رفسنجاني: أولى أولوياتنا حل مشكلاتنا الداخلية.. ولا أنوي الترشح للرئاسة

صالحي يقترح على الغرب تسوية بشأن تخصيب اليورانيوم

TT

دعا آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، الولايات المتحدة إلى إثبات «حسن النية» قبل أي حوار مع طهران، وحملها مسؤولية قطع العلاقات بين البلدين منذ أكثر من 30 عاما، كما دعا إلى أن تكون أولى أولويات طهران حل المشكلات الداخلية للجمهورية الإسلامية وذلك تمهيدا لمواجهة «الأعداء» والخلافات مع الغرب.. جاء ذلك، بينما اقترح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في مقابلة مع صحيفة «دير شبيغل» الألمانية تسوية للأزمة بين بلده والغرب بسبب برنامج طهران النووي في مقابل تزويد بلاده باليورانيوم المخصب من طرف ثالث.

وحمل رفسنجاني واشنطن مسؤولية انقطاع العلاقات بين البلدين منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن رفسنجاني في حوار مع صحيفة «آرمان الإيرانية» أمس قوله: «نحن لم نبدأ الصراع وقطع العلاقات مع أميركا.. أميركا هي التي بدأت»، وأضاف أنه طيلة فترة مسؤوليته التنفيذية رئيسا للجمهورية (1989 - 1997) كان يؤكد أنه على واشنطن أن «تثبت حسن نيتها، لأنها أبدت سوء نيتها أولا وجمدت أرصدتنا».

وأضاف أن «أميركا صادرت المبيعات التي قمنا بها ودفعنا تكاليفها، وجمدت أرصدة النفط وجميع الأرصدة، وتحفظت على السلع التي ابتعناها. ففي البداية، على أميركا أن تحرر أرصدتنا وأن تعدل سلوكها، وبعدها نعتبر ذلك حسن نية، ونجلس ونتفاوض». لكنه اعتبر أن التفاوض لا يعني إعادة العلاقات، واستطرد قائلا: «يتم التفاوض، وإذا تم التوصل إلى اتفاق وفي حال تحقق الشروط، يتم استئناف العلاقات. وهذا نفسه كان كلامنا السابق. أي إذا كان لدى أميركا الرغبة باستئناف العلاقات، عليها أن تثبت حسن نيتها ليس فقط بالكلام، وإنما بالعمل».

وحول التهديدات الإسرائيلية ضد إيران، استبعد رفسنجاني أن تشن الدولة العبرية الحرب بمفردها ضد إيران، وقال: «لا أعتقد أن هناك إمكانية لإسرائيل بأن تشن حربا لوحدها ضدنا، وقد يمكنها أن توجه ضربة سريعة، إلا أنه بالنتيجة، نحن القادرون على الرد جيدا. وإذا أرادت إسرائيل أن تهاجمنا، فإن عليها قبل ذلك أن تطمئن إلى أن أميركا تلتحق بالحرب منذ البداية أو في أثنائها، فلذلك، هي بحاجة إلى موافقة أميركا».

ودعا رفسنجاني، الذي كانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت ابنته فائزة ونجله مهدي مؤخرا بتهمة المشاركة في احتجاجات 2009 ضد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إلى حل المشكلات الداخلية في إيران. وقال إن «الأعداء (الغرب) يريدون إيقافنا مهما كان الثمن، ويوجهون ضربة إلينا، إلا إنهم يراهنون على العقوبات والدعايات لتكفيهم مؤونة الحرب، إلا أن علينا أن نعد أنفسنا لأي حادث، وعلينا أن نجعل أولى أولوياتنا حل مشكلاتنا في الداخل، فإذا كان الشعب الإيراني متحدا، مثلما كان في فترة الحرب المفروضة (العراقية - الإيرانية 1980 - 1988) وبعدها، فلن تبرز مثل هذه الأحداث».

وبشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة العام المقبل، نفى رفسنجاني استعداده للترشح فيها، «رغم أنه لا يوجد أي منع قانوني»، مرجحا أن يتولى رئاسة الجمهورية «أشخاص أكثر شبابا».

إلى ذلك، جدد صالحي التأكيد على حق بلاده في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مؤكدا أنه لا يوجد دليل على أن طهران تجري أبحاثا نووية لأهداف عسكرية.

إلا أنه قال في عدد مجلة «دير شبيغل» الألمانية الذي يصدر اليوم (الاثنين): «إذا تم الاعتراف بحقنا في التخصيب، فنحن مستعدون لتسوية نقوم بموجبها طواعية بالحد من نسبة تخصيب» الوقود النووي. ولكنه قال في المقابلة إن إيران ستحتاج إلى «إمدادات مضمونة» من الوقود المناسب من الخارج.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإنه سبق أن تم اقتراح مثل هذه التسوية في السابق على الغربيين من دون جدوى.

والأسبوع الماضي أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن إيران لن تتراجع عن مساعيها النووية رغم المشكلات التي تتسبب فيها العقوبات الغربية بما في ذلك الانخفاض الكبير في قيمة العملة الإيرانية.

ومن المقرر أن يلتقي وزراء الاتحاد الأوروبي في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي حيث يتوقع أن تضغط بريطانيا وفرنسا وألمانيا من أجل فرض عقوبات أشد على قطاع الطاقة الإيرانية والمؤسسات المالية الإيرانية.