضحة تتعلق بمكان وزمان وسبب مقتل علي حسين ناصيف المعروف بأبو عباس، قال ناشطون في منطقة القصير إن كتائب الجيش الحر في المنطقة تصدوا لهجوم مقاتلين من حزب الله هاجموا عدة قرى على الحدود السورية اللبنانية ليل السبت - الأحد تحت غطاء من القصف الجوي العنيف لقوات النظام السوري.

وقال الوكيل الشرعي العام للإمام خامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك إن «أبو عباس استشهد بين اللبنانيين دفاعا عنهم، فالمقاومة لم تزج لبنان، بل تحملت المسؤولية بعدما تخلت الدولة عن مسؤوليتها بالدفاع عن اللبنانيين، فالمقاومة هي المقاومة، وما يقال (ما قبل وما بعد) ما هي إلا أحلام وأوهام واهية وأمنيات إبليس في الجنة».

وفي ذكرى الأسبوع على إعلان مقتل أبو عباس، انتقد يزبك وبشكل مباشر سياسة الحكومة بـ«النأي بالنفس»، وقال: «استشهد أبو عباس خلال دفاعه عن اللبنانيين المظلومين الذين تخلت عنهم الدولة والحكومة، ولم يشفع لهم نأي الحكومة بنفسها، إذ لم يرحموا من في أرضهم وبيوتهم، من اعتدي عليهم قتلا وخطفا، فاستغاثوا، والحكومة نائية بنفسها، فأغاثهم أبو عباس رجل الغيرة والحمية، ملبيا نداء مولانا أمير المؤمنين: كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا».

وبينما قرأ مراقبون بهذا الموقف إقرارا من الحزب بأن أبو عباس كان يقاتل في سوريا، معتبرين أنه يلمح إلى أن القيادي في الحزب قد يكون قتل خلال عملية لتحرير المخطوفين اللبنانيين في الداخل السوري، اعتبر آخرون أن كلامه يشير إلى إمكانية مقتل أبو عباس في الداخل اللبناني خلال مواجهة مع بعض الخارجين عن القانون كأفراد من آل المقداد أو غيرهم الذين ساهم حزب الله مؤخرا بإلقاء القبض عليهم بعدما كانوا قد خطفوا عددا من السوريين والأتراك.

بدورها، شددت مصادر مقربة من الحزب على وجوب «عدم تحميل هذا الكلام أكثر مما يحتمل»، لافتة إلى أن «الشيخ يزبك كان يتحدث بشكل عام عن مهام الرجل الجهادي والمقاوم بالدفاع عن اللبنانيين وعن أرضه». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «أبو عباس لم يستشهد في سوريا، بل على أرضه في لبنان خلال عمل تدريبي، وهذا ما تجلى واضحا في حديث الشيخ يزبك الذي قال إن أبو عباس استشهد بين اللبنانيين ودفاعا عنهم».

وكان الجيش السوري الحر أكد مقتل أبو عباس، الذي قال إنه قائد عمليات حزب الله في سوريا، في مدينة القصير في ريف حمص خلال عملية قام بها الثوار بعد عملية تتبع له ولعنصرين آخرين من الحزب داخل الأراضي السورية، بينما اكتفى حزب الله بإعلان «استشهاده خلال قيامه بعمل جهادي».

وفي غضون ذلك قال ناشطون في منطقة القصير إن كتائب الجيش الحر في المنطقة تصدوا لهجوم مقاتلين من حزب الله هاجموا عدة قرى على الحدود السورية اللبنانية ليل السبت - الأحد تحت غطاء من القصف الجوي العنيف لقوات النظام السوري، وقال مصدر في مدينة القصير لـ«الشرق الأوسط» إن أعدادا كبيرة من مقاتلي حزب الله - بالتعاون مع قوات النظام - حاولوا اقتحام قرى جوسية والنزارية والزراعة وربلة غرب نهر العاصي، وإن معارك شرسة دارت على طريق ربلة - القصير، (7 كلم عن الحدود مع لبنان)، وتمكن مقاتلو الجيش الحر من «صد الهجوم ومنع قوات حزب الله من إقامة حاجز بالقرب من قرية الزراعة، بدلا من الحاجز الكبير الذي قام بتدميره الجيش الحر بالمنطقة منذ عدة أيام».

وقالت المصادر إن «الجيش الحر كبد مقاتلي حزب الله وقوات النظام خسائر فادحة، في المقابل قتل أربعة مقاتلين من الجيش الحر وجرح العشرات من المدنيين في قرية جوسية نتيجة القصف»، وتابعت المصادر أن قوات النظام ردت بقصف مدفعي عنيف طوال يوم أمس الأحد، وتركز القصف على محطة مياه عين التنور، وحذرت المصادر من أن تعطل هذه المحطة سيقطع مياه الشرب عن محافظتي حمص وحماه.

وعن أهمية طريق القصير - ربلة وحاجز الزراعة بالنسبة لقوات النظام ولمقاتلي حزب الله قالت المصادر إنه «الطريق الرئيسي الذي يصل أراضي غرب العاصي السورية مع لبنان، والسيطرة على هذا الطريق هو السيطرة على طرق الإمداد الوحيد بين قوات النظام ومواقع حزب الله في الأراضي اللبنانية، حيث تنتشر القرى الشيعية على جانبي الحدود السورية اللبنانية».

ولفتت المصادر إلى أن «مشاركة مقاتلين من حزب الله مع قوات النظام في الهجوم على القرى الثائرة بمنطقة القصير ليست الأولى، لكنها الأكبر والأعنف وكانت متوقعة بعد أيام قليلة من مقتل القيادي في حزب الله أبو العباس في كمين بمنطقة القصير». وأضافت أن «الاشتباكات لا تزال دائرة لم تتوقف في محاولة مستميتة للسيطرة على طريق ربلة القصير».